مريض نفسي يقاضي ثلاثة ضباط ينتمون لجهة عسكرية في جده

[راعي المهيوبة]

خاص ( الوئام ) جده :
قام مريض نفسي يبلغ من العمر ثلاثين عاماً بالشروع في مقاضاة ثلاثة ضباط تابعين للمجموعة الثانية للدفاع الجوي بمدينة جده بعد أن قاموا بتقييده بالسلاسل أثناء تواجده في العيادة النفسية في مستشفى الملك فهد العسكري بجده .

وأوضحت مصادر مطلعة ( للوئام ) بأن تفاصيل القضية بدأت عندما قام قائد السرية المقدم ( م . س . ق ) بكتابة إفادة مغلوطة تتضمن اتهام المريض ( وهو عسكري يعمل برتبة وكيل رقيب ) بالدخول إلى مكتب قائد السرية ، فتم إيقاف المتهم لليوم الثالث ومنعه من الخروج إلى أسرته وصلبه في الميدان من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثانية عشرة ظهراً تحت أشعة الشمس الحارقة ، وأضافت المصادر بأن المتهم قد ضاق ذرعاً بما نهجه رؤساءه في التعامل معه وتفتيشهم لسيارته بطريقة استفزازية وغير رسمية مما حدا به للقيام بتشغيل سيارته وإدارة محركها كي يذهب لأسرته التي ابتعد عنهم نحو أربعة أيام حيث أشعروه عن طريق الهاتف الجوال بنقص حاد في المواد الغذائية وإصابتهم بأنفلونزا حادة تستدعي نقلهم للمستشفى رغم توسلاته لقائد السرية للخروج لتأمين أهله للغذاء والصحة ومن ثم العودة ولكن قائد السرية تجرد من الحقوق الإنسانية للمريض ومنعه من الخروج وعندما أدار محرك السيارة ارتجل ضابط أمن السرية الملازم أول ( د . ب ) وقام بفتح أبواب السيارة مما أدى إلى إحداث تلفيات كبيرة لسيارة المتهم والسيارات المجاورة لها .

وتنفيذاً لتعليمات وأوامر قائد السرية المقدم ( م . س . ق ) أغلقت أبواب المعسكر الذي تبلغ مساحته 25 كلم مربع وتمت مطاردته ومضايقته من قبل مجموعة أفراد الأمن داخل المعسكر بالسيارة الرسمية لقائد السرية محملين بالأسلحة والستر الواقية وكان أحد أفراد الأمن المُسلحين يُعاني من مرض نفسي ، وفي هذا الحال لم يجد المتهم بداً من إيقاف سيارته – التي تم إيقافها لمدة 3 أسابيع - وقفز سور المعسكر ليتجه إلى مستشفى الملك فهد العسكري فتم الكشف عليه وإعطاءها راحة لمدة خمسة أيام بسبب تعرضه لضربة شمس ومن ثم تحويله لعيادة الطب النفسي ومنحه إجازة مدتها شهر لحاجته المرضية لذلك وكانت هذه الأحداث في شهر رجب الماضي .

واستطردت المصادر بأنه بعد مضي شهر تقريباً قام المريض بمراجعة العيادة النفسية آنفة الذكر وهو يعاني من حالة نفسية صعبة قام على إثرها الطبيب المعالج بإعطائه إجازة رسمية بموجب التقارير الطبية التي أصدرها المستشفى والتي تحتفظ جهته العسكرية بنسخ منها ، حيث قام المريض بمراجعة عيادة الطبيب النفسي يوم أمس الأول ونظراً لسوء حالته قام الطبيب النفسي بإعطائه إجازة رسمية لمدة أسبوعين بدأت منذ يوم أمس ، وعند خروج المريض من العيادة قام مسؤلوا الأمن في المستشفى بالتواطؤ مع الجهة العسكرية وتأخير خروج المريض وعدم صرف الدواء له ليفاجئ بتواجد عسكري مكثف من الشرطة العسكرية وذلك بناءً على تكليف من مدير أمن واستخبارات المجموعة الثانية في الدفاع الجوي بجده العميد ( س . ك ) حيث تم القبض عليه وتقييده بالسلاسل في داخل المستشفى وأمام المرضى ، مما تسبب في انتكاسة حالته النفسية من جديد ،وعندما أرادوا التحقيق معه وجدوا أنه لن يستطيع التجاوب معهم لتدهور حالته النفسية فأطلق سراحه .

وذكر أحد أقربائه ( للوئام ) بأن أسرته قامت برفع عدة برقيات لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظة الله وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع والطيران والمفتش العام والى جمعية وهيئة حقوق الإنسان في المملكة وذلك لإنصافه وأخذ حقه الوظيفي والإنساني خاصة وأنه يعاني من مرض نفسي .

وعلى الصعيد الإنساني والحقوقي أوضح مصدر رفيع المستوى في هيئة حقوق الإنسان السعودية أن هذا الخطأ الذي ارتكب بحق المريض أياً كان لابد من إخضاع من قام به للتحقيق والمحاسبة خاصة وأن عملية القبض جرت في داخل مستشفى حكومي والمريض يتمتع بإجازته المرضية الرسمية مما تسبب في حدوث انتكاسة حادة للمريض وفقاً لتصريح أحد أقرباءه ، وأشار المصدر بأن طريقة التعامل مع الأشخاص الذين يعاونون من مرض نفسي لا بد وأن تكون محفوفة بالحكمة والتعقل في مثل تلك المواقف .

وأشارت مصادر ( للوئام ) بأن المقدم ( م . س . ق ) لديه قضية سابقة من قبل أحد أفراده اتهمه فيها بضلوعه في قضية الانفلات العسكري وذلك بعد تكليف مجموعة من أفراده لقضاء مصالحه الشخصية حيث لم يباشروا لأعمالهم بعد أن أعفاهم من العمل الرسمي واستخدام السيارة الرسمية لقضاء مصالحه الخاصة وقد حفظت هذه القضية في وقت سابق ولم يتخذ فيها أي إجراء حتى الآن .

منقول
http://www.alweeam.com/news/news-act...ow-id-4995.htm