[align=center]في إحدى ليالي الشتاء القارصة
وأمام مِدخنة
جلستْ تتأمل اللهب المتصاعد
والشرار المتنافر
وتعالي سـُحـُب الدخان .
ومع سريان الدفء في أوصال جسدها
توالت قوافل الذكريات
وأرتفع صوت الحادي بـ أجمل النغمات
يحثُ الخطى لتتوالى زُرافات
وأعتلى ثغرها لاستقبالها البسمات
فـ على يمينها كان يستلقي على كرسيه الوثير
يلاطفها بـ أجمل الكلمات
وأعذب الهمسات
"أنتِ يا ملاكي سبحان من سواكي
إني بكِ هائم ،، ولكِ محباً وعاشق
صغيرتي الشقية ،، أثيرتي النقية
طاهرتي
ملهمتي
فاتنتي
وكلُ شيءٍ في دنيتي
كم بكِ أهيم ،، وكم فيكِ أتوهـ
وكم لأجلك سـ أضحي
وكم لقربكِ سـ أبيع
وكم في بعدك أضيع .."
وهي كالفراشة التي تحلّق فوق بقعة النور
تُحلّق في سماء الغرام وتلامس سحابَ الهيام
وترمُقُ القمر زهواً ،
كيف لا وهناك همسٌ يتردد صداه
يضاعفُ للغرورِ رصيداً ..
و عزفٌ يدندنُ على أوتار قلبها
والآن وعلى نفس الكرّسي ترى تمثالاً ثلجياً ..!!
عجباً يملأ ُالكون !!
أليس هو من كان يصْدح كالبلبل في أسماعها بـ أعذبِ الكلمات ؟!
أليس هو من بنى لها من الغرام قصوراً كـقصور الأندلس المسلوبة ؟!
أليس هو من خاض في ساحات الغرام حروباً كـ حروبِ الفاتحين كي يغنم بقلبها ؟
أليس هو من جنّدل الفرسان فارس أثر فارس طارداً لهم حتى من ظل فكرها وعقلها ؟
أليس هو من أسرج خيلهِ ليغزو مساحات شاسعة من وجدانها ويحتل سويداء قلبها ؟
على ذلك الكرّسي الآن ؛؛؛
علامات مقوسة منقوطة تتراكم
تكبر
وتكبر
وتكبر
ككرة ثلجٍ تنمو بتدحرجها من قمة جبل .
عندها وفي خيالها
هَمّت
إلى جذوةٍ من نارِ تلك المدخنة وألقتها على تلك الكومة علها تذوب وتدُب الحياة في قلب ذلك التمثال الرابض على ذلك الكرسي ..
.[/align]