بداية أستأذن الكاتبة القديرة حكاية أنثى في أن أتناول عملها الأدبي بشيء من الدراسة النقدية
المتواضعة , فقد استوقفني نص [ اعتكافات تورثُ الخيبة ] كثيرًا معنى وعبارة , ولغة وأسلوباً
* * *
لازالت اجنحةُ القلب ترفعُ بِكَ إلى السمـاء
تجعَلُ عينيكَ غيمةَ المساء
وحينماْ تُفرَزُ النجومُ من أثديةِ الظلآم تأتي بِطيفِك
وكـأن هذا الفضاءُ يُقاسِمُني لذتك أو كأنما
المدى روحُك ونحنُ كواكِبُك نحومُ حولُك
كلُناْ يرغبُ الاقترابَ منكَ ليلمَس من نورِك
وليستمدَ من أنفاسِك عُمرَ فرحةً لاتنقضي أجالُها
هنا استعارة مكنية خلقت معنى جديداً للأجنحة
وصورة فنية رائعة تجلت في رفع أجنحة القلب
للمخاطب إلى عنان السماء0
وصور فرز النجوم من أثدية الظلام إيجاد للقيمة
الشعورية الراقية من منجبات أقل في القيمة
رائع ذلك المشهد الميلادي عندما تولد النجوم المتلألئة
من رحم الظلام وجود من عدم حمل التضاد البلاغي الجميل0
لم تقل [ أنت نور ] في وصف مباشر لكن يرغب
الاقترابَ منكَ ليلمَس من نورِك فكانت الصورة أقوى
لوجود حاسة مادية وهي [اللمس ]
بودي لو أن الكاتبة كثفت اللغة في هذه المقطوعة
ولم تعمد إلى ظاهر اللغة ـ اللغة المباشرة خصوصاً
في أو كأنما المدى روحُك ونحنُ كواكِبُك نحومُ حولُك
* * *
أرحمنا من رنقِ رحيلك أسقِناْ وصلُك أرِح الفؤادَ العِذْي فسُقياكَ بهجَتَهُ
حينَ قدومِكَ المباغِت الذي يخفي خلفَهُ مساحات طائلَه من الغياب
أقولُ قدْ عَثَم العظم الذي أسحقَتهُ عَرِيَّة الذِاكِرةِ التي لآتنطفأ عنك
والمناديلِ التي ذابَت من كؤوسِ الدمعِ المُمتلِئةِ بِكثيرٍ من صورِك
دلالات أفعال الأمر جاءت على صيغة التمني
الممزوج بالرغبة في تحققها 0
أرحمنا ــ أسقِناْ ــ أرِح
والتضاد أحدث موازنة معنوية فريدة
رحيل ـ وصل , قدوم ـ غياب
فجاءت عبارات
عثم العظم عري الذاكرة ذوبان المناديل
لترسم صورة الحالة النفسية المتذبذبة المتأرجحة
بين يأس ورجاء
ووفقت الكاتبة في رسم الحالة بكلمات أسهمت في إيضاحها
بكل جلاء
أسحقَتهُ ــ لا تنطفئ ــ ذابَت ــ الدمعِ
لكن كلمة قدومك المباغت أحدثت انكساراً في البناء المعنوي
لهذه الجزئية كان ضماده باستبدال موقع الكلمتين
قدوم ــ غياب
غير أن البناء اللغوي كان رائعاً هنا
ولي عودة