[align=center](أخوك عيسـى دعا ميْتـاً فقام له ... وأنت أحييت أجيالاً من الرمم ِ ..!!)
قال تعالى : " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُق ٍ عَظِيم ٍ "
صلى عليك الله يا علم الهدى ، هتفت لك الأرواح من أشواقها ، وإستبشرت بقدومك الأيامُ ،
وإزينت بحديثك الأقلامُ ، ما أحسن الإسم والمسمَّى ، وهو النبي العظيم في سورة عمّ ،
إذا ذكرته هلَّت الدموع السواكب ، وإذا تذكرته أقبلت الذكريات من كل جانب !!
المتعبد في غار حراء ، صاحب الشريعة الغراء ،
والملة السمحاء ، والحنيفية البيضاء ، وصاحب الشفاعة والإسراء ، له المقام المحمود ،
واللواء المعقود ، والحوض المورود ، هو المذكور في التوراة والإنجيل ,
وصاحب الغرة والتحجيل ، والمؤيد بجبريل ، خاتم الأنبياء ، وصاحب صفوة الأولياء ،
إمام الصالحين ، وقدوة المفلحين ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) .
السماوات شيّقات ظِمــاءُ ، كلها لهفة إلى العلـَم الهادي ، والفضاء والنجوم والأضواءُ
وشـوق لذاتــه وإحتفـاءُ ، تنظم في مدحه الأشعار ، وتدبج فيه المقامات الكبار ،
وتنقل في الثناء عليه السير والأخبار ، ثم يبقى كنـزاً محفوظاً لا يوفـّيه حقه الكلام ،
وعلماً شامخاً لا تنصفه الأقلام ، إذا تحدثنا عن غيره عصرنا الذكريات ،
وبحثنا عن الكلمات ، وإذا تحدثنا عنه تدفق الخاطر، بكل حديث عاطر ،
وجاش الفؤاد ، بالحب والوداد ، ونسيت النفس همومها ، وأغفلت الروح غمومها ،
وسبح العقل في ملكوت الحب ، وطاف القلب بكعبة القرب ، هو الرمز لكل فضيلة ،
وهو قبة الفلك للخصال الجميلة ، وهو ذروة سنام المجد لكل خلال جليلة ..
&
&
صلى الله على ذاك القدوة ما أحلاه ، وسلم الله ذاك الوجه ما أبهاه ،
وبارك الله على ذاك الأسوة ما أكمله وأعلاه ، علَّمَ الأمة الصدق وكانت في صحراء الكذب هائمة ،
وأرشدها إلى الحق وكانت في ظلمات الباطل عائمة ، وقادها إلى النور وكانت في دياجير الزور قائمة .
وشبَّ طفل الهدى المحبوب متشحاً ، بالخير متزراً بالنور والنار ، في كفه شعلة تهدي وفي دمه ،
عقيدة تتحدى كل جبارِ ، كانت الأمة قبله في سبات عميق ، وفي حضيض من الجهل سحيق ،
فبعثه الله على فترة من المرسلين ، وانقطاع من النبيين ، فأقام الله به الميزان ،
وأنزل عليه القرآن ، وفرق به الكفر والبهتان ، وحطمت به الأوثان والصلبان ..!!
&
&
للأمم رموز يخطئون ويصيبون ، ويسدّدون ويغلطون ، لكن رسولنا صلى الله عليه وسلم
معصوم من الزلل ، محفوظ من الخلل ، سليم من العلل ، عصم قلبه من الزيغ والهوى ،
فما ضل أبداً وما غوى ، ( إنْ هو إلا وحي يوحى ) .
للشعوب قادات لكنهم ليسوا بمعصومين ، ولهم سادات لكنهم ليسوا بالنبوة موسومين ،
أما قائدنا وسيدنا فمعصوم من الإنحراف ، محفوف بالعناية والألطاف ...
قصارى ما يطلبه سادات الدنيا قصور مشيدة ، وعساكر ترفع الولاء مؤيدة ،
وخيول مسومة في ملكهم مقيدة ، وقناطير مقنطرة في خزائنهم مخلدة ، وخدم في راحتهم معبدة .
أما محمّد عليه الصلاة والسلام فغاية مطلوبه ، ونهاية مرغوبه ، أن يُعبد الله فلا يُشرك معه أحد ،
لأنه فرد صمد ( لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد ) .
&
&
يسكن بيتاً من الطين ، وأتباعه يجتاحون قصور كسرى وقيصر فاتحين ،
يلبس القميص المرقوع ، ويربط على بطنه حجرين من الجوع ، والمدائن تُفتَح بدعوته ،
والخزائن تُقسم لأمته . إن البرية يوم مبعث أحمد ٍ ، بل كرَّم الإنسان حين اختار من ،
لبس المرقع وهو قائد أمةٍ ، لما رآها الله تمشي نحوه ، نظر الإله لها فبدّل حالها ،
خير البرية نجمها وهلالها ، جبت الكنوز وكسَّرت أغلالها ، لا تبتغي إلا رضاه سعى لها .
&
&
ماذا أقول في النبي الرسول ؟ هل أقول للبدر حييت يا قمر السماء ؟
أم أقول للشمس أهلاً يا كاشفة الظلماء ، أم أقول للسحاب سَلِمتَ يا حامل الماء ؟
أسلك معه حيثما سلك ، فإن سنته سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هلك ،
نزل بزُّ ( قماش )رسالته في غار حرآء ، وبيع في المدينة ، وفصّل في بدر ،
فلبسه كل مؤمن فيا سعادة من لبس ، ويا خسارة من خلعه فتعس وإنتكس ؟!
&
&
إذا لم يكن الماء من نهر رسالته فلا تشرب ، وإذا لم يكن الفرس مسوَّماً على علامته فلا تركب ،
بلال بن رباح صار باتِّباعه سيداً بلا نسب ! وماجداً بلا حسب ! وغنيّاً بلا فضة ولا ذهب !
أبو لهب عمه لما عصاه خسر وتبَّ ..! ( سيصلى ناراً ذات لهب ) ..
الفرس والروم واليونان إن ذكروا ، هم نـمَّقوا لوحة بالـرِّقِ هائمـة ، وأنت لوحك محفوظ من التهم ِ ، وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ، وإنك لعلى خُلُق عظيم ،
وإنك لعلى نهج قويم ، ما ضلَّ ، وما زلَّ ، وما ذلَّ ، وما غلَّ ، وما ملَّ ، وما كلَّ ..
&
&
فما ضلَّ لأن الله هاديه، وجبريل يكلمه ويناديه ، وما زلّ لأن العصمة ترعاه ،
والله أيده وهداه ، وما ذلّ لأن النصر حليفه ، والفوز رديفه ، وما غلّ لأنه صاحب أمانة ،
وصيانة ، وديانة، وما ملّ لأنه أُعطي الصبر ، وشُرح له الصدر ، وما كلّ لأن له عزيمة ،
وهمة كريمة ، ونفساً طاهرة مستقيمة . كأنك في الكتاب وجدت لاءً ، محرمة عليك فلا تحلُّ ،
إذا حضر الشتاء فأنت شمسٌ وإن حل المصيف فأنت ظلُّ ..!
صلى الله عليه وسلم ما كان أشرح صدره ، وأرفع ذكره ،
وأعظم قدره ، وأنفذ أمره ، وأعلى شرفه ، وأربح صفقة من آمن به وعرفه ،
مع سعة الفناء ، وعِظَم الآناء ، وكرم الآباء ، فهو محمد الممجد ، كريم المحتد ،
سخي اليد ، كأن الألسنة والقلوب رُيضّت على حبه ، وأنست بقربه ، فما تنعقد إلا على وده ،
ولا تنطق إلا بحمده ، ولا تسبح إلا في بحر مجده .
&
&
أتاك رسول المكرمـات مسلمـاً ، فأقبل يسعى في البساط فما درى ،إلى البحر يسعى أم إلى الشمس يرتقي !!
هذا هو النور المبارك يا من أبصر ،هذا هو الحجة القائمة يامن أدبر ، هذا الذي أنذر وأعذر ، وبشر وحذر ، وسهل ويسر ،
كانت الشهادة صعبة فسهّلها من أتباعه مصعب ، فصار كل بطل بعده إلى حياضه يرغب ،
ومن مورده يشرب ، وكان الكذب قبله في كل طريق ، فأباده بالصديق ،
من طلابه أبو بكر الصديق ، وكان الظلم قبل أن يبعث متراكماً كالسحاب ،
فزحزحه بالعدل من تلاميذه عمر بن الخطاب ، وهو الذي ربى عثمان ذا النورين ،
وصاحب البيعتين ، واليمين والمتصدق بكل ماله مرتين ،
فكم من كافر عفرّه ، وكم من محارب نحره ، وكم من لواء للباطل كسره ،
كأن المشركين أمامه حُمُرٌ مستنفرة ، فرَّت من قسوره .
إذا كان هذا الجيل أتباع نهجه ، وقد حكموا السادات في البدو والحَضَرْ ،
فقل كيف كان المصطفى وهو رمزهم ، مع نوره لا تذكر الشمس والقَمرْ ،
كانت الدنيا في بلابل الفتنة نائمة ، في خسارة لا تعرف الربح ، وفي اللهو هائمة،
فأذّن بلال بن رباح ، بحيَّ على الفلاح ، فاهتزت القلوب ، بتوحيد علاّم الغيوب ،
فطارت المهج تطلب الشهادة ، وسبَّحت الأرواح في محراب العبادة ،
وشهدت المعمورة لهم بالسيادة .
&
&
أرسله الله على الظلماء كشمس النهار ، وعلى الظمأ كالغيث المدرار ،
فهزّ بسيوفه رؤوس المشركين هزّاً ، لأن في الرؤوس مسامير اللات والعُزَّى ،
عظمت بدعوته المنن ، فإرساله إلينا أعظم منّة ، وأحيا الله برسالته السنن ،
فأعظم طريق للنجاة إتباع تلك السنة . تعلَّم اليهود العلم فعطَّلوه عن العمل ،
ووقعوا في الزيغ والزلل ، وعمل النصارى بضلال ، فعملهم عليهم وبال ،
وبعث عليه الصلاة والسلام بالعلم المفيد ، والعلم الصالح الرشيد .
أخوك عيسـى دعا ميْتـاً فقام له ، وأنت أحييت أجيالاً من الرمم ِ ..!!
يا أَفصَحَ الناطِقينَ الضادَ قاطِبَةً
حَديثُكَ الشَهدُ عِندَ الذائِقِ الفَهِم ِ
اللهُ قَسَّمَ بَينَ الناسِ رِزقَهُمُ
وَأَنتَ خُيِّرتَ في الأَرزاقِ وَالقِسَمِ
إِن قُلتَ في الأَمرِ(لا)أَو قُلتَ فيهِ(نَعَم)
فَخيرَةُ اللهِ في«لا»مِنكَ أَو«نَعَمِ»
أَخوكَ عيسى دَعا مَيتًا فَقامَ لَهُ
وَأَنتَ أَحيَيتَ أَجيالاً مِنَ الزَّمَمِ
جاءَ النبِيّونَ بِالآياتِ فَاِنصَرَمَتْ
وَجِئتَنا بِحَكيمٍ غَيرِ مُنصَرِمِ
آياتُهُ كُلَّما طالَ المَدى جُدُدٌ
يَزينُهُنَّ جَلالُ العِتقِ وَالقِدَمِ
أَسرى بِكَ اللَهُ لَيلاً إِذ مَلائِكُهُ
وَالرُسلُ في المَسجِدِ الأَقصى عَلى قَدَمِ
لَمّا خَطَرتَ بِهِ اِلتَفّوا بِسَيِّدِهِمْ
كَالشُهبِ بِالبَدرِ أَو كَالجُندِ بِالعَلَمِ
صَلّى وَراءَكَ مِنهُمْ كُلُّ ذي خَطَرٍ
وَمَن يَفُز بِحَبيبِ اللهِ يَأتَمِمِ
جُبتَ السَماواتِ أَو ما فَوقَهُنَّ بِهِمْ
عَلى مُنَوَّرَةٍ دُرِّيَّةِ اللُجُمِ
رَكوبَةً لَكَ مِن عِزٍّ وَمِن شَرَفٍ
لا في الجِيادِ وَلا في الأَينُقِ الرُسُمِ
مَشيئَةُ الخالِقِ الباري وَصَنعَتُهُ
وَقُدرَةُ اللهِ فَوقَ الشَكِّ وَالتُهَمِ
حَتّى بَلَغتَ سَماءً لا يُطارُ لَها
عَلى جَناحٍ وَلا يُسعى عَلى قَدَمِ
[ حروووفــ وضَّــآءة تصفحتهــآ حتمــآ سترتقي وستسمو بفكركم لمَ لآ وهي عن أحب
خلق آلله آلحبيب آلمصطفى وآلنبي آلمجتبى ( محمد بن عبدآلله صلى آلله عليه وعلى آله وسلم )]
( دمــتــم بحفــظ آلرحمن أينمــآ كنــتــم )
أختــكــم /
%آلـنـُّـوووضْ%[/align]