لن انسى اول زياره بصحبة عائلتي للحجاز بغرض زيارة الاماكن المقدسه واداء فريضة العمره..ومن ثم زيارة جده بعرض الاستجمام..
الصدمه الاولى التي تلقيتها هي تبدد كل ماقراته عن تاريخ الحجاز العربي الذي ايقنت انه اضمحل تماما عندما تفحصت النسيج الحجازي ..فقدرائت بجده ومكه مدن كوزموبوليتانيه الجميع فيهما يرتدي الثوب ويحمل الجنسيه السعوديه وبالتالي الحجازيه رغم ان الوجوه تخفي وراء ملامح لابسي الثياب جذور قبطيه مصريه او سريانيه سوريه او فلسطينيه يونانيه مؤتلفه مع الكنعانيه ..او اريه فارسيه او مغربيه امازيغيه..لم ارى احفاد هاشم يهشمون الثريد لاضيافهم ولم ارى اثرا لكبرياء عمر عندما رفض تزويج ابنته العربيه لسلمان الفارسي لمجدر انه ليس من ارومه عربيه وبرغم ان النبي قال سلمان منا ال البيت!..فابالحجاز اليوم سماحه عجيبه بالنسب تجد هذا الحجازي الجديد وقد تزوجت اخته قبطي مصري واخته الاخرى بربري تونسي معلنين على رؤوس الاشهاد موت الحقبه العربيه بالحجاز..
ومما يذكر في التاريخ في هذا الصدد أن عربياً وقف يسأل فقيهاً أنكر زواج الأكفاء: أترى هؤلاء الأعاجم يتزوجون بناتنا في الجنة ؟ قال: نعم ! قال: أما وسيوفنا على عواتقنا فلا !
هل صدق حدس عمر بن الخطاب عندما خشي على الحجاز من الحميراء (الموالي على حد تعبيره) عندما كان يصيح بجموع الحجاج والمعتمرين (ياهل الشام شامكم ..ياهل اليمن يمنكم)..هل كان عمر رضوان الله عليه يخشى تبدل هوية الحجاز عندما حتى منع الموالي من الاقامه داخل مكه والمدينه؟...اين انت ايها الفرارق لترى الحجاز الجديد!.. هل كان عمر يخشى اندثار اصالة الحجاز عندما صاح بالاعاريب بالحجاز قائلا (تعلموا النسب، ولا تكونوا كنبطي السواد إذا سئل أحدهم عن أصله ؟
قال: من قرية كذا وكذا !!؟
في الكويت وهي التي تعتبر الجزء الاعجمي الارومه من الجزيرة الذي رزح طويلا تحت استعمارالفرس والاشوريين في الجاهليه قبل ان نغادر الحدود من للسعوديه كان الجمل الذي يرعى في براري الكويت هو اخر ماوقعت به عليه عيناي..هذا الجمل لم اره بالحجاز ..الجمل الذي كانت قريش تقدره بالغ التقدير لدرجة ان الوحي نزل ليجعل الجمال كديه واجبه حال قتل المسلم مسلما اخر عن غير قصد..بل حتى الشعر والذي كان من فرط احتفاء الحجازيين به ان جعل الفقهاء للسان ديه من الجمال كدية النفس ليس له اثر بالفعاليات التي حضرتها بالحجاز!
اذكر بهذا السياق قول راعي الإبل عنتره العبسي:-
"ولولا حب عبلة في فؤادي
مُقيمُ ما رعيتُ لهم جمالا"
بخلاف الجنسيات التي سلفت وجدت ان نسبه كبيره من اهل الحجاز الان هم من اصول يمانيه ..فهل كان عمر بن الخطاب قد انس ان اليمانيين سيكونون بتلك الكثافه بالحجاز عندما صرخ باي هريره قائلا
لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القرود أرض دوس)
بل هل كان خوف سيدنا علي بن ابي طالب على اللغه العربيه في محله عندما رأى الموالي يكثرون بالحجاز بعد وقاة عمر فشرع بوضع اول قواعد للنحو والصرف خوفا من هذه الحميراء على لسان العرب على حد تعبيره ..مستلهما ذات الخوف من سيدنا عمر
رضي الله عنه والذي عندما شاهد قوم يتمرنون برمي السهام لكنهم كانوا يخطئون كثيرا فقرعهم سيدنا عمر فقال أحدهم : < إنا قوم متعلمين > بالنصب وهي نعت لخبر إن المرفوع , فاندهش الفاروق وأعرض عنهم مغضبا وقال قولته الشهيرة : ( والله لخطؤكم في لسانكم أشد عليَّ من خطئكم في رميكم ) , ورُوي أن أحد ولاة عمر بن الخطاب كتب له كتابا لحن فيه فكتب إليه عمر أن قنع كاتبك سوطا!!
اخيرا هل كان محض صدفه مقتل عمر بن الخطاب على يد مولى ؟ يروى ان عمر بن الخطاب عندما طعن قال: ياابن عباس انظر من قتلني؟ فجال ساعة فقال غلام المغيرة بن شعبة، قال: الصنع؟ قال نعم! قال: قاتله الله ، لقد أمرت به معروفا ثم قال: قد كنت أنت وأبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة، وكان العباس أكثرهم رقيقا فقال: إن شئت فعلت (أخرجتهم من الحجاز) فقال عمر: بعدما تكلموا بلسانكم وصلوا قبلتكم وحجوا حجكم !