مدخل
إن كان بندر بن سرور مــُتنبي عتيبة
فإن بندر المحيا ، أبو تمام عـُتيبة
*
*
*
*
رغم تـحفظي الشديد على بعض ما يحدث في شاعر المليون ، إلا أن المواقف والرؤى تـتبدل بتدبل الأحداث ، وهذا نتاج طبيعي للتغيير الذي يحدث في كل شيء ، والثابت أن التغير سمة إيجابية
لذا
لو أفترضنا أن لجنة تحكيم شاعر المليون هي المخولة بترشيح فائز واحد من الأربعة وعشرين إلى دور السته بـ نسبة 100 % ، بمعنى أنها تُأهل الشاعر الأفضل حسب وجهة نظرها من دون رأي الجمهور الذي يأتي عن طريق الإس أم أس
فإنه لامحالة ، سيخرج من يقول اللجنة ظالمة ، أبخست حق هذا ، ورفعت هذا
أليس كذلك؟
إذا ً كان هناك مقعدا ً سادسا ً في لجنة التحكيم ، ومؤثر بنسبة 50 %
وهم الجمهور ، لذا الترشيح أصبح بأيدينا لا بأيدي عمرو
أليس كذلك
قد يأتي شخص ويقول أموال التصويت تذهب أدراج الرياح ، والبرنامج مادي
وأقول ،
لايوجد برنامج يـُبث على أي قناة إعلامية إلا ويكون له مردود مادي ، حتى نشرات الأخبار ، هي مادية الآخرى عن طريق الإعلان من خلال فواصلها
أليس كذلك
إذا ً من حق البرنامج أن يكون له مردود مادي ، لأجل أن ينجح ويظهر بالصورة الأمثل !!
وقد يأتي شخص آخر ويقول الأموال التي تذهب منّا ، خسارة في هذا البرنامج !!
وأقول
أن هذه الأموال تذهب إلى أبن عمكم اولا ً وإلى الشعر ثانيا ً (( وهذا هو مربط الفرس في الموضوع ولـُبه سأوضحه في آخر الموضوع ))
إن أحدكم لو أتاه ضيفا ً ،
فإنه لا محاله سيقوم بإكرامة كما تعلمناه من اجدادنا
وهذا الكرم يتمثل بالقهوه ، الترحيب الحار ، والعشاء ، (( قيمة الذبيحة ))
والتي لاتقل عن 700 !!
فهل تستكثرون على أبن عمكم أن نجزل في ضيافته عبر التصويت كـحد أدنى 700 ريال
متمثلة في 150 رسالة من كل شخص !!
فـ بندر أبن عمكم قبل أن يكون ضيفنا ، ومعزب الشعر ، فلا نخذله وهو الذي نخانا بأبيات لا تخرج إلا من شاعرجزل
في شاطيء الراحة
إذا ً أنتهينا من إشكالية التصويت واللجنة والأمور المادية
ونعود للشعر
يعلم الله أني ّ أُقدس الشعر ،حد إجلالة
وأبُجل كل شاعر جزل ، مبدع ، فحل
وإني أخذت عهدا ً على نفسي أن لا أكتب في شاعر المليون متعدا ً عن الجدل الحاصل
لكن !!
بزوغ نجم الشاعر بندر المحيا ، وتوهجه شعرا ً وإبداعا ً وألقا ً
أرغمني ، وأرغم الحروف أن أكتب هذا الموضوع
فــ تعالوا نقرأ بندر المحيا
عسى ليل الغياب اللي نفـْضهْ مْن الظلام"اوداج"
..................... يفجّه نور فجر ٍ ليلته تهرب مْن سراجه
وانا قلبي صخر ياللي تـْعقـْد مْن العتاب حجـاج
............... على بال ٍ مثل صبّ البْرد في كاس ميزاجه!
قصيـد ٍ مايسّر عيونك النجلا "حبيـس ادراج"
.................. وغرام ٍ ماروى ظامي غلاك يجف ثجاجـه
غرامك باب واحلامي سجينه والرجا مزلاج
................... مفاتيحه تناهيـد الدموع وصبري افراجه !
انا مُتعب من ايام الألم .. واشعر ببعض احراج
............. لو ان اعصابي :النار .. وأحاسيسي فـ ثلاجه
خذ الثاير من احزان المواني ..صدري الامواج
............... بدى تحت الضلوع العوج بحر ٍ سرمد امواجه
انا محتاج لكْ ..مااحتاج لي! شف حاجة المحتاج
................. عجز يحتاج جرح ٍ من يدينك كان محتاجـه!
ولج ماضيك بين سنيني السود وغيابك فاج
.............. مثل عطر ٍ "سكْت "في فوحته والريح هراجه!
نضب شوفي وانا ادوّر عليك وللزحام افواج
............ تعال الباقي مْن الشوف : رمش ٍ ضيّع حجاجه
نبت لكْ من على اوراقي حمام وطارت الادراج
................ ورحت اطارد ابيات القصــيـد فـ ليل معراجه !
إن هذا الإبداع ، في جزالة المفردة ، وبلاغة التصوير ، والتناغم الموسيقي الوارف في القافية
يــُرغم كل متذوق أن يقف إحتراما ً لـ للسبابة والإبهام التي قادت القلم أن يكتب مثل هذا
ونأخذ من النص النزر القليل للإضاءة حوله
قصيـد ٍ مايسّر عيونك النجلا "حبيـس ادراج"
.................. وغرام ٍ ماروى ظامي غلاك يجف ثجاجـه
غرامك باب واحلامي سجينه والرجا مزلاج
................... مفاتيحه تناهيـد الدموع وصبري افراجه !
قصيد ٍ مايسّر عيونك النجلا (( حبيس أدراج ))
وهنا بيان ٌ على أن القصيد إن لم يرضي ذائقيتك فهو (( حبيس أدراج )) كناية عن إنزواءه في الظلام ، لايرى النور ، ويبقى وحيدا ً (( محبوس )) ، ذنبه الوحيد هو عدم إرضاء الذائقية
ولم يكتفي بندر عند هذا الحد ، فهو قرن الفعل بعد القول وهذا ذكاء من الشاعر
فالقصيد (( قول )) والغرام (( فعل )) ، فإن لم يرضي الشعر الذائقة سنزوي كما يوضحه البيت الذي بعده
وغرام ٍ ماروى ضامي غلاك إيجف ثجاجة
وهنا الفعل الذي سبق إقرانه بالقول فأصبح القول شعرا ً والفعل غراما ً وما أجمل هذا الإقتران
الذي أرتكز على التضاد في النصف الثاني من كل شطر
(( حبيس أدراج )) ، (( يجف ثجاجة ))
وهذا التضاد أتى على يقين الشاعر بأن هذا لن يحدث ، فهو موقن بان مايكتبه يشع نورا ً لا يلجأ للأدراج
والغرام على ذات السياق
ولكن !!
رغم تحدي الشاعر بأن القصيد لن يكون حبيس أدراج !!
نرى في البيت الثاني
غرامك باب واحلامي سجينه والرجا مزلاج
................... مفاتيحه تناهيـد الدموع وصبري افراجه !
نرى هنا المسجون الحقيقي والذي ينتظر الإفراج
فإن كان القصيد في البيت السابق يتحدى ان يكون (( حبيس أدراج ))
فإننا نرى ذات الحبس لأحلام بندر في قوله (( أحلامي سجينه ))
وأنظر إلى تناغم الصورة الشعرية (( حبيس ، يجف ، سجينة ، مزلاج ، مفاتيحه ، أفراجه ))
وجميعها توحي بأن كاتبها أستغرق في هذا النص بوحا ً وحيدا ً معزول عن العالم ، وعنها
1/ غرامك باب
2 / أحلامي سجينة
3 / الرجا مزلاج
4/ مفاتيحه تناهيد الدموع
5 / صبري أفراجة
خمس صور جميلة في بيت واحد !!
أنظروا إلى الجزالة حينما يـصعب تعريفها !!
والأجمل أن جميع الصور متوافقة مع بعضها في إنسياب تام
فـ بندر في البيت السابق تحدث عن غرامه بـ قوله (( وغرام ٍ ماروى ضامي غلاك يجف ثجاجه ))
وهذا كما أسلفنا تحدي !!
ثم كعف بعد غرامه بالتحدث عن غرامها
بـ قوله
(( غرامك باب ))
وماذا خلف هذا الباب يابندر (( أحلامي سجينة ))
وماذا دون هذ الباب يابندر (( الرجاء مزلاج ))
وكيف تفتح هذا الباب يابندر (( تنهايد الدموع ))
وبماذا تفتح هذا الباب يابندر (( صبري إفراجة ))
مـُلخصا ً المثل الذي يقول (( الصبر مفتاح الفرج )) !!
بيتين أستنزف مني كل هذا الشرح ، بالرغم من إيجازي !!
ألا يســتحق هذا الشاعر البيرق !!
قبل هذا
ألا يستحق هذا الشاعر الحقيقي التصويت !!
قبل هذا
ألا يستحق أبن عمنا الفزعة والوقفة معه لو بالحد الأدنى
وللمعلومية
أقدس الشعر أولا ً
والله لاأعرف بندر معرفة شخصية
يــُتبع لأجل الشعر