ريم الصالح
إذا تجولت في شوارع الرياض ستلاحظ الكثير من المحلات التي تقدم خدمة لم أر نظيرا لها في بقية الدول التي زرتها.. حتى الآن.
هذه المحلات التي تجدها مدسوسة بين محلات الفول والتميس والحلاقين والبقالات الصغيرة ومطاعم الأغذية السريعة اسمها (مراكز خدمات الطالب )، وقد كتب عليها من الخارج تعريفا بها بأنها تقدم خدمات مثل: تصوير الأوراق، طباعة تغليف، وهي جميعها خدمات بريئة ولا توحي بأي شيء مريب، وسيدهشك الازدحام الكبير داخلها.
ولو خطوت الى داخلها ستفاجأ بالخدمة الأساسية التي تقدمها هذه المراكز -وعلى عينك يا تاجر - وهي بيع الأبحاث لطلبة المدارس والجامعات و بتسعيرة محددة سلفا، ترتفع في (مواسم) الامتحانات وآخر العام حيث يحين موعد التسليم.
الذي يدهشني ليس وجود هذه المراكز وهذه التجارة علنا، فقد اعتدنا على الذين يستفيدون و يترزقون من اتكاليتنا وكسلنا، وأغلبهم من جنسية عربية معينة. الذي يدهشني هو عدم وجود أي حس بالذنب أو شعور بالخجل أو الاحساس بأن بيع الأبحاث وشراءها يختلف بأي شكل عن بيع الهمبرغر أو الرز البخاري؟
والكارثة الأكبر في هذه المراكز أنها لا تكتفي فقط بكتابة الأبحاث وطباعتها وبيعها على الطلبة فقط ،وانما خطورتها في أنها تحتفظ بالأبحاث التي تعب عليها أصحابها وأخذوها الى هذه المراكز لطباعتها وتغليفها، تحتفظ المراكز بهذه الأبحاث في قاعدة بيانات تبيعها لمن يأتي ليطلب بحثا في الموضوع نفسه وما من حسيب ولا رقيب.
في استطلاع قرأته مرة، وجد أن الكثيرمن السعوديين يؤيدون وجود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكنني لا أعرف لماذا مفهوم الفضيلة عندنا دائما يرتبط بما يتعلق بالمرأة، عباءتها، عملها، تحركها، ولا نرى اهتماما مماثلا بجوانب الفضيلة الأخرى كالأمانة وعدم الكذب والتي نرى الغرب (الكافر !) يتمثلها رغم أنها من جوهر ديننا الاسلامي
سمعت عن شابة سعودية اتخذت من كتابة الأبحاث وبيعها مهنة لها وعندما سألتها: ما الذي دفعها لمثل هذا العمل؟ قالت: "لقد تخرجت من الجامعة ولم أجد عملا الا في البنوك، لكن العمل في البنوك ...حرام !!؟".
«العربية.نت»