**
قبل أن تسافر لتقضيَ إجازتها، كتبت إليّ تقول:
أحبك وإن كنت بين النساء خاسرة ...أحبك خلف حدود عالمك فأنا الحلم لا اليقظة..!
إن كنت حلم ليلة غض بسحرها طرفك...فأنت قصر أحلام أسكنه كل ليلة بدونك..!
سأبحث عنكَ في داخلي، وذاكرتي، وفي الوجوه الماثلة أمامي...فأين ستجدني أنت؟
**
فكتبت إليها:
مازلت أذكر حديثك جيدًا، بشموخه، بأنفته، برائحة المطر
لقد تشرنقت حوله أذني منذ هاتيك اللحظة...فأحببته هو الآخر..
وأحببت عينيك الحلوتين...العينين اللتين تحيكان الليل والصوف!
إذا ابتعدتِ هناك...فابحثي عني في وجوه الفقراء، في الأبخرة
المتصاعدة من الرغيف الحار..أو فتشي عني في صمت الشوارع
في الأشجار العارية،...التي تتوق للشتاء والمطر!
وأما أنا فسأبحث عنك في الرسائل القديمة، بخطوطها المبتلة بالدمع،
المتصدعة بالشوق، سأتكور حولها، وحول الأغاني الحزينة..
وعلى النافذة سأقف بنبضاتي...، وحينما يدخل الليل،
سيحملك إليَّ الحُلُم!
**