[align=center]
دعا مثقفون وأكاديميون في منطقة الباحة إلى تعميق الشعور بالوحدة الوطنية من خلال إلغاء اللقب «القبلي» من الهوية الوطنية السعودية، والاكتفاء باللقب «العائلي» بدلاً منه.
وفيما أكدت وزارة الداخلية أن التعليمات صريحة في شأن تمكين أي مواطن من إلغاء لقب القبيلة وإحلال اسم العائلة محله،
قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس:
«إن الذين يخجلون من الحديث عن المُوَاطَنَة يفتحون المجال لكل من هب ودب للطعن في الدولة (...) وتسهيل الطريق أمام كل مخرب ومكفر وخارج عن القانون».
وقال الشيخ السديس، في محاضرة ألقاها في المدينة المنورة ،
إن الناس تحتاج إلى الوطن، ولا قيمة لإنسان لا يحب وطناً يحتويه.
وحذّر من التمسك بالنعرات القبلية والطائفية والمذهبية،
مؤكداً خطورتها على الأوطان. وأضاف أن المواطنة الصالحة ليست «شعارات براقة، وإنما تفاعل وأخلاق وصدقية لا تلوّن فيها».
وناشد السديس جامعة طيبة في المدينة المنورة أن تتبنى
«مشروعاً حضارياً حول المواطنة» لمواجهة دعوات الخروج على الوطن والتنكر لأرضه وترابه».
وطالب عدد من المثقفين والأكاديميين والإداريين في منطقة الباحة جهات الاختصاص في وزارة الداخلية بإلغاء الألقاب القبلية من الهوية الوطنية،
وإحلال اللقب العائلي بديلاً عنها.
ووصفوا، في تصريحات إلى «الحياة»، تمسك بعض أفراد المجتمع بمحور القبيلة بأنه يفضي إلى «الانغلاق» و»التعصب»،
معبّرين عن وجلهم من تخلي بعضهم عن مظلة الانتماء الوطني الجامع لمصلحة تكتلات فئوية.
وحذّروا من أن ذلك سيعرقل تسارع مسيرة البلاد صوب التقدم وتحقيق الغايات الكبرى لمشاريع الإصلاح ومتطلبات «العولمة».
وأوضح الكاتب عابد خزندار أن التعليم ونشر الوعي كفيلان بإخراج المجتمع من الإطار القبلي إلى رحاب المجتمع المدني، مستشهداً بدور الملك عبدالعزيز عندما وحّد البلاد تحت مظلة الدولة، على رغم محدودية التعليم في زمنه. وأضاف:
«إن الملك المؤسس نجح في القضاء على التعصب القبلي بزرع نواتي الدولة والمواطنة».
وأبدى الأكاديمي سعيد الغامدي
استياءه من تحويل الانتماء القبلي إلى ولاء للوطن يكون محدوداً، وتمجيدٍ للذات وتهوينٍ من شأن الآخر. وطالب الجهات المختصة في وزارة الداخلية بإلغاء اللقب القبلي من الهوية الوطنية والاكتفاء باللقب العائلي.
وقال الغامدي:
«إننا في أمسّ الحاجة إلى تنمية الوعي بالوطن وصدق الانتماء إليه، ومحاربة كل ما يمكن أن يدمر هذه النعمة».
وأوضح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أن التعليمات صريحة في شأن تمكين أي مواطن من إلغاء لقب القبيلة والاكتفاء بلقب العائلة متى أراد ذلك.
وأكد أن الإجراءات لا تلزم المتقدم لنيل الهوية الوطنية بإثبات القبيلة،
بل يكفي أن يرتبط بلقب يتميز به عن غيره،
مشيراً إلى أن «مركز المعلومات الوطني» يتضمن سيرة متكاملة لكل مواطن ومواطنة، وأن جهات التحري العاملة في المناطق مؤهلة للوصول إلى أي مطلوب في الحالات الطارئة.
[/align]