بعض النساء يكرهن الكتب إلى درجة بعيدة .. حتى لـتحس الواحدة منهن أن هذه الكتب هي ضرة لها .. و ذلك إذا كان الزوج مشغولا بكتبه و في مكتبه معظم أوقاته .. و ينعكس هذا الشعور لدى المرأة على سلوكها .
و قد صور الشاعر محمود عمار حالته مع زوجته من خلال قصيدة مؤثرة قال فيها :
تَغارُ من الكتابِ إذا رأتْـنِي .. أُطالعُهُ و أَتركُ وَجْـنتَيْها
تَضِنُّ بِفكرتي فيما عَداها .. و تُنكرُ نَظرتي إلاّ إليها
و تَـنفرُ مِن مقالٍ ليس فيها .. و لو شملَ الحياةَ و مُلْحَقَـيْها
و تَحسبُ هيكلي و محيطَ نفسي .. بَقِـيّةَ إرْثِها من والديها
و قد ظفر الكتابُ بِبعضِ هذا .. لذلك كان إحدى ضَرّتَـيْها
فـنظمُ ( أبي العَلاءِ ) أحبُ منه .. حديثٌ عن نِظامِ ذُؤابَـتَيْها
و نَـثْرُ ( ابنِ المُـقَفَّعِ ) لا يُوازِي .. نِثارَ الوردِ من إحدى يديها
و عِلمُ الكونِ إنْ لم يُروَ عنها .. فهذا لا يَنطلي أبداً عليها
و لكنْ مِن كتابي لي اعتذارٌ .. فهل هو رائجٌ في مَسْـمعَيْها
أُطالعُهُ فأفهمُ ما لديهِ .. و لم أفهمْ بِجهدي ما لديها
منقوول