الحديث عن استهلاك صورة المراة واستغلالها اعلاميا او اقحامها في الرسالة الاعلامية لمتلقي غالبا يتصف بالسلبية كونه متابع لتلك المواد ذو شجون اذ تبدو المراة وكانها المسوق الاساسي لجذب المتلقي فهي في الاعلانات التجارية لاي سلعة على وجه الارض لا بد ان يكون وجهها وتوابعه حاضرا
وهي في الاغاني الحديثة موجودة لتلعب دور الراقصة للطبال، او الحبيبة المزعومة وهذا فن جديد للاغنية التمثيلية
وهي في بعض المجلات فتاة الغلاف او اللاغلاف المهم ان تكون حاضرة بكل شيء ما عدا عقلها وروحها
*******************
هذا الاستهلاك لصورة المراة وتهميش عقلها قد يكون مسئولية المراة في الدرجة الأولى ..اقول ذلك لاني امراة وادرك ان المراة تملك من القوة والذكاء ما لا يدفعها الى عمل شيء لا تريده وان اعلنت غير ذلك ...
اقصد ان الظهور الاعلامي لاي امراة هو جزء من قرارها بان يكون لها مكان على الخارطة تحت الضوء،واللعبة ليست سهلة لذلك فان مسئوليتها تزايدت في انجرافها وراء ترسيخ المراة الانثى اكثر من أي دور اخر
مؤخرا لفت نظري غلاف مجلة شعبية كتب عليه اعلان عن لقاء باعلامية سعودية وورد في العبارة " صورتها لاول مرة تنشر "
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا الاعلان عن ظهور الصورة وليس اللقاء ؟ ولماذا التصور ان لدى القارئ شغف بان يرى تللك الصورة ؟
والسؤال لماذا الاهتمام والتركيز على صورة المراة !وكيف يمكن للشكل ان يبرز دون المضمون ؟
***********************
من جهة اخرى ولكي لا نحصر القضية في قالب عربي فان فاطمة المرنيسي في كتابها " هل انتم محصنون ضد الحريم ؟"تتحدث عن فيروس الحريم الذي هو مستشري بين الرجال في العالم اجمع وتؤكد قائلة:( وما يميز الرجال الاوروبيين عن غيرهم انهم يظنون انفسهم متحضرين ومحصنين ضد اية رؤية خنوعة للنساء .والمفارقة ان العالم الغربي موبوء لان هذا الفيروس يهاجم تحديدا الدول التي تحررت فيها النساء )
ودليل ذلك ما حدث في القرون السبع عشر والثامن عشر والتاسع عشر حين كان الفرنسيون يطالبون بالمساواة وكان اثرياء فرنسا وحدهم القادرين على شراءلوحات الحريم وما فعله متحف اللوفر الذي اشترى لوحة الحمام التركي في ذلك الوقت
******************
ان مسئولية اي مجتمع تكمن في ماهية الخطاب التوعوي والجزئية الهامة فيه هو صورة المراة كما هي وليست كما يشكلها البعض وتستثمر ها بعض وسائل الاعلام ..
يكفي ان يتامل او يتابع المتلقي بعض الاعلانات التجارية ليتضح له اي وجود للمراة فيها ...الحضور الانثوي هو الطاغي ( الجسد الصوت ) الدلالات الانثوية الرمزية دون ان يهتم احد ما بعقل او روح هذه المراة اذا اعتبرناها جزء من الرسالة الاعلامية فمن سيهتم بالروح اذا ما تقدم الجسد بحضوره الحريمي الطاغي؟!