العودة   منتديات عتيبه > الأدب والثقافة > لأنَهُ أَعْجَبَنِي

لأنَهُ أَعْجَبَنِي للمنقول خاطرة أو شعراً فصيحاً

 
كاتب الموضوع احمد العتيبي-1 مشاركات 5 المشاهدات 1180  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 05-11-2009, 09:07 AM   #1
معلومات العضو
عضو مميز

رقم العضوية : 5077
تاريخ التسجيل: Oct 2006
مجموع المشاركات : 923
قوة التقييم : 21
احمد العتيبي-1 will become famous soon enoughاحمد العتيبي-1 will become famous soon enough
أكبر قضية اغتصاب وقعت في التاريخ

أكبر قضية اغتصاب وقعت في التاريخ


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


كان عباس وسعيد يملكان بيتا جميلا في حي معروف، وكانت لهما علاقة طيبة مع جيرانهما وأهليهما، وفي يوم من الأيام هجم رجل اسمه غاصب عليهم، وغاصب هذا معروف بظلمه وعجرفته وغطرسته، لا يؤمن بقيم ولا أخلاق ولا يحترم المواثيق ولا العهود، وأكثر من ذلك كل من في الحي معه حيث أن رئيس الحي واسمه ظالم يمده بكل ما يحتاج، ويسانده ماديا ومعنويا، ولا يرض لأحد أن يساعد أو يساند سعيدا وعباسا إلا بشروط الرضوخ والاستسلام.

المهم أول ما قام به غاصب هو أنه قتل أم الإخوة واغتصب زوجة عباس وقتل بعض أبناء سعيد وعباس،ثم طرد الجميع إلى حديقة البيت. قاوم الإخوة بكل ما أوتيا من قوة ولم يسكتا عن حقهما الضائع، إلا أن الأمر تعقد أكثر عندما تدخل الحي كله إلا من رحم ربك، وعلى رأسه ظالم زعيم الحي وكذلك أحد أبناء عمومة سعيد وعباس ويدعى عربائيل، فاتفقوا جميعا على ما يلي:

-أن يتوقف الإخوة عن المطالبة بحقهم .
-أن يعترف غاصب بأن الإخوة هم الممثلون الوحيدون للبيت.
-أن يعترف الإخوة بأن غاصب هو صاحب البيت ولا غيره.
-أن تستمر المفاوضات لحل كل نزاع حول القضية من أجل سلام عادل بين المتنازعين.

حقيقة مُرة أن يكون السلام دائما بين من أخذ بيتك وقتل وشرد واغتصب، وربما الحقيقة التي يمكن رؤيتها من جانب واحد هي السلام لغاصب وزعيم الحي وكذلك عربائيل، والذل والهوان والاستسلام لسعيد وعباس. كيف تقيم سلاما مع من فعل بك هذا ؟

لعلني أذكر قصة الرجل والأفعى، وهي قصة معروفة في التراث يمكن استخلاص العبر منها ولا شك:

في قديم الزمان كانت صداقة بين أفعى ورجل، وكانت الأفعى تمد الرجل بمال كل يوم، وفي أحد الأيام دخل أخو الرجل فوجد الأفعى بالبيت فأخذ فأسا وهوى به على الأفعى فقطع ذيلها، وفي المقابل صرعته الأفعى، وبعد أيام جاء الرجل عند الأفعى يطلب صلحا أو بالأحرى إعادة المياه إلى مجاريها، فقالت له لا يمكن، عندما تراني ترى قاتل أخيك وعندما أراك أرى أخا الذي قطع ذيلي.


وأمام هذه البنود المذلة الموجودة في الاتفاقية حصل شقاق بين الإخوة، سعيد رفض الأمر بشدة، لماذا يقبل الأمر؟ والدار داره ورثها أبا عن جد، كيف يقبل هذه الحلول الاستسلامية؟ كيف يقبل الذل والهوان وهو الذي كان جده عمر الرجل القائم بالعدل، الذي أعطى مفاتيح الدار لأحد أجداد سعيد, أمرهم بان لا يفرطوا في شبر من أرض البيت(1) وهذا البيت بالذات هو الذي حرره صلاح الدين الملك العادل من يد صليب بعدما مكث فيه أكثر من ثمانين سنة كما أن هذا البيت كان مسرى الرسول الكريم ومعراجه، وفي المقابل كان عباس يرى أن مقاومة غاصب لا جدوى منها، فليتفاوض معه ويحاول أن يرضيه، المهم أن يتركهم أحياء. وكانت هذه هي النقطة الخلافية التي أفاضت الكأس.وبسبب هذا دار الحديث التالي بين الأخوين سعيد وعباس:

عباس: أن نعيش قرب المنزل أفضل لنا من أن نطرد أو نقتل بالمرة، وتعلم من يوجد وراء غاصب، ورائه الزعيم وكل الحي معه وحتى عربائيل وكل الوجهاء.....
سعيد: يا أخي، يا حبيبي حجتنا أقوى من حجته، وقوَّتنا أقوى من قوَّته، فإن كان له كبير, فلنا من هو أكبر منه هو الله سبحانه وتعالى وهو حامينا.
عباس: هذا كلام رجعي وغير واقعي، فكن واقعيا، ترى ما حدث لنا عندما تبعنا طريق المقاومة والمواجهة، شُردنا وعُذبنا وطُردنا، فأغلب عائلتنا هائمة في كل بقاع الأرض، لا أحد يهتم لأمرنا ولنكن فرحين مسرورين عندما التفت إلينا غاصب.
سعيد: يا أخي، مقاومة الظلم هي الأصل وجميع الدول تحررت بها، اليوم نحن متشبثين بالبيت أكثر من أي وقت مضى، أما مذابح ومجازر غاصب فقد جعلت قضيتنا معروفة، وإن لم نستطع تحرير البيت الآن، فلنقاوم بكل ما أوتينا من قوة، بدأنا بالحجارة وبالاستشهاديين وصنعنا صواريخ بدائية وغدا نصنع أخرى متطورة، كل هذا الأمر يزعج غاصبا، فغداً ولا شك ستتغير المعادلة، ويصبح القوي ضعيفا، فالتاريخ لا يرحم أحداً، فالدول كالأشخاص تكون ضعيفة في صغرها، وتقوى في مقتبل العمر، وتشيخ في نهاية المطاف، لتبدأ دول جديدة كما أشار إلى ذلك عالم الاجتماع ابن خلدون رحمه الله.
عباس: يجب أن تعرف الضغوط التي تمارس علي، خاصة عندما يضغط علي غاصب وزعيم الحي، وعربائيل.
سعيد: ماذا أعطانا عربائيل، رغم أنه ابن عمنا، هو الذي يدعو (للسلام)، لم يُغتصب بيته، ولم تُرَّمل نساؤه، ولم يُقتل أبناؤه. فكما يقال (من يده في النار ليس كمن يده في الماء)، ولا تنس أن لدينا أمراً مهما في ديننا هو أن غاصبا يخاف الموت ويحرص على حياة (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ). لماذا جاءت حياة نكرة؟ لأن غاصبا يحرص على كل حياة ولو كان فيها الذل والهوان. ومقاومتنا له، لها وجهان نصر أو شهادة أما هو موت أو فرار أو خزي في الدنيا وعار في الآخرة.
عباس: سنُقتل بمنطقك هذا, ولن يبق منا أحد.
سعيد: فليكن، كم من الدماء الزكية أريقت، من أجل قضية بيتنا، وأعلم أن غاصب لن يهدأ له بال حتى نقتل جميعا، فهو يعرف أنه غاصب, وأن البيت ليس له وما بنيَ على باطل فهو باطل. ويرى كذلك أن أجود واحد فينا هو من كان ميتا، ألا ترى أنه لا يحترم حتى عربائيل رغم أنه أقام معه اتفاق (سلام) وهل احترم حتى الأنبياء والرسل.
عباس: أنا لست معك، أنا أريد أن أعيش ما بقي من عمري في سلام، أنا مع غاصب وإن جار علَيّ، وظالم وعربائيل، أنا معهم، ولو حملت السلاح في وجهك، أنا لا أريد أن أتشرد أكثر.
سعيد: يا أخي, ليس الأمر كما تظن، ألم ترى ما حل بأخينا الأكبر؟ ألم يقتل بعدما وضع يده في يد غاصب؟ ألم تفاوض أنت مدة خمس عشرة سنة؟ و مازلت لا تراوح مكانك، بل أكثر من ذلك، استمر القتل والتخريب وقضم ما تبقى من الحديقة.

والله لن أساوم ولن استسلم بل سأقاوم، والله لو اجتمع الإنس والجن مع الباطل فهو زاهق بإذن الله، مهما طال الزمان أو قصر، وعندي مبشرات من ديني الإسلام، من كتاب الله تعالى وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، تبشر بأنني سأنتصر بقوتي وعزمي وتخطيطي وقبل هذا وذاك بتوفيق من العلي القدير.

ألم تر أن غاصبا رغم قوته وجبروته لا يقاتل إلا من وراء جُدُر(2) لماذا لا يواجه المقاومة، لماذا يبكي أبناؤه كالنساء عندما نهاجمهم...لماذا يقتلون الأطفال والرضع والنساء والشيوخ؟

إنني آمنت بربي وآمنت بنبيي، وأمنت بأن النصر آت ... آت ..... آت لا شك في ذلك، وسيعود البيت لأهله مهما قال الغير ومهما تكالب على قضيتي الأعداء، والعدو كل من يساعد غاصبا وله معه علاقة فهو كغاصب، والأمل معقود على هذا الجيل الطيب المبارك.


__________________________________________________ _

هوامش:

(1) العهدة العمرية.
(2) قال الله تعالى: (لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لّا يَفْقَهُونَ (13) لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لّا يَعْقِلُونَ) سورة الحشر: الآيات 13- 14.



قصة من واقع الحال وأسماء الشخصيات غير حقيقية وكل تشابه في الأسماء هو محض صدفة.

قصة مهداة إلى كل من شُرِّد وهُدِّم بيتُه من النكبة إلى الآن.

ودمتم في حفظ الله .



- منقول -
احمد العتيبي-1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها