" العمر ولّى "
لــم يـبـق عـنـدي مـا أقــول وأفـعـل
والـعـمـر ولـّـى بالـسنين مكـبـــّل
وتقــول لــي الأعــوام حسبك شاعرا
سـهـر الـيـالـي من جناها يـنـهـــل
وأضاء في ظـلـماتها نجما طـــوى
آفـاقـهـا، بحـســانـهـا يـتـغــــــزل
حــتــى استحالت في غضون جبينـه
ألـقـا تـشـع بـه الـحــيـاة وتـرســل
لكنما العــمـر الـطـويـل كـدوحــــــة
شمخت وشاخت في عــروق تـذبل
جـفـت بـــلا ثــمــر عـلى أغصانهـا
لــيــؤمــهــا من كـان عنها يــأكــل
ويؤمها مــن كــان فــي أفـيـائــهــا
مـتـفـيــأ مــتــأرجــحـا يـتـمــلـمــل
مــن كــان فــي خــيــراتها متنعــمــا
يـعـطـي ويـسـخـو بالثمار ويجزل
والـيـوم تـنـظـر لا تـرى من حولها
أحـــدا يــحــيــهـا وعـنـهــا يـســأل
تـلـقـى العواصف صلبة لا تـنـحـني
وعـلى الجـذوع الراسخات تعـول
فـتـشـد ّأعلاها الـى أعــلـى عـلا
فـتـرى سـحــابـا غـائـما لا يـهـطــل
وكـذا أنـا فـي عزلـتـي مـتـسـلــــــق
حـبـل الــرؤى، وحـيا طفا لا ينزل
لأصـوغـه شـعـرا تــــردده عــلى
سـمـع الـزمـان حـــنــاجر وتـسـجـل
أتـذكـر المـاضـي وأيـام الـصـبــا
أيــام كــا نـــت بالـبـرأة تــرفـــــل
وأجــدد ألأمـس الـبـعـيـد كــانــمــا
لــي حــاضــر فيـه ولـي مـسـتـقـبــل
فـلـنـا الحـيـاة بــدايــة ونــهــايـــــة
ولـبـعـضـنــا فـهـا المـسـيرة أطـول
نـخـتـار مـنـهـا مــا يـطيـب مــــسـرة
لــمــا الٍسـرور كـــآبــة يــتــحــــول
مــا أصعب الدنيا على من عـاشهــا
طـربـا وفي طــرب عـلـيـه تـبـخـــــل
فـيـلوذ مـنـزويـا يـحـدث نــفــســـــــه
ولـنـفـسـه، عن أمــســه ويـــعــلـّـل
فالـذ كــريـــات تـعيـنـه فــي شــــــدة
من عـــلـّــة ومن الـعـنـاء تـقــلـــــــل