الطائف واحدة من أقدم مدن العالم ، وندر أن يخلو كتاب في تاريخ جزيرة العرب بدون الإشارة إليها.
مدينة كلها أساطير ... مدينة تعبق بالتاريخ ,
الطائف في الأصل قرية شامية حملتها الملائكة بثمارها وأشجارها ...:) ونهر «بردى» ينبع في جبالها !
فهي جارة مكة حرم الله العتيق، ودرعها الواقي ,
شواهدها التاريخية وآثارها الصامدة على مرّ الزمان ... تبقى كلها شواهد حيّة تحكي للأجيال المتعاقبة حكايات وروايات حقيقية ... أغرب من الخيال ... وأجمل ما فيها أنها تحمل روح الأسطورة ... بجذور ترحل بعيدا في عمق الحقيقة والواقع المشاهد رأي العين المجردة ,
في واديها الشهير (وادي النمل) مرّ الملك سليمان بجنود من الجن والإنس والطير ، وفيه حدثت قصة سماعه لصوت نذيرة النمل مستصرخة قومها بأن ( أدخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون )
فيها وادي (وج) المقدس الذي حرّم النبي محمد صلى الله عليه وسلم (أن يختلي خلاها أو يعضد شجرها أو ينفر صيدها، ومن فعل ذلك ينفى عنها )،
فيها أيضا بنى قوم العماليق سد (سيسد) الخرافي ، قبل آلاف السنين ... وأغرقوا فيه !
وفي أقصى جنوب المدينة بنى العرب أشهر أسواقهم (سوق عكاظ ) ليحجوا إليه بحكمائهم وشعرائهم وفرسانهم ... مع قوافل التجار المحملة بالخزّ والكتّان ، والسّمن والعسل، وأطايب الطعام والشراب.
لأهلها من (ثقيف) دعا النبي الخاتم ربه : (اللهم اهد ثقيفا، وأت بهم). وفيها سكن حبر الأمة عبد الله بن عباس ومحمد بن الحنفية رضي الله عنهما، وقبرهما فيها مشهور حتى الآن.
منها أيضا خرج الحجاج بن يوسف الثقفي، إمام الطغاة المتجبرين في التاريخ البشري، والمغيرة بن شعبة الثقفي أحد دهاة العرب وقادتهم وولاتهم.<<أنتبهوا مني:D
تحفل كتب التاريخ والسير بغرائب المرويات عن أصل مسمى هذه المدينة (الطائف) ومبدأ خلقها. فمنها من روى عن خولة بنت حكيم السلمية قولها (انها آخر وطئة وطئها الله بواد وج)، بعد فراغه عز وجل من خلق الأرض في ستة أيام كما جاء في سفر (البداية والنهاية).
وأن مدينة الطائف هي المقصودة في آخر دعوة لأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام بعد أن استودع زوجته هاجر وابنها إسماعيل بجوار الكعبة قافلا الى أرض الشام: (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم. ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون) آية 37 سورة إبراهيم.
وتشير الرواية الى أن الله سبحانه وتعالى استجاب لدعوة إبراهيم «فأُمر جبريل الأمين بقلع قرية من الشام فاحتملها من تخوم الثرى بعيونها وأشجارها ومزارعها ثم طاف بها بالبيت (الكعبة) ووضعها مكانها فسميت الطائف».
وقيل إن أصلها من غور الأردن بحوران من أرض الشام. والعجيب أن أشهر عيونها (عين بردى)، هو نفس الأسم المعروف لنهر بردى في حاضرة الشام دمشق.
ويؤكد الكثيرون هنا أن ماء هذه العين لا يختلف طعما ولا عذوبة عن النهر الشهير، تماما كما لا تختلف نوعية وطعم منتجاتها من الفواكه والخضروات عن مثيلاتها في الشام الخصيب.
وأثبت (الميورقي) في كتابه «بهجة المهج» أن «بركة الطائف أكثر من بركة الشام، بسبب طوافها بالبيت العتيق».
ولمدينة الطائف عند الخلفاء المسلمين مكانة خاصة في العصور الأولى، بحيث جعلوا لها بإفرادها واليا دون سائر المدن والحواضر الإسلامية، وكانوا يغبطون من يصيّف بها.
ونقل عن الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قوله عن واليه على الطائف سعيد بن العاص بأنه: «أنعم الناس عيشا. يقيظ بالطائف، ويشتي بمكة، ويتربع بجدة!».:D
يعني كانت معروفه جدة زمان
يا مرحبا تراحيب المطر:)
تحياتي للجميع.