من رحم العناء والألم والحرمان تولد قصائد الابداع ..وتتفجر مواهب الشعر
لتطاول القمم الشامخة .. فالإبداع يحفر اسم الشاعر أو الشاعرة في الأذهان
وتطير قصائده في الأفاق .. فيحفظها الناس ويرددونها أمدا ً طويلا ..
في ضيافتنا اليوم قصائد إبداع بنكهة إنسانية وشعورية دافقة صاغتها شاعرة الحرمان
رغم معاناتها الجسدية... ورغم المصاعب النفسية ومعاناة المرض والإعاقة
فهي لم تستسلم لمعاناتها ولم تقعدها إعاقتها عن نثر إبداعها وإبراز موهبتها ..
لتثبت أنّ الأعاقة ماهي إلا إعاقة الفكر والروح لا إعاقة الجسد ..
ولتثبت أنّ الشعراء يولدون من رحم الشقا ء, وأن الأبداع يولد من رحم الألم
والحرمان والمعاناة .. شاعرة تتقاذفها أمواج الألم وعذابات السنين ...
فقد قاست الحرمان وعاشته واقعاً مؤلماً ، وعانت منه فكان اسمها "صدى الحرمان"
"صدى الحرمان" شاعرة الخليج تليلة المهندي من مواليد 1962م
توقفت عن الدراسه بعد الإبتدائية بسبب معاناتها من إعاقة جسديه وظروف قاهرة
حالت دون تحقيقها لطموحاتها العلمية فقد كانت حبيسة الكرسي المتحرك .
لم تحد الاعاقة من إبداعها وظلت قصائدها تعبر عن شعورها بالحزن والألم والمعاناة
لها ديوان مطبوع حمل اسم { رحلة أيامي }
جعلت من شعرها سلاحاً يغالب جحافل الاعاقة وإعتلال الصحة
وكانت طريحة فراش المرض لسنوات طويلة ... وقد كتبت في مقدمة ديوانها
عبارات أبكت الألاف من قراء شعرها ..
وقد أهدته إلى قرائها .. وإلى قطر .. وإلى أمها .. وإلى الطفلة الصغيرة المعاقة منيرة
وإليـكم منه
" الى كل القلوب التي قرأت وتابعت وشاركتني الدمعة قبل الابتسامة ..
الألم في غياب الفرح الى قطر .. الى أمي ...إلى الغالية على قلبي الطفلة منيرة
التي هاجمتها الاعاقة مبكرا جدا جدا ، ولم تمهلها لتتمتع بطفولتها البريئة اهديها
رحلتي مع المعاناة متمنية ان تضيء لها شمعة لتواصل طريقها في الحياة.
وفي الشهر الثامن لعام 2000 م توقف قلب صدى الحرمان عن النبض
وانتقلت روحها لبارئها عزّ وجل بعد معاناه طويله مع المرض الزمها
السرير الأبيض حتى وفاتها ،
بعضاً من شعرها النابض بالمعاناة والحزن .....
يتبع ,,,