يا مضطجعين على فرش النعيم , يا ناعمين ردهات القصور , يا راتعين في لذائذ العيش , يا من لا يعرفون كيف يحفظون أموالهم : هل يجمدونها ذهبا , أم يحولونها دولارات , أم يستثمرونها أسهما , ولا يدرون أين ينفقون فضلاتها وزوائدها , فلا يفتؤون يسألون عن دار أجمل من الدار التي يسكنون ,وسيارة أفخم من السيارة التي يملكون , ومن أثاث أحدث من الأثاث الذي يقتنون . يا أيها الميسورين المترفون , اذكروا أن في الأرض من إخوانكم من أبناء أبيكم آدم وأمكم حواء , من لا يجد في هذا البرد الذي يجمد الأنفاس دثارا من الصوف يتدثر به , وغرفة محكمة يأوي إليها , ونارا موقدة يتدفأ بها , ومن لا يعرف من أين يأتي بالمال الذي يشتري به الخبز يسد به جوعه , والدواء يدفع به مرضه ......
وأن في البلد فقراء مدقعين , وأن في البلد لاجئين .....
وإنكم لا تكونون من أبناء آدم إذا أهملتم إخوانكم هؤلاء , ولم تخطروهم على بالكم , ولم تجعلوهم من همكم !
فلعل ثوبا عتيقا من ثياب أولادكم يكون هدية العيد عندهم ولعل [ خمس ورقات ] التي تنفقونها فلا تحسون بها تكون ثروة لهم , إذا دفعتم إليهم !
ولا تغتروا بالغنى , فطالما افتقر أغنياء , ولا بالصحة فطالما مرض أصحاء , وما دامت الدنيا لأحد حتى تدوم لك , والحساب بعد ذلك أمامكم , وستعرضون على ربكم فاجعلوا هذه[ الصدقات] شكركم لله ما انعم به عليكم , واجعلوا تكفير عن خطاياكم , وأسروا الصدقة حتى لا تعلم يمينكم بما صنعت شمالكم , يضاعف لكم الأجر عند ربكم , أو أعلنوها حتى يقتدي الناس بكم , ويسيروا في الخير على سننكم . .................... ...................
يا كل ميسور أجعل لفقراء المسلمين نصيب وأيتام المسلمين نصيب ............. ....................... ..............
أسمعوا ما أقول لكم , فلقد والله نصحتكم !
الشيخ : على الطنطاوي رحمه الله