يلجأ الكثير من الناس إلى الكتب بحثاً عن السعادة التي تجفف دموع الفشل .
ويطرق البعض أبواب المصحات النفسية للبحث عن السعادة تلك المرغوب الغائب ..
ويشعر الكثير بفقدان السعادة في حياتهم دون أن يدركوا الأسباب التي جعلتهم يعيشون التعاسة
واقعاً مريـراً يتجرعون به كأس الآسى لتتأزم العلاقة بينهم وبين من يحبون 0
وتعظم المشكلة عندما يُفتقد الشعور العاطفي بين المتحابين .
فتصبح الحياة كئيبة مملة وتتوتر العلاقات العاطفية وتذبل , فيحدث التباعد العاطفي بين المتزوجين
وبين الأب وأبنائه من ناحية وبين الأم وأبنائها من ناحية أخرى وكذلك بين الأبناء أنفسهم
والأصدقاء والأقرباء ..
تلكم هي المشكلة فأين الحل ؟
في ثقافتنا مفهوم الحبّ يكتنفه الكثير من الغموض إذ يعتقد عامة الناس أن الحب هو الغزل
أو أنه العلاقة العاطفية التي تنشأ بين الزوجين فقط !ّّ
غير أن هناك مفهوم أوسع للمحبة تشمل العلاقة بين الأزواج و الأبناء والأقرباء
وا لأصدقاء وبين جميع الأطراف المكونة لشرائح لمجتمع 00
فــ المحبة هي الرحمة والألفة والرفق والتسامح والتكافل ومكارم الأخلاق .
ذلك ما نادى به الإسلام فقال صلوات الله وسلامه عليه :
( ألا أدلكم على شئ أن فعلتموه تحاببتم قالوا : بلى يارسول الله قال:افشوا السلام بينكم ) .
وهناك معضلة أخرى تقف حجر عثرة في طريق سعادتنا وهي العجز في التعبير عن الحب.
فلم يدرك أولئك أن من نتعامل معهم بحاجة إلى أن نشعرهم أنهم في سويداء القلب
فــ نقابل زملاء العمل بوجوه لا تحمل تعابير المحبة والبشاشة , ونقابل الأطفال بكل جفاء وصلف
دون أن ندرك أنهم بحاجة إلى إشعارهم بالمحبة ..
أسمع من أحببت كلمة (إني أحبك) ففقدان الشعور العاطفي مرده إلى ثقافة مجتمعية
بعدم التصريح بالتعبير عن المحبة فإذا أحببت أحداً أو كانت له مكانة خاصة في نفسك فأخبره بذلك
فإنه سهم يخترق القلب ويأسر النفس ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:
( إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه ) .. كما في صحيح الجامع
إن التعبير والبوح بالمحبة سبيل للألفة والمحبة وإطمئنان كل طرف للطرف الأخر
وشعور وجداني يزيــد من التألف والترابط والتكافل وأن لا نكون صامتين في مشاعرنا
وندخرها لأوقات الأزمات فقط 000
فهل نحن بالفعل في حاجة إلى تعلّم أهمية التعبير عن المشاعر والبوح بها ؟