حبيبتي الغالية في العناية المركزة //دعواتكم//

[مراسلكم]

إنا لله و إنا إليه راجعون

أحبتي أطلب منكم الدعاء بتفريج كربتي

و الله إني لأعيش في كربة لا يعلمها إلا رب العالمين

كيف لا و أنا أراها تصارع الموت
حاولت علاجها في كل مكان

و لكن !
ما أن ذهبت بها بسيارتي الخاصة للمستشفى الخاص حتى رفضوا عمل أي شيءٍ لها قبل دفع مبلغ تحت الحساب !

اتصلت على الهلال الأحمر و لم تمض أكثر من ساعة و انا انتظر إلا و قد اتوا على وجه السرعة !

ركبنا في سيارة الإسعاف و سلكنا الطريق الرئيسي و كأننا في طريق صحراوي

لا مشكلة حفريات بسيطة و لا تأخذ أكثر من ثلاث سنوات فقط !

وصلنا للمستشفى الحكومي و انزلناها من سيارة الإسعاف

استقبلها ذلك الطبيب الاخصائي ذو الجنسية العربية

و الذي راتبه يفوق راتب الاخصائي السعودي بمرات كثيرة !

ادخلوها في غرفة الإنعاش و بخارجها يقولون (إن عاش ) فهو بفضل الله وحده !

و فعلاً إنها ( إن عاش ) حتى في اسمها لا مبالاة !

احتشد الأطباء في غرفة الـ( إن عاش ) و وقفوا يتفرجون كاحتشاد مواطنين امام حادث و كلٌ يصور بكاميرا جواله !

تضرعت لله بأن يكشف الغمة و أن يشفيها و الدكتور يقول لي لا تخف !

فنحن نعمل لها ( إن عاش )

خرجت من الغرفة و انا ممسك بجوالي و اذا برسالة تصلني من شركة الإتصالات:

عزيزي العميل :أوشكت على تجاوز حدك الائتماني 1000 علماً بأن مبلغ الفاتورة 614 و المبالغ الغير مفوترة 300
و يمكنك السداد .... إلخ

المصيبة أن الرسالة كانت تحمل الرقم 1522

و لا أكذب عليكم لو قلت لكم أنه قريب من 500 رسالة من شركة الإتصالات الموقرة التي تقدم خدمات عالية الجودة

و لا ننسى

الجوال عبر !!

بحثت عن رقم اتصل به لكي يأتي و يواسيني و يهدئ من روعي

لم اجد احداً!

كررت المحاولة و وجدت رقماً هكذا هو :

2
4
4
3
4

حاولت الإتصال به و لكن لا فائدة أوقات الإتصال محدودة

خرج علينا الطبيب و هو يقول أن حالتها مزرية و أنها وضعت على جهاز التنفس الصناعي

لأنها لن تستطيع التنفس بالطريقة الطبيعية !

و انها ستدخل في العناية المركزة !

سلمت امري لصاحب الرقم
2
4
4
3
4

و قلت في نفسي لن يفرج كربتي غيره سبحانه !

خرجت من مبنى المستشفى و صليت في المسجد بجوار المبنى

بعد الصلاة قام شخص متوسط العمر بين الـ30 و الـ45

قام يذكر أنه تعرض لحادث و أنه مات في الحادث 1000 شخص و أن عليه دية قيمتها مليار ريال !

استغفرت ربي و خرجت و وجدت عند باب المسجد امراءة تمد يدها و تتمتم ببعض الكلام !

و رأيت البعض يعطيها الريال و الخمسة ريالات و العشرة !

نظرت إلى ما في حجرها

طفل صغير جف ضرع أمه و لم تستطع ان تدفع 50 ريالاً قيمة حليبه !

خرجت من المسجد و ذهبت لآخذ خبزاً للعشاء

تفاجأت بأن المخبز مقفل !

ذهبت لمخبز آخر و قال لي بالحرف الواحد لا يوجد عندي إلا عدس و فول

قلت و الخبز ؟

قال اسأل صوامع الغلال !

خرجت و انا اضرب كفاً بكف

قلت علَّ في الأمر خيرة

سأجعل عشائي رزا

ذهبت للسوبر ماركت و اردت أن آخذ كيساً من الرز فقال لي الرز المصري 5 كيلو بـ25 ريالاً !

استفزني و قلت و الارز الهندي كم يكون سعره ؟

قال لي الـ45 كيلو بـ240 ريالاً

!!

و الخمسة كيلو بـ 7 ريالات !

قلت و اين الدعم الذي سمعنا به ؟

قال هذا ما عندي اذا رغبت به فخذه و إلا دعه و دعك من النقاش !

خرجت و انا اضرب كفاً بكف !

قلت امري لربي

لعلي قبل العشاء امر أحد مطاعم الوجبات السريعة و آخذ لي شاورما بريالين

صليت العشاء و خرجت لكي آخذ من الشاورما و ليتها كانت بأيدٍ تركية أو سورية أو حتى مصرية !

بل بنغالية و امري لله

طلبت منه حبتين شاورما و لم آخذ مشروباً لأني سأكتفي بالشاي

فمددت له اربعة ريالات

فرد لي ريالاً

قلت ما اكرمك يا هذا

قال لا !

و لكن اعطني خمسة ريالات لأن الشاورما بأربعة ريالات للحبة الواحدة !!

اخرجت خمسة من جيبي و اعطيتها اياه

و خرجت و انا اضرب كفاً بكف

و انا في الطريق للبيت افكر في الخمسة ريالات

و لماذا رفع السعر علي ذلك الجرذي ؟

ثم تذكرت !

الخمسة الخمسة لا بارك الله في آثارها السلبية !!

ثم قلت يا حسرتي

أنا موظف في شركة تدير مستشفاً و براتب لا يزيد عن 1500 ريال

ما ذنبي أن اذوق مرارة زيادة الخمسة % و لا اذوق حلاوتها ؟

لزمت الصمت و انا في طريقي للمنزل

وقفت عند احد الإشارات

و اذا بسيارتي تهتز !!

التفت يميني لالا بل يساري و وجدت تلك السيارة الفارهة ذات الـ100 ألف و أكثر و هي ترقص يمنة و يسرة بصاحبها
و سبب ذلك كله الصوت الخارج منها

دققت بالنظر في صاحب السيارة و اذا بي ارى شعراً ناعماً أملساً

و يداً قد ارتوت من الكريمات

قلت ما شاء الله تبارك الله

بمثل هذا الشاب سنفتح القدس

و بالمشاركين في ستار اكادمي سنرعب اليهود باصوات مطربينا

فأنتم تعلمون أن امتنا محتاجة بشدة للفنانين أكثر من حاجتها للمخترعين

و ذلك لأننا في سابق عهدنا قد حكمنا العالم على وقت الدولة الأموية و العباسية و العثمانية !!

و لأننا دين التسامح يجب أن نطبع مع الغرب و نأخذ من اطباعهم

ألسنا بدين التسامح ؟

كيف ننشر التسامح و نحن لا نعرف

الغناء و لا نعرف الرقص و التمايل ؟

كيف ننشر حب الوطن و نحن لا نفخر بشعرائنا في شاعر المليون و نضخ فيه عشرات الملايين ؟

كيف لا ننشر الحب و التسامح و الدنمارك يرسمون رسوماً عن رسولنا الحبيب

و لا نقبل بها؟

لماذا نقاطعهم ؟

أو بالاساس لماذا نقاطع تجارنا المساكين

الذين تضامنوا معنا في أسعار الأرز و بقية المواد الغذائية ؟

لماذا ؟

ألستم متسامحين ؟


اضائت الاشارة باللون الأخضر و سرت في دربي متجهاً لبيتي

عفواً لست أملك منزلاً

بل أقصد بيت أبي

لأني لم اتمكن من الزواج الذي لا يكلف إلا 200 ألف فقط

فكيف ببيت لا يكلف إلا مليوناً أو مليوناً و نصف؟

وصلت بيتنا و فتحت الباب و التفت يميناً لأرى الزهور التي بذرتها و هل نبتت و إلا لم تزل ؟

اقتربت أكثر منها و انا اقلب عيني يميناً و شمالاً

و لا ارى إلا القحط و كأن مكان زراعة الزهور مقبرة !!

تذكرت !

لم ينزل علينا مطر منذ مدة طويلة !!

ادرت رأسي ببلاهة و قلت يجيب الله مطر !!

جلست آكل الشاورما و قلت بيني و بين نفسي

لا ألومك يا حبيبتي الغالية يوم ان تدهورت حالتك و ادخلت العناية المركزة !

اتاني اتصال من المستشفى يفيدني بأن حالتها تدهورت ولا أمل لها بالبقاء

قلت بيني و بين نفسي

لا ألومك أبداً يا وطنيتي !!

//منقول //

بقلم: مبدع ولكن .