المنتدى الإسلامي كل ما يتعلق بديننا الإسلامي حسب مذهب أهل السنة و الجماعة

 
كاتب الموضوع بن بجاد الروقي مشاركات 8 المشاهدات 978  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 06-17-2008, 02:48 PM   #1
معلومات العضو
عضو مميز

الصورة الرمزية بن بجاد الروقي
رقم العضوية : 6724
تاريخ التسجيل: Mar 2007
مجموع المشاركات : 7,593
الإقامة : unexpected
قوة التقييم : 34
بن بجاد الروقي has a spectacular aura aboutبن بجاد الروقي has a spectacular aura about
قل هو الله احد ...

[align=center][align=justify]السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ
.
.
.
.
.


{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}


إنها أحدية الوجود .. فليس هناك حقيقة إلا حقيقته . وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده . وكل

موجود آخر فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي ، ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية .

وهي - من ثم - أحدية الفاعلية .فليس سواه فاعلا لشيء ، أو فاعلا في شيء ، في هذا الوجود أصلا .

وهذه عقيدة في الضمير وتفسير للوجود أيضا .. فإذا استقر هذا التفسير ، ووضح هذاالتصور ،

خلص القلب من كل غاشية ومن كل شائبة ، ومن كل تعلق بغير هذه الذات الواحدة المتفردة ..

فعندئذ يتحرر من جميع القيود ، وينطلق من كل الأوهاق . يتحرر من الرغبة وهي أصل قيود كثيرة ،

ويتحرر من الرهبة وهي أصل قيود كثيرة . وفيم يرغب وهو لا يفقد شيئا متى وجد الله ؟ ومن ذا

يرهب ولا وجود لفاعلية إلا لله ؟ كذلك سيصحبه نفي فاعلية الأسباب. ورد كل شيء وكل حدث وكل

حركة إلى السبب الأول الذي منه صدرت ، وبه تأثرت .. وهذه هي الحقيقة التي عني القرآن عناية

كبيرة بتقريرها في التصور الإيماني . ومن ثم كان ينحي الأسباب الظاهرة دائما ويصل الأمور

مباشرة بمشيئة الله : ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) . ( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله )..

وبتنحية الأسباب الظاهرة كلها ، ورد الأمر إلى مشيئة الله وحدها ، تنسكب في القلب الطمأنينة ،

ويعرف المتجه الوحيد الذي يطلب عنده ما يرغب ، ويتقي عنده ما يرهب . من هنا ينبثق منهج

كامل للحياة ، قائم على ذلك التفسير وما يشيعه في النفس من تصورات ومشاعر واتجاهات :

منهج لعبادة الله وحده . الذي لا حقيقة لوجود إلا وجوده, ولا حقيقة لفاعلية إلا فاعليته ، ولا أثر

لإرادة إلا إرادته . ومنهج للاتجاه إلى الله وحده في الرغبة والرهبة . في السراء والضراء . في

النعماء والبأساء. ومنهج للتلقي عن الله وحده . تلقي العقيدة والتصور والقيم والموازين ،

والشرائع والقوانين والأوضاع والنظم ، والآداب والتقاليد . من أجل هذا كله كانت الدعوة الأولى

قاصرة على تقرير حقيقة التوحيد بصورتها هذه في القلوب . لأن التوحيد في هذه الصورة

عقيدة للضمير ، وتفسير للوجود ، ومنهج للحياة . وليس كلمة تقال باللسان أو حتى صورة تستقر

في الضمير .إنما هو الأمر كله ، والدين كله . وما بعده من تفصيلات وتفريعات لا يعدو

أن يكون الثمرة الطبيعية لاستقرار هذه الحقيقة بهذه الصورة في القلوب. والانحرافات التي

أصابت أهل الكتاب من قبل ، والتي أفسدت عقائدهم وتصوراتهم وحياتهم ، نشأت أول ما نشأت

عن انطماس صورة التوحيد الخالص . ثم تبع هذا الانطماس ما تبعه من سائر الانحرافات .
[/align][/align]

التوقيع : بن بجاد الروقي



سلمت أناملكـ .. مآجــدولــيــن .. :)
بن بجاد الروقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها