أبن جبرين ينقذ العتيبي
روى أبن بليهد في كتابة هذة القصة وهي كالاتي :-
(ومن طرائف متعب بن جبرين ما حدثني به دعيبس الصفياني من عتيبة سنة 1345 للهجرة وعمرة في ذلك الوقت قريب ثمانين سنة ، قال : كنا قاطنين على ماءة (دغيجة) المعروفة قريب المويه ، وكنت أذ ذاك أبن خمس عشرة سنه ، فقال لي والدي : أن لنا غرضا عند أهل (تنضبة) الماءة الواقعة في وادي العقيق قريب عشيرة والمحدثة ، وأني لا أقدر أن أترك أبلي خشية الاعداء ، ولكن أنظر الى هذا الجمل ، فأني والله لا أعلم ناقة ولا جمل يردانه عن طريقه ، فأركبه فأن رأيت أحدا فأنهزم به فأنك تنجو أن شاء الله ، فقال : فأخذت مزداتي وزادي وركبته لما بزغ الفجر فقصدت أهل تنضبه تارة يسير سيرا عجلا وطورا يرقل أرقالا فلما أشتدت القيلوله أذا أنا قد قربت جبيل بسيان المتاخم لماءة المحدثه في ركبه ، فقلت في نفسي: أرتاح قليلا ويرتاح جملي فأنخته في ظل دوحة ووضعت عنه زادي ومزداتي وقيدته فتركته يرعى في الشجر وأضطجعت على جنبي ،
فما شعرت وأنا في النوم الا بالاصوات المرتفعة ، وأذا جيش يبلغ عدده مئة من المهارى النجب ، وأذا السابقون من هؤلاء الى جملي يجاوزون العشرين وهم مختلفون على هذا الجمل الواحد كل منهم يقول أنا السابق اليه وهو لي ، فما شعرت الا برجل يقول يا صاحب الجمل من أنت وما قبيلتك؟.
فقلت : من عتيبة فقال عليك اللعنه ماخوذ ومجحود! ، أقبل الي وخذ أمتعتك معك فجئت بها وكان هذا الشيخ متعب بن جبرين فلما أتيته بأمتعتي قال ضعها على جملك وأركبه وقف! ، ثم التفت الى هؤلاء فقال لهم أيها المختلفون أني أريد أن أترك صاحب هذا الجمل حتى يصل الى تلك الشجرة ونأمره يندفع في السير ثم أنتم تغيرون على أثرة فمن لحقه فهو له فرضى الجميع بذلك ، فالتفت الي وقال : أندفع على جملك! فأندفع الجيش على أثري فما مضى الا قليلا ثم التفت فلم أرى من القوم الا ثمانا ثم أندفعت أيضا والتفت فلم أرى الا أربعا ثم أندفعت قليلا ثم التفت فلم أرى الا أثنين فأنخت جملي وأخذت حثوات من التراب فرميت بها أمام وجوههم وركبت جملي فأنطلقت الى ماءة تنضبه فأنجاني الله منهم ووصلت قومي سالما ).
المرجع :- أبن بليهد - صحيح الاخبار - الجزء الثاني
منقول