[align=center]سيف الرحبي
سلطمة عمان
ولد سيف الرحبي عام 1956 في قرية سرور – سمائل، بسلطنة عمان. درس في القاهرة وعاش في أكثر من بلد عربي وأوروبي، عمل في المجالات الصحافية والثقافية العربية. ترجمت مختارات من أعماله الأدبية الى العديد من اللغات العالمية كالإنكليزية، الفرنسية، الألمانية، الهولندية، البولندية ، وغيرها.
يعمل حاليا رئيسا لتحرير مجلة نزوى الثقافية الفصلية التي تصدر في مسقط. .
من أعماله:
نورسة الجنون،شعر (دمشق 1980)،
الجبل الأخضر، شعر (دمشق 1981)،
اجراس القطيعة، شعر (باريس 1984)
رأس المسافر، شعر (الدار البيضاء، 1986)
مدية واحدة لاتكفي لذبح عصفور، شعر (عمان، 1988)
رجل من الربع الخالي، شعر (بيروت، 1994)،
ذاكرت الشتات، مقالات، (1991)،
منازل الخطوة الأولى، نثر وشعر (القاهرة، 1996)،
معجم الجحيم، مختارات شعرية (القاهرة 1996)،
يد في آخر العالم، شعر، (دمشق 1998)،
حوار الأمكنة والوجوه، مقالات، (دمشق 1999),
الجندي الذي رأي الطائر في نومه، (كولونيا – بيروت 2000)،
مقبرة السلالة،(كولونيا - المانيا 2000)،
قوس قزح الصحراء (كولونيا، المانيا 2003)،
من قصائده
صحراء
في هذه الصحراء العاتية
الصحراء التي تسيلُ مع الشمسٍ كثباناً وشياطينَ
تناسلَ الأسلاف جَدّاً بعد جَدّ
ونبتْنا مصْل أشجارٍ صخريّة
راكضين بين الشاطئ والجبال
بأرجل حافيةٍ وقلبٍ مكلوم.
كبرُنا مع الجمال والحمير
قُدنا القطيع إلى مساقط الوادي
وشاهدنا القطا تغيبُ مع السراب
نصبْنا شباكاً للثعالب
وأخرى لوعول الغيب،
وحين سافرنا إلى بلدان العالي
لم نجد أثراً للأضحية في ثيابنا
ولم نجد ضالّة الحنين
********************
موسيقى
حين أخرجُ من البيت
أترك الموسيقى مفتوحة
تحرسُ أرواح الموتى.
موسيقى القدماء التي تحملُ رائحة العشب
وتحرسُ حدائق بابل
معلقةً في الأعماق
حين أخرج من البيت
أتركُ كلّ شيء مغلقاً على نفسه
عدا الموسيقى تضطربُ في الرُدهات الخالية
وعدا بضعَ محاراتٍ،
التقطتُها من الشاطئ القريب
ليلة العاصفة
***************
ولادة
على ذُرى المكيّفات الغاضبة
تبني الطيورُ أعشاشها
التي تموءُ تحتها القطط
تقفزُ من سلك إلى سلك
مفتونةَ بالولادةِ
وفي المساء تغْمرُ المكان بالصياح
كأنما تتنبّأ بالحشْـر.
*********************
عقاب
ستجتازُ ليلاَ شرساً وعميقاَ
وتجتازُ المجزرة
حتى تصل إلى طرف السرير
وكأنما إلى طرف الكون
وبعدك القيامة.
لن ترى ممرّات الطفولة
ولن ترى الأعشاشَ والنخيلَ
ولثغةَ طيورٍ وليدة.
ليلٌ بعد ليل
ونهارٌ يجثمُ بمنكبيه على الثقلين
وعلى رأسه إكليلُ القسوة العتيد
***********
حنين الأعالي
خلعوا قلوبهم وأوتادهم
قلبوا الخيام على الأحصنة
تبادلوا حديثاً غامضاً
ورحلوا.
تركوا خلفهم مواقد وذكرياتٍ
سلكوا طريقاً غير طريقهم
رأوا شعاباً وأفاعي تسيلُ من اللهب
رأوا سماءً تنهارُ على ساكنيها
ورعوداً تمزقُ جلد الأبدية.
جرفوا الأودية والأشجار بأقدام مُتعبة
وحنينهم دوما إلى الأعالي
التي لن يصلوا إليها أبداً.[/align]