ضمن فعاليات مهرجان (لحياة أفضل) والذي تنظمه إدارة التربية والتعليم بمحافظة عفيف بالتعاون مع قسم مكافحة المخدرات أقيمت مساء الاثنين 1425/2/22ه محاضرة بعنوان (الشعر الشعبي ومسؤولية الإصلاح) ألقاها الأستاذ والشاعر تركي بن ماطر الغنامي مدير إدارة التطوير التربوي بالإدارة عرض المحاضر من خلالها نبذة مختصرة عن أهمية الشعر لدى العرب في الجاهلية وكيف أن الإسلام جاء وعزز هذه المكانة للشاعر ولكنه أعطاها بعداً آخر حيث رتب على الشعر المنافح عن الدعوة الأجر والمثوبة الأخروية وكيف استمرت هذه المكانة وهذه الحظوة للشعر والشعراء إلى اليوم.
هذا بالنسبة للشعر على وجه العموم، أما الشعر الشعبي على وجه الخصوص فقد ألمح المحاضر إلى ما لهذا الشعر من حظوة وما له من أثر وجمهور، وكيف أن قصائد شعبية عمر بعضها ما يزيد على مئتين وثلاثمائة سنة ما تزال متداولة ويستشهد بها على كثير من المواقف، ثم أكد على أهمية أن يكون هذا الشعر هادفاً يخدم قضية ويؤدي رسالة.
عرض المحاضر نصوصاً شعرية عديدة مستشهداً بها على ما يمكن أن يؤديه الشعر إذا كان يحمل رسالة ويتبنى هدفاً من ذلك قصيدة للشاعر عوض القرني حول التأكيد على منهج هذه الدولة من الالتزام بالقرآن والسنّة وأنه خيار هذا الشعب أيضاً منها قوله:
نكتفي بالحق ونقرر على تقريره
حتى لو خالفني أقرب واحد من اقرابي
ما يهم يقال عني مختلف تفكيره
ما يهم يقال عني مذهبك وهابي
كما عرض قصيدة للشاعر الكبير بندر بن سرور في جانب آخر من جوانب العقيدة وكيف استطاع الشعر العامي مناقشة هذه القضية ومعالجتها معالجة عقلية وهي قضية الذهاب إلى الكهان من هذه القصيدة قوله:
من ينصح اللي يعتقد له بكهان
يشرك مع الله واحد ما يثيبه
لو يصدق الكاهن طلع منه برهان
وافتك نفسه من حدوث المصيبة
لا شك كذا خذوا منه كذبان
والله صدق علام غيبك وغيبه
سرد المحاضر بعض الصفات الحميدة التي عرفت عن العرب وجاء الإسلام مقراً لها وكيف استطاع الشعر الشعبي المساهمة في تنميتها والتأكيد عليها وقد استشهد المحاضر على كل صفة ذكرها بما يؤيدها ويؤكدها من الشعر الشعبي، فعلى صفة الكرم مثلاً استشهد الشاعر بأكثر من قصيدة من القديم والحديث ولشعراء أموات وآخرين أحيا مثل الشاعر القديم عسير بن ساير العطاوي وقصيدته التي منها:
النار كلت الحطب والنجر أكل بنه
والرزق عند الولي من حيث ينوي به
ما همي الا الدلال وثالثهنه
كبش المربي ليا لزمت مواجيبه
ومن المعاصرين الشاعر غازي بن دخيل الله بن عون وغيرهم.
من الأمور التي أكد عليها المحاضر وأشار إلى حضور الشعر فيها قضية الحلم والتجاوز عن أخطاء الآخرين وكيف أن هذه الصفة إذا وجدت من شأنها أن تزيد من اللحمة والتآلف بين أبناء الدين الواحد والوطن الواحد والقبيلة الواحدة واستشهد على ذلك ببعض الشعر الشعبي من ذلك قصيدة للشاعر عبدالمعين بن عقل بن ثعلي والتي منها قوله:
إن كان جتني زلة من ربعي
زلاتهم ما هيب عندي زله
أخفض لهم مني جناح الذلي
إكرامهم ما هو بخوف ذله
إلى غير ذلك من الصفات الحميدة التي أكد عليها الشعر الشعبي وفصلها.
جاء على لسان المحاضر إن كلمة ومصلح (المراجل) الواردة كثيراً من الشعر الشعبي تعني كل صفة حميدة من دين وخلق يتصف بها الرجل.
استشهد المحاضر بنصوص لشعراء قدماء مثل بركات الشريف وتركي بن حميد وآخرين من كبار الشعراء المعاصرين مثل بندر بن سرور ورشيد الزلامي وعبدالمعين بن ثعلي وغازي بن عون وكذلك من الشعراء الشباب مثل ضاوي العصيمي وسعود الدهيمي وعبدربه العازمي وعوض القرني وغيرهم.
تعتبر المحاضرة إضافة جديدة لصالح دراسة الشعر الشعبي تسجل لصالح المحاضرة ومنظمي المهرجان.
كان الحضور مميزاً وكبيراً ومتفاعلاً..
الراعي الإعلامي للمهرجان (جريدة الرياض).
المصدر :
http://www.alriyadh.com.sa/****************************s/...kafa_11373.php