[align=center]
واشنطن (ا ف ب) - توفي الشاعر الفلسطيني محمود دوريش السبت في احد مستشفيات تكساس في جنوب الولايات المتحدة ليرحل معه احد كبار الشعراء الفلسطينيين والعرب.
وقالت آن بريمبري المتحدثة باسم مستشفى "ميموريال هرمان تكساس ميديكال سنتر" لوكالة فرانس برس "توفي درويش في الساعة 13,35 بالتوقيت المحلي (18,35 ت غ)" من دون ان تدلي بتفاصيل اضافية.
وكان مسؤول في هذا المستشفى اعلن في وقت سابق ان درويش "في حالة حرجة" اثر عملية جراحية اجريت له في القلب الاربعاء الماضي عانى اثرها من مضاعفات.
وسبق ان اجريت لدرويش عمليتين جراحيتين في القلب عامي 1984 و1998.
ولد محمود درويش عام 1941 في قرية البروة المدمرة اليوم في الجليل ونشأ وترعرع هناك واعتقل اكثر من مرة من قبل السلطات الاسرائيلية.
ودرويش هو ثاني اكبر اربعة اخوة وثلاث اخوات. كان في السابعة من العمر عندما حصلت النكبة عام 1948 وتشرد الفلسطينيون مع اعلان دولة اسرائيل.
احتل الجيش الاسرائيلي قريته البروة فغادرت العائلة الى لبنان لمدة سنة فقط قبل ان تعود سنة 1949 لتجد القرية وقد دمرت على غرار 400 قرية فلسطينية اخرى افرغت من سكانها العرب وبنيت مستوطنات اسرائيلية على انقاضها فعاش لفترة قصيرة في قرية دير الاسد في الجليل قبل ان يستقر في قرية الجديدة المجاورة لقريته البروة.
تنقل بين قرى الجليل حيث تلقى دروسه الابتدائية والثانوية واستقر في شبابه في مدينة حيفا.
ويروي درويش ان جده اختار "العيش فوق تلة تطل على ارضه وظل حتى وفاته يراقب المهاجرين (اليهود) يعيشون في ارضه التي لم يكن قادرا على زيارتها".
كانت امه حورية لا تحسن القراءة والكتابة غير ان جده علمه القراءة ويقول انه بدأ يكتب الشعر وهو في السابعة.
كان الاول في موجة من الشعراء الذين كتبوا من داخل اسرائيل عندما كانت رئيسة الحكومة الاسرائيلية في تلك الفترة غولدا مائير تقول علنا "لا يوجد فلسطينيين".
يصف درويش الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين بأنه "صراع بين ذاكرتين" وتتحدى قصائده المعتقد الصهيوني القائل عن فلسطين "ارض بلا شعب لشعب بلا ارض.
في العام 1972 توجه الى موسكو ومنها الى القاهرة وانتقل بعدها الى لبنان حيث ترأس مركز الابحاث الفلسطينية وشغل منصب رئيس تحرير مجلة شؤون فلسطينية. وقد استقال محمود درويش من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجا على اتفاق اوسلو العام 1993.
سمحت له السلطات الاسرائيلية بالدخول الى الاراضي الفلسطينية العام 1996 حيث اقام في رام الله.
نشر الشاعر محمود درويش اخر قصائده في 17 حزيران/يونيو الماضي بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة تحت عنوان "انت منذ الان غيرك" انتقد فيها التقاتل الفلسطيني.
حقق ديوانه "اوراق الزيتون" (1964) ثم "عاشق من فلسطين" (1966) نجاحا كبيرا وذاع صيته كشاعر مقاومة وهو في مطلع العشرينات.
تحولت قصيدته الشهيرة "بطاقة هوية" التي يخاطب فيها شرطيا اسرائيليا صرخة تحد جماعية للاحتلال الاسرائيلي. يقول فيها "سجل انا عربي ورقم بطاقتي 50 الفا" ما ادى الى اعتقاله العام 1967. [/align]