العودة   منتديات عتيبه > الأقسام العامة > المنتدى العام

المنتدى العام المواضيع العامة والمنقولات والحوادث اليومية وأخر المستجدات العربية والدولية

 
كاتب الموضوع محامي المرأة مشاركات 4 المشاهدات 754  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 10-20-2008, 10:52 AM   #1
معلومات العضو

كاتــب قديــر وقلم مميز

مـُناقش ومـُحاور منتديات عتيبة

رقم العضوية : 847
تاريخ التسجيل: Sep 2004
مجموع المشاركات : 258
الإقامة : الــــريــــــــــاض
قوة التقييم : 21
محامي المرأة is on a distinguished road
Post أنــــــا والـــــــهــــــذيـــــــان ( الحلقة الخامسة ) ..

[align=center]







لمحت أربعة ضيوف يجلسون على طاولة واحدة

عرفتهم فثلاثة من الأربعة كان لي مع كتبهم صولات وجولات

منذ أن كنت في المرحلة المتوسطة والثانوية ،،

أسماء لامعة آثّرت في شخصي كثيراً ،،




أستأذنت من الأخوة باجيو وسامي ويوسف وياسر

وأتجهت لطاولة هؤلاء الأربعة وهم أدباء كبار آثروا الأدب

العربي وكان لهم تآثير كبير في نفسي فقد بدأت أتعمق

في القراءة أكثر وأخوض رحاها أكثر وأكثر وقبلهم كنت

قارئ للصحف والمجلات وبعض الكتب ،،



هؤلاء الأربعة يا سادة وسيدات هم :


جبران خليل جبران ( أديب لبناني كبير وأحد أدباء المهجر

المشهورين والمعروفين )



مصطفى صادق الرافعي ( من أكبر وأشهر أدباء مصر )


عباس محمود العقاد ( عملاق الأدب العربي ومؤلف السلسلة المعروفة

بالعبقريات )



وآخيراً الشاعر إسماعيل صبري ( أحد شعراء مصر والأقل

شهرة مما تقدم ذكرهم )




نعم تآثرت بالثلاثة الكبار جبران والعقاد والرافعي ،،

وعشقت مؤلفاتهم ،،

وها أنا أشاهدهم على طاولة واحدة

في منظرٍ آثار دهشتي وذهولي ،،



فهؤلاء الأربعة يجتمعون أيضاً على حب فتاة واحدة

وهي الأديبة اللبنانية الكبيرة ( ميّ زيادة ) ،،

نعم الأربعة كانوا يعشقونها وكلٌ عشقها على طريقته ،،

وكلٌ منهم آلف فيها أيضاً على طريقته ،،

فمنهم من آلف فيها ثلاثة كتب دفعة واحدة ،،

ومنهم من تبادل معهاالرسائل ومنهم من كتب فيها

رواية ولم يُصرح بأسمها في روايته ولكن القريبين منهُ

يؤكدون أنها المقصودة ،،

ومنهم من كتب فيها أبياتاً من الشعر ،،





المهم أقتربت منهم ،،

وألقيت عليهم التحيّة وردوا بمثلها ،،

وقاموا فصافحتهم واحداً واحداً ،،

وحضنت جبران كثيراً فهو الصديق

الذي رافقتني كتاباته في لياليّ وأيامي ،،

هو الأديب الذي أحببته كثيراً ،،



بقيت في حضنه وهمست لهُ :

كنت ولا زلت يا جبران أعشق كتبك ولا أملّ قراءتها



ضحك وقال :

شكراً فهذا شرفٌ لي رُغم أن الكثير لا يُحبذ قراءتي ،،



قلت لهُ وأنا لازلت أحضنه وبقوة :

لا يهمني رأي الآخرين ما دمت اقرأءك بنفسي

وأعرف ما لديك من أفكار ورؤى ،،

نعم أحتفظ ببعض الملاحظات على أفكارك

ولكنها لا تمنع حتماً من الإستمتاع بأدبك وإبداعك ،،



ثم تركته وإبتسامة الرضى تعلو مُحياه ،،


لأحضن الرافعي وأقول لهُ :

أهلاً بك يا مصطفى تُعجبني فلسفتك وأعشق

كتبك وأيضاً لا أملّ قراءتها ،،


قال مصطفى :

شكراً لك يا ....


قلت :

سعود أسمي سعود يا مصطفى ،،


قال :

شكراً لك يا سعود ،،



ثم توجهت للعقاد كم يتمتع هذا الرجل بالهيبة

لم أستطع حضنه فهو عملاق ما شاء الله تبارك الله ،،

رحبت بهِ وصافحته ورد عليّ مُرحباً ،،




ثم صافحت الشاعر إسماعيل وقال لي :

تفضل يا سعود ،،



قلت :

شكراً إسماعيل ،،


سحبت كرسي بالقرب من الطاولة وجلست معهم ،،



لاحظت أن هناك حديث بين العقاد والرافعي ربما

قطعته وقت قدومي وملاحظتي بنيتها على نظراتهم لبعضهم

ولإسماعيل ،،



أما جبران فكانت أمامه ورقة بيضاء ومعهُ قلم رصاص

ويرسم أو يكتب عليه لا أعرف بالضبط ،،

قلت ( مُقاطعاً هذا الصمت بين الجميع ) :



إن كان هناك حديث خاص فأنا يكفيني أني سلمت

عليكم وسأغادر ،،


( وهميّت بالمُغادرة فعلاً ولكن منعني الرافعي )




وقال :

لا وجود لحديث خاص ولكن إحترمنا قدومك ،،



فبدأ العقاد يتحدث وبصوت ينخفض حيناً ويرتفع

أحياناً آخرى عن المعارك الأدبية التي شغلت مصر

وأدباء مصر زمناً وكانت هذه المعارك بين الرافعي

والعقاد وطه حسين وغيرهم من الأدباء ،،

كانت هذه المعارك وقتها حامية جداً ،،



طبعاً لم يدخل جبران في حديثهم هذا فهو مُهتم

بهذه الورقة التي أمامه وذلك القلم ،،

سحبت كرسيّي وأقتربت منهُ ،،


ولشدة فضولي أقتربت جداً لدرجة أنني أصبحت

أستطيع رؤية ما يكتب أو يرسم ،،


طبعاً كان يرسم وكان يعشق الرسم بالقلم الرصاص ،،

نظرت جيداً للصورة وكأني لمحت عدم رضاه ولكن

لا يهمني ففضولي شديد جداً ،،




كان يرسم وجه الأديبة والشاعرة الفرنسية ( جوزفين بيبودي )

والتي تعرف عليها في بوسطن حيث كان يعيش مع والدته وأختيه مريانة وسلطانه

وأخيه من والدته بطرس ،،



قلت لجبران :

جميلة هذه الفتاة ،،



قال ( مُبتسماً ) :

نعم هي جميلة ورقيقة ،،



قلت لهُ :

يبدو أنك مُعجب بها جداً وربما أكثر حتى من الإعجاب ذاته ،،

وهذا واضح من الإبتسامة التي ظهرت على وجهك وأنت

تتحدث عنها ،،



قال :

ليس كل إعجاب هو حب بالضرورة ولكن كل حب هو إعجاب بالضرورة ،،



قلت :

نعم أتفق معك ولكن هل شعورك تجاهها كان إعجاباً فقط ؟؟

ما إذا عرفنا أنها كانت تهيم فيك كثيراً ،،



قال :

أنا بالنسبة لي لا أحبها بالشكل الذي تعتقده ،،

نعم الفتاة تُعجبني كثيراً وبيننا نقاط إلتقاء كثيرة ،،

فهي شاعرة وأنا شاعر وهي مُثقفة وأديبة وأنا كذلك ،،

وهي تعشق الرسم وأنا رسّام ،،

ولكنني لا أحبها وهي إمرأة وعرفت ذلك فالنساء يا صديقي

في أحيان كثيرة يكتشفن من يُحبهن ومن لا يُحبهن ولو كان بعد حين ،،



قلت :

صدقت وهن أقدر على الحب وأكثر فهماً لهُ ومعرفة بأسراره ،،

وأنا قلت سابقاً في إحدى الحوارات التي خضتها مع أصدقاء

( من يريد أن يُحلل الحب وعواطف الحب ومشاعره فليسأل

إمرأة عاشقة )


قال جبران :

نعم كلام سليم من وجهة نظري ،،


قلت :

على فكرة ما علاقتك بالمرأة الأمريكية ( ماري هاسكل ) ؟؟



إبتسم وقال :

هي إمرأة تعرفت عليها في إحدى المعارض الفنية

في نيويورك وأعجبت بلوحاتي وقررت أن تتبناني فنياً ،،




قلت :

فقط ؟؟ ما أعرفه من خلال سيرة حياتك أنها أحبتك

وأنا أعرف أيضاً أنك لم تُحبها كما أحبتك ،،

وأعرف من الفتاة التي أحببتها كما لم تُحب أحداً غيرها

حتى حبك لميّ وهو حب فكري أو لنقل على وجه الدقة

إعجاب فكري كاد يتطور لحب لكنهُ توقف على كونه إعجاب ،،


وأردفت قائلاً :

من كنت تحبها هي الفتاة اللبنانية ( حلا الضاهر ) ،،

تلك التي عشقتها حد الجنون وعشقتك حد الجنون ،،

ولكن فرقكم البشر ثم حضرت الأقدار لتعلن الفراق النهائي

فراق الموت ،،


لحظتها لمعت في عينه دمعة جعلتني أندم على ما قلت ،،

قال وهو يمسح ما نزلت من عينيه من دموع :

نعم أحببتها كثيراً ولكن زوجها أبوها من رجل دين وإقطاعي كبير



قلت :

لهذا كنت حانق كثيراً على رجال الدين والإقطاعيين في لبنان ،،



قال :

نعم أنا غاضب وحانق فبسببهم خسرت حب حياتي ،،



قلت :

حقيقة من أجمل وأروع وأرق ما قرأت لك كان هذا المقطع

وهو التوطئة التي أستهليت بها روايتك ( الأجنحة المُتسكرة )

والتي هي السيرة الذاتية لقصة حبك مع حلا رُغم أنك غيرت الأسم

لتكون ( سلمى كرامة ) بدلاً من ( حلا الضاهر ) ،،



تقول في التوطئة :


(( كانت ( سلمى كرامة ) المرأة الأولى التي أيقظت روحي بمحاسنها ،،

ومشت أمامي إلى جنّة العواطف والمشاعر والأحاسيس ،،

سلمى كرامة هي التي علمتني حقيقة الجمال بجمالها ،،

وأرتني خفايا الحب بإنعطافاتها وهي التي أنشدت على مسامعي أول

بيت من قصيدة الحياة المعنوية ،،

كنتُ حائراً بين تأثيرات الطبيعة وموحيات الكتب والأسفار عندما سمعتُ

الحب يهمس بشفتّي ( سلمى ) في آذان نفسي وكانت حياتي مقفرة باردة ،

إن ( سلمى كرامة ) هي حواء هذا القلب المملؤ بالأسرار والعجائب ،، ))



حتى تقول :


(( واليوم لم يبقى لي منها سوى تذكارات موجعة وتنهدات عميقة في صدري ،،

سلمى ،، سلمى ،، الجميلة العذبة ،، ذهبت إلى ما وراء الشفق الأزرق ،،

ولم يبقى من آثارها في هذا العالم سوى غصّات أليمة في قلبي ،،

وقبر رُخامي مُنتصب في ظلال أشجار السرو ،،

فذلك القبر وهذا القلب هما كل ما بقي ليحدث الوجود عن سلمى كرامة ،،

وأما غصّات هذا القلب وأوجاعه فهي التي تتكلم وهي التي تنسكب الآن

مع قطرات الحبر السوداء معلنةً للنور أشباح تلك المأساة ،،

التي مثّلها الحب والجمال والموت ،،

فيا أصدقاء شبيبتي إذا مررتم بتلك المقبرة القريبة من غابة الصنوبر ،،

أدخلوها صامتين وسيروا ببطء كي لا تُزعجوا ،،

رفات الراقدين تحت أطباق الثرى ،،

وحين تآتون على قبر ( سلمى كرامة ) فأذكروني قائلين :

هنا دُفنت آمال الفتى الذي نفتهُ صروف الدهر إلى ما وراء البحار ،،

ههنا توارت أمانيه وأنزوت أفراحه وغارت دموعه وأضمحلّت إبتساماته ،،

وفوق هذا القبر ترفرف روحه كل ليلة مستأنسة بالذكرى ،،

أستحلفكم ايها الفتيان والفتيات يا من أحببتم وعشتوا الحب ،،

أن تضعوا أكاليل الأزهار على قبر المرأة التي أحبها قلبي فُربّ زهرة ،،

تلقونها على ضريح منسيّ تكون كقطرة الندى التي تسكُبها ،،

أجفان الصباح بين أوراق الوردة الذابلة ))



آه آه يا جبران ما أرق هذه الكلمات وأروعها ،،



حينها كانت الدموع تنهمر من عيون جبران ،،

هذه الدموع كانت خناجر في قلبي ،،

فأنا السبب في إنهمارها ،،


ولكنني لم أتعمد ذلك كنت أرغب في تعريفه كم كنت أعشق كتاباته

وحروفه وكم كنت أحفظ عن ظهر قلب كتاباته وحكمه وأقواله ،،



قام جبران ليغسل وجهه بعد أن إعتذر منّي ومن الجميع ،،

كان الجميع على الطاولة يستمعون لنا وأنا لم أنتبه

أنهم صمتوا عن حديثهم ذلك وأتجهوا للإستماع لحوارنا أنا وجبران ،،

لاحظت عيون إسماعيل كانت الدموع تلمع فيها ،،

وهو مُتماسك لا يريدها أن تخرج ،،

وأنتبهت للعقاد وهو يهمس وكأنهُ مستاء من ما حدث ،،



قررت اللحاق بجبران للمغاسل عندما لاحظت تآخرة في العودة ،،

وحين هممت بمغادرة الطاولة أنتبهت لقدومه

لنا بين الجموع ،،



وحين جلس معنا قال العقاد موجهاً كلامه لجبران :

( ........................................... )













(( في الحلقة القادمة ستعرفون ماذا قال العقاد ،،

وحوارات كثيرة بيني وبين هؤلاء الأدباء

أنتظروني ))














( نـــفـــق إلــــى الإعــــــتـــــذار )


كــلــمــــتــي لـــجــبــران خــلــيـل جــبــران :


( سيدي جبران ،، أعتذر لك ،،

أعتذر عن ذلك الحديث الذي فتح لك جروحاً ماضية ،،

جروح الحب والموت والرحيل والعذاب ،،

ليتني لم أتي على ذكر حـلا الـضـاهـر ؟؟

فحين ذكرتها لك أحسست بألمك وعذابك ،،

جبران أنت لم تعرفني ،، ولن تقرأ ما أكتبه الآن ،،

وهذا ما يؤلمني ،، هذا ما يعذبني ،،

فكم من أياماً وليالي قضيتها ،،

أبحر في حروفك وكلماتك وأفكارك ووجدانك ،،

سيدي أنني أفهم ما أحسستهُ أنت عندما ذكرت لك أسم حــلا ،،

فهو نفس الشعور الذي أحسستُ به أنا عندما ذكروا لي ( ؟ )

وأن زواجها الليلة ،، أحسست وقتها بعذاب وألم ،،،

ليته لا يعود وفي تلك اللحظات بالذات لم أتذكر ،،

سوى أنت فكأنني أنا وأنت شخصٌ واحد ،،

حتى أسم تلك الحبيبة التي ملكت قلبي يوماً ،،

على نفس وزن وعدد أحرف أسم حبيبتك ( حــلا ) ،،

وكأن عذابك وعذابي واحد ،،

جبران سامحني ،، سامحني ،،

فقد تغلغلت في فكرك ووجدانك ومن خلال ذلك كتبت اليوم ما كتبته ،،

وسألت ما سألته ،، وفتحت لك جروحاً طمرها تراب الموت ،،

جبران ليتك تعلم كم أحببتُك وكم فهمتُك ،،

ولكن لم تكن أنت موجود حتى تفهمني وتحسّ بي وتعرفني ،،

جبران أعلم وأفهم وأدرك جروحك ،، وآلامك ،،

وليتك كنت موجوداً حتى تعرف وتُدرك وتفهم جروحي وآلامي ،،

فطالما أحسستُ بالعذاب وحيداً ،،

أرجوك أرجوك ثم أرجوك أن تعذرني وتعذر حروفي )














ملاحظة :

هذا الهذيان بجميع حلقاته كتبته للمرة الأولى في عام 2004 م ،،

وحينها كان ذلك الحب لا يزال مستوطن في روحي ونفسي

ولكن بعد تجاوزت تلك المحنة وخرجت من قوقعة ذلك الحب

لأنطلق لحياة جديدة بعد مُعاناة طويلة في الحب من طرف واحد

أرهقتني وعذبتني كثيراً ،،

أما الآن فالحب كله لسيدة حياتي وشريكة عمري أم باسم .















كونوا بالجوار ،،

وتقبلوا تحيتي ممزوجة لكم بأعذب وأرق عطور الياسمين ،،،







أخوكم المحب :


محامي الحب والمرأة ...... سعود العتيبي
[/align]

التوقيع : محامي المرأة
محامي المرأة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها