عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم : "فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن النور إذا دخل الصدر انفسح فقيل : يا رسول الله هل لذلك من علم يعرف؟ قال : نعم التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزوله. رواه الحاكم في المستدرك.
إن من أعظم أسباب شرح الصدر: التوحيد، وعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه . قال الله تعالى : أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه [ الزمر: 22 ] . وقال تعالى : فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء [الأنعام : 25 ]. فالهدى والتوحيد من أعظم أسباب شرح الصدر، والشرك والضلال من أعظم أسباب ضيق الصدر وانحراجه. وكذلك النور الذي يقذفه الله في قلب العبد ، وهو نور الإيمان ، فإنه يشرح الصدر ويوسعه ، ويفرح القلب . فإذا فقد هذا النور من قلب العبد ، ضاق وحرج ، وصار في أضيق سجن وأصعبه . ولقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم لدخول نور الإيمان في صدر العبد علامات يعرف بها، فتجد من استضاء قلبه بنور الإيمان زاهدا عن الدنيا وهي دار الغرور، وإنما جل همه الآخرة، لها يعمل ومن أجلها ينصب. فيصيب العبد من انشراح صدره بحسب نصيبه من هذا النور
والله اعلم