[frame="5 80"]ألا من مُبلـغٍ عنّـي السلامـا
إلى مَن أوكلَ الجسمَ السقامـا!
ومن تهفـو لذكـراهُ الحنايـا
ومنَ أذكى بفتنتـهِ الضرامـا
ومَن أهـدى لعاشقِـهِ المنايـا
فلم يعـرف بِفُرقَتِـهِ المنامـا
ومَن تبدو الحيـاةُ بـهِ رياضـاً
و مَن أشكو إذا غابَ السآمـا
ومَن حاكى الأراكَ بليـنِ قـدٍّ
وِمن شفتيه أسقانـي المُدامـا !
تساقينا الهوى صِرفـاً عفيفـاً
ولم نعرف بـهِ أبـداً حرامـا !
فوأسفـا علـى زمـنٍ تولّـى
عَمَرْنَـا ليلَـهُ أُنسـاً غرامـا
فمُذ خَطَرَت تحاكي الوردَ طِيباً
وقد فَتَكَت وأرسلتِ السهاما !
وقـد عُلِّقتُهـا قمـراً تجلّـى
وقد سَبَتِ الفـؤادَ المستهامـا!
فوجـدي لا تنقِّصُـهُ الليالـي
إذا ما قلتُ شابَ..! بدا غُلاما !
وشوقي يستزيدُ لظـىً وجمـراً
وإن حاولتُ أكتمُهُ ..تنامـى !
ودائي أوهنَ الأطرافَ سُقمـاً
وأوهـى إذ تجلّـدْتُ العظامـا
وهمّي لا يوارِيهِ اصطبـاري..!
وهل أُفني بِمَغمَدِهِ الحساما?!!!
فأحيى كالقتيلِ..فـلا عذابـي
يخفُّ بهِ ولا أرجـو انتقامـا !!
أطعـتُ لشقوتـي قلبي..ولمـا
تناسيـتُ النصيحـةَ والملامـا
لقِيتُ من الهوى ما ليسَ يُحصى
وأهونُ ما لقِيتُ بهِ الحِمامـا!![/frame]