نُونْ وَ مَا يَسْطُرُون فصحى, حر, خواطر, نثر, قصة,أمثال وحكم, مقالة

 
كاتب الموضوع ރسلايـل المجـدރ مشاركات 2 المشاهدات 549  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 08-16-2008, 01:46 AM   #1
معلومات العضو

عضو ادارة

رقم العضوية : 4152
تاريخ التسجيل: Jul 2006
مجموع المشاركات : 6,081
الإقامة : على شداد ابوي وجدي
قوة التقييم : 31
ރسلايـل المجـدރ is on a distinguished road
بـابـا ن ـــويـل

[align=center][/align]


[align=center][all1=333333]بابا نويل[/all1]

تناولَتْ من أُمها قنينةََََََ الدواءْ

وقبّلتْ جبينها الذاوي

وسوَّتْ حولها الغطاءْ

وقبلَ أن تنْدسَّ في فراشها الباردْ

تغلغلت رطوبة ُ الحجرة في عظامِها

فالتصقتْ بالموقد الهامدْ

وأرسلتْ عبر الزجاج نظرةًًً حزينه:

كان دويّ ُ مَِرحٌ يُسمعُ في المدينه

وأسهمٌ نارية ٌ تصعد في الفضاءْ

مُطِلقةًَ في زرقة الليل ِ

نوافيرَ من الضياءْ !

وفي الزقاق ِ أوقفتْ مركبة ٌ هدبرَها ..

ثم تعالى لََغَط ٌ خفيفْ

وضاعَ في الجوارْ ...

فأيقنت أن البيوتَ حولها تستقبلُ الزّوّارْ !

وفجأةً أحست الصمت ثقيِلاً

وسََرَتْ في جسمها النحيفْ

رعدةُ خوفٍ ،

وبدا كأنّما الدنيا بما فيها من البهجة والأعيادْ

قد رحلتْ وخلّفتْها

في عَراءٍ باردٍ ، مخيف !

وفكرّت وهي تُديرُ إصبعاًً مقرورةً

في كومة الرمادْ :

"هاهي قد حَلَّتْ أخِيراً ليلة ُ الميلادْ !

" فهل سيأتي هذه المرّةَ في الموعدْ

" وكيسُه ملآن ُ بالأثواب والُلعَبْ ؟!...

"لكنني أخاف أن يغلبني النعاسُ والتَعَبْ

"والبردُ يشتدّ ُ ...ولا أحطابَ للموقدْ !

" لم أعرف الراحة َ منذ الفجر ِ...

"أصلحت ُ لأُمّي ثوبها العتيقْ ..

"جففتُ عنها عَرق الحمَّى

"واعددتُ لها الطعامْ..

"مسكينةٌ أُمّي !

محاها الداءُ محواً ، لم يَََدع منها سوى العِظامْ !

قالت بهمسٍ ، واعتراها شَجَنٌ عميقْ

وأفلتتْ من جفنها عَبْره :

"لا ! لا أريد لُعبة ً منه ولا رِداءْ !

"سأرتمي ضارعةً أمامهُ ..

"لعلّه يمنحها الشِفاءْ !

"لكنْ ...أآتٍ هو حقاً هذه المرهْ ؟!

" أم سيديرُ وجهه عن بابِنا ،

"مثل َ جميع الناس ؟!

"لا ، هو لن يفعل هذا !...

"كيف ينسى طفلة ً مجروحة الإحساس ْ

"ترقب أن يجىء منذ عامْ؟!

"لكنني يملؤني الخوف من النعاسْ !

"ماذا يقولُ لو رآى منزلنا يسوده الظلامْ ،

"موقده منطفىءٌ وأهلُهُ نيامْ ؟!

"ألن يعودَ غاضباً ؟..."

....والتمعت ْ في ذهنها فكره ْ :

"قد تستميل قلبه رسالة ٌ

"أتركها بجانب الشّباكْ

"لعله يلمحها هناك ْ

"إذا أجال َ طرفهُ في هذه الحجرهْ !"

***

رأته في منامها يجىءُ

في زحّافةٍ تجرّها الوعولْ!

كان كما يظهرُ في الصَُوَرْ

بلحيةٍ كالقطن في بياضِها

وطلعةٍ زهراءَ كالقَمرْ !

وثم ذرّاتٌ من الثلج على مِعطفِه المبلولْ.

ربَّتَ في لُطفٍ على مفرِقهِا وخدّها الشاحبْ

وقال : " لا تبتئسي ، يا طفلتي ،

"ما أنا بالغاضبْ .

"أعرف عنك كلّ شيء ، كلَّ احزانِكْ .

"وكل ما تَلقيْنَ من إذلال ْ

"وأنتِ ترتجفين برداً بين أقرانكْ

"بالجورب المثقوب والأسمال ْ!

" أدري بما كابدت ِ في يومك من نصبْ

"لتدرئي عن أمّك البائسة العناءْ !

" لا تحزني ،بنيّتي ..أٌمُك أحضرتُ لها الدواءْ

"وهذه كلّ هداياك ِ، هنا ، في هذه العُلَبْ !

في العلبة الأولى رأت ْ

خُفَّينِ ناعمين مشغولينِ بالفراءْ

وفوجئت في العلبة الأخرى

بمعطف ٍ رأته من خلف الزجاجِ مرةً

يسبح في الأضواءْ

في أحد المخازن ِ الكبرى !

وابتسم الشيخ الودودُ قائلاً ينبرةٍ عذْبَه:

"وهذه العُلبه

" تضمُ، يا صغيرتي ، الحلوى التي يحبّها الأطفالْ

"أدري ...لقد كتمتِ عني هذه الرغبه !

"أكنتِ تخشينَ من الإلحاح في السؤالْ ؟!

ولم تجد عبارة ً تقولها فقبّلت يَدَيهْ

واجهشت باكيةً فضمّها برقّةٍ إليه ْ

وعندما غادرها بكتْ من السعاده...

بكت إلى أن غرِقتْ بدمعها الوساده !

***

في غَبَشِ الفجر استبدتْ نوبةُُ السُعالْ

بأمّها فانتفضتْ مذعورةً ،

وفجأةً تذكّرتْ قنينة الدواء والهدايا

فالتفتت ملهوفةً تبحث في الزوايا ...

لكنها لم ترَ في العَتْمةِ من شيءٍ

سوى الحطامِ والأسمالْ !

وأطلقتْ شهقة َ حزن ٍ ،

ومضت ترنو بلا حَراكْ

حين رأتْ وريقةًَ مطوية ً بجانب الشبّاكْ !!


[mark=FF0033]ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[/mark]

بغداد 1986

رشيد ياسين
[/align]

التوقيع : ރسلايـل المجـدރ
لا تطاول في قصير الشبر شبـرك=ولاتنازل عن شيمـك ولا تراجـع
ولا تواضع للوضيع يضيع قـدرك=ما انت مجبور على بعض التواضع
ރسلايـل المجـدރ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها