[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومضة : الله أحق من مدح وأجل من ذكر وأعظم من عبد .
سبحان من جعل أمره في كلمة كن ، فلايتعاظمه شيء ،
ولايصعب عليه أمر ، ولا يستعسر عليه مطلب .
ومن عظمته سبحانه عظمة ملائكته الذين يحملون العرش .
ومن عظمته ماورد في بعض الآثار يقول عزوجل :
أيؤمل غيري للشدائد والشدائد بيدي ، وأنا الحي القيوم ؟
ويرجى غيري ويطرق بابه بالبكرات ، وبيدي مفاتيح الخزائن ،
وبابي مفتوح لمن دعاني ؟ومن ذا الذي أملني لنائبة فقطعت
به ؟ أو من الذي رجاني لعظيم فقطعت رجاءه ؟ أو من ذا الذي
طرق بابي فلم أفتحه له ؟ أنا غاية الآمال
، فكيف تنقطع الآمال دوني ؟ أبخيل أنا فيبخلني عبدي ؟
أليس الدنيا والآخرة ، والكرم والفضل كله لي
، فما يمنع المؤملين أن يؤملوني ؟ لو جمعت أهل السموات
والأرض ثم أعطيت الجميع ، وبلغت كل واحد منهم أمله ، لم ينقص
ذلك من ملكي عضو ذرة ، كيف ينقص ملك أنا قيمه ؟ فيا بؤساً
للقانطين من رحمتي ، ويابوساً لمن عصاني ، وتوثب على محارمي .
وانظر إلى وصفه سبحانه لنفسه ، فإنه فوق الواصفين
له سبحانه ، حيث يقول : ( لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو
اللطيف الخبير ) .
وقال عزوجل : ( إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ).
وأسمع إلى أصدق الثناء وأشرف المدح ، وأجل الوصف في قوله
: ( كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون ) .
يارب حمداً ليس غيرك يحمد
يامن له كل الخلائق تصمد
أبواب غيرك ربنا قد أوصدت
ورأيت بابك واسعاً لايوصد .
في حفظ الرحمن .[/align]
من الكتاب الرائع العظمة
للشيخ عائض القرني .