اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}
هذه هي الآيات التي تلت آيات التشريع تأتي لتربط موضوع السورة وتشريعاتها وتوجيهاتها بقدر الله وقدرة الله، وعلم الله، في مجال الكون العريض. والسماوات السبع لا علم لنا بحقيقة مدلولها وأبعادها ومساحتها. وكذلك الأراضي السبع. والإشارة إلى هذا الكون الهائل: {سبع سماوات ومن الأرض مثلهن}. يهول الحس ويوقف القلب وجها لوجه أمام مشهد من مشاهد قدرة الخالق، وسعة ملكه، تصغر أمامه هذه الأرض كلها، فضلا على بعض ما فيها. فضلا على دريهمات ينفقها الزوج أو تتنازل عنها الزوجة! وبين هذه السماوات السبع والأرضين السبع يتنزل أمر الله - ومنه هذا الأمر الذي هم بصدده في هذا السياق. فهو أمر هائل إذن. والمخالفة عنه مخالفة عن أمر تتجاوب به أقطار السماوات والأرضين. فهي مخالفة بلقاء شنعاء. وهذا الأمر يتنزل بين السماوات والأرض، لينشئ في قلب المؤمن عقيدة أن الله على كل شيء قدير؛ فلا يعجزه شيء مما يريد. وأنه أحاط بكل شيء علما؛ فلا يند عن علمه شيء مما يكون في ملكه الواسع العريض، ولا مما يسرونه في حنايا القلوب.
"فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون"