العودة   منتديات عتيبه > الأقسام الأسرية > منتدى الأسرة والمجتمع

منتدى الأسرة والمجتمع شؤون الاسرة ومتطلباتها التربوية والصحية والاجتماعية

 
كاتب الموضوع (اجمل احساس) مشاركات 11 المشاهدات 1538  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 01-22-2006, 10:20 PM   #1
معلومات العضو
موقوف
الصورة الرمزية (اجمل احساس)
رقم العضوية : 2123
تاريخ التسجيل: Oct 2005
مجموع المشاركات : 2,168
قوة التقييم : 0
(اجمل احساس) is on a distinguished road
المعامله السيئه من الاباء للأبناء

[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركااته

الحمد لله رب العالمين, وبعد:
المعاملة التي يعاملها الوالدان لأولادهم ذكوراً أو إناثاً, يجب أن تكون طيبة, وهذا هو هدي الإسلام دون غيره من الأديان, حفظاً لكرامتهم, وصيانة لحقوقهم, قال _تبارك وتعالى_: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً"(1).
والمعاملة السيئة للأولاد, بلاء كبير وشر مستطير, لن يجني فيه الوالدان أو أحدهما, إلا المعيشة النكرة, والفرقة المقيتة والعقوق المتبادل والسباب المتلاطم والإثم الكبير, قال أبو مسعود البدري:(كنت أضرب غلاماً لي بالسوط, فسمعت صوتاً من خلفي: اعلم أبا مسعود, فلم أفهم الصوت من الغضب, قال: فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم, فإذا هو يقول: اعلم أبا مسعود, اعلم أبا مسعود, قال:
فألقيت السوط من يدي, فقال: اعلم أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام, قال: فقلت: لا أضرب مملوكاً بعده أبداً) وفي لفظ: ( ... فالتفت فإذا هو رسول الله _صلى الله عليه وسلم_, فقلت: يا رسول الله هو حر لوجه الله _تعالى_, فقال: أما لو لم تفعل للفحتك النار, أو لمستك النار) أخرجه مسلم(2).
وهذا في ضرب المملوك فكيف بضرب الولد ؟!

وفرق بين الإساءة إلى الأولاد بالضرب وإيقاع الأذية بهم أو منعهم حقوقهم أو التنكيل بهم بالألفاظ, وبين تأديبهم فالتأديب مجاله غير ذلك بل هو من الرحمة لهم, والتربية الحسنة, ويكون ذلك برفق ولين وتلطف فالولد المعوج لا ينبغي أن يُرحم بل تأديبه رحمة له.
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين, واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين, وفرقوا بينهم في المضاجع" خرجه أبو داود (3) وهو صحيح(4).
والعرب تقول: الضرب للولد مثل السماء للزرع (5).
وأما العدل بين الأولاد ذكوراً وإناثاً في العطية فواجب, فعن النعمان بن بشير قال: أعطاني أبي عطية ... فقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: أعطيتَ سائر ولدك مثل هذا, قال: لا, قال: "فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم" خرجه البخاري (6), وخرجه مسلم (7) بلفظ (قال: أله إخوة: قال نعم, قال: أفكلهم أعطيت مثل ما أعطيته, قال: لا, قال فليس يصلح هذا وإني لا أشهد إلا على حق).

ومتى فرق الوالدان أو أحدهما في العطية, وقعوا في الإثم؛ لأن تفضيل بعضهم على بعض في العطية, يوغر صدور بعضهم على بعض, ويزرع بينهم العداوة والبغضاء.
وليس الذكر كالأنثى, فما صلح للبنات, وأعطي كل واحدة منهن شيئاً لا يجب إعطاء مثله للذكور, كالذهب واللباس الخاص بالمرأة وتوابعها مما لا يصلح للذكور. وهكذا ما صلح للذكور كالكرة والدراجة والسيارة وأعطي كل واحد منهم شيء لا يجب إعطاء مثله أو عوضه للإناث.
ويستثنى من ذلك المعوق أو المريض أو الفقير, أو من قام على خدمة والديه, أو أحدهما, والبقية تركوه واشتغلوا بأمورهم, أو من تفرغ لعلم ولم يعمل, ونحو ذلك من أصحاب الحاجات الضرورية فيجوز للوالدين أو أحدهما تخصيصه بشيء دون البقية لسد حاجته تلك.

ويجوز لوالديه أو أحدهما أن يصرف عطيته عن بعض أولاده إذا كان مبتدعاً, أو لكونه يعصي الله فيما يأخذه كما لو أنفقها في المحرمات كالدخان والمخدرات والمسكرات أو ما يعين على أعمال الخنا والحرام والفواحش.
ومتى أراد أن يعطيهم مالاً أو لباساً أو مشروبات أو مأكولات أو كماليات من ضرورات وخلافها, هدية أو تشجيعاً أعطاهم بالسوية الذكر والأنثى سواء, الذكر له مئة والأنثى لهما مئة, وهكذا.
وأما العدل بين الأولاد ذكوراً وإناثاً في المحبة والميل والقلب, فلا يجب ويجوز للوالدين أو أحدهما محبة بعض الأولاد أكثر من بعض, ما لم يصاحبها ظلم وتجاوز أو بخس لحقوق الإخوة أو الأخوات؛ لأن المحبة شيء جبلي يقذفه الله في قلوب عباده لمن يشاء, وليس من مقدور الإنسان أن يعدل بينهم في ذلك, فـ"لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا" (8). غير أن العدل بينهم في ذلك مشروع ومنقول عن السلف, وليس للوالدين أو أحدهما المبالغة في إظهار هذه المحبة, خشية ملء صدور الآخرين هماً إلا لعلة, كما لو كان أحدهم صاحب طاعة, أو محافظاً على الصلاة, أو باراً بوالديه, أو صاحب أدب, فلهما أن يثنيا عليه خيراً تشجيعاً له.
وقد رخص بعض السلف تفضيل الصغير والمريض ونحوهما, عند استقبالهما بالبشاشة والترحيب شفقة عليهما, ومواساة لهما (9).



وبالله التوفيق, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

_______________________
[/align]

(اجمل احساس) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اكتئاب مابعد الولادة قد يصيب الاباء السعار منتدى الأسرة والمجتمع 4 07-11-2005 10:39 PM
أسرار التفوق الدراسي للأبناء راعي العشواء منتدى الأسرة والمجتمع 4 04-25-2005 07:58 PM




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها