خالد الفالح ... من «الزلفي» إلى رئيس لأكبر شركة نفط في العالم
الدمام - فائق الهاني الحياة - 03/11/08//
تتهيأ «أرامكو السعودية»، ومثلها قطاع النفط العالمي، لاستقبال جيل جديد من السعوديين الذين بنوا وما زالوا يواصلون العطاء لخدمة بلادهم، فبعد علي النعيمي وعبدالله بن جمعة، يأتي خالد الفالح ليكمل مسيرة واحدة من أعظم وأكبر شركات النفط في العالم، بعد أن قرر المجلس الأعلى للبترول والمعادن برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مساء أمس تعيينه رئيساً للشركة ابتداء من العام الهجري الجديد خلفاً لابن جمعة الذي أحيل إلى التقاعد.
الفالح بجانب عمله في شركة أرامكو لأكثر من 30 عاماً، يتولى رئاسة المجلس البلدي لحاضرة الدمام، لكن اليوم قد يختلف كرسي المجلس عن الكرسي الذي سيشغله، من طاولة المكتب إلى الملابس، إلى طبيعة التحديات التي تتطلبها الرئاسة في كل منهما. لكن المؤكد والجامع بين الكرسيين بالنسبة له بُعده عن الإعلام. ولا يخفي الرئيس الجديد لـ«أرامكو السعودية» عدم «ارتياحه» من الإعلام، إلا أنه في الوقت ذاته لا يرفض الإجابة على أي سؤال، خصوصاً إذا كان يتعلق بالنفط ومستقبل الطاقة في العالم. بيد أنه سيكون من اليوم مضطراً للتعاطي مع الإعلام والدفاع عن النفط.
وشغل الفالح منصب النائب الأعلى للرئيس للعلاقات الصناعية وعضو مجلس الإدارة في «أرامكو السعودية»، فضلاً عن أنه رئيس المجلس البلدي في حاضرة الدمام، ولد في الرياض، لكن عائلته تنحدر أصلاً من الزلفي، التي هي عبارة عن واحة في وسط الصحراء، حيث يعمل معظم سكانها في مجال الزراعة، عمل والده لدى «أرامكو» موظفاً في قسم تموين المواد، وتدرّج في السلم الوظيفي للشركة طوال أكثر من 47 عاماً، إلى أن أصبح نائب الرئيس لقطاع التموين.
وفي أواخر الستينات انتقلت أسرته إلى الدمام، للانضمام إلى والده الذي تقدّم بطلب قرض من شركة «أرامكو» لبناء منزل. ويقول عن هذا الانتقال: «كنت سعيد الحظ إذ درست في مدرستين نموذجيتين ممتازتين لـ «أرامكو السعودية» أمضيت فيهما المرحلتين الابتدائية والإعدادية، ودرست الثانوية في مدرسة حكومية».
حملته الدراسة الجامعية كمبتعث من «أرامكو» إلى تكساس، وعاد إلى المملكة في عام 1982، بشهادة بكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة TexasA&M، وانضم للشركة حال تخرجه، وعمل في حقل نفط في بقيق يعد من أوائل حقول النفط المنتجة، وأحد أكبر الحقول في المملكة والعالم، وبدأ عمله بصفة مهندس في إدارة المشاريع، كما تولى إدارة المشاريع الصغيرة في معامل إنتاج بقيق ومرافقها، بعدها توالت المسؤوليات والمناصب إلى أن أصبح أمس، رئيساً للشركة.
وتنتظر الرئيس مسؤوليات كبيرة في منطقة حبلى بالمشكلات وفي أزمة عالمية تهدد اقتصادها، وتقلبات في أسواق النفط العالمية، لا أحد يستطيع التنبؤ بما ستكون عليه.
والله يوفق ولد العم لخدمة وطنة للخير أنشالله.