[align=center]قبل البدء في كتابة هذا الموضوع أريد اعطاء معلومة بسيطة وهي أنني كتبت هذا المقال منذ اكثر من أربع سنوات وقام الكثير بنقله إلى المنتديات البعض ذكر أنه منقول مع ذكر أسمي أو بدون والبعض الآخر سامحهم الله نقلوه بدون التنويه إلى أنه منقول .
ذكرت هذه المعلومة حتى لايلتبس على القارئ الكريم أمر صاحب الموضوع الأساسي .[/align]
[align=center]
ربما تـثلج هذه السطور قلوب الزوجات . . ربما تطفئ قليلاً من تلك النيران المشتعلة والمتأججة في النفوس . . ربما تلطف بعض الشيء من سخونة ذلك الاحتجاج النسائي اليومي الذي يرتطم صداه على جدران وحوائط بيت الزوجية دون أن يجد إجابة شافية. المشهد يتكرر في معظم البيوت زوجة تضع يدها على خدها في انتظار زوج لا يأتي إلى بيته سوى لدقائق معدودة. مجرد نصف ساعة في اليوم! او ساعات قليلة .
زوجة تعاني الوحدة . ينهشها الملل وتنالها الكآبة . . زوجة تربي وحدها أبناءها وتجدف بساعديها مركب الأسرة الذي يبحر في أمواج الحياة المتلاطمة. البيت صار فندقاً! يتناول فيه الزوج طعامه . . يأخذ حمامه . . يستبدل ملابسه . . يستريح في فراشه قليلاً ليعاود مرة أخرى الخروج . وحينما يتذكر فجأة دوره كأب، ويشعر برهة من الزمن بتأنيب الضمير، يسأل زوجته لاهثاً وبشكل عابر "وش اخبار العيال؟" ثم يردف وكأنه يجيب على تساؤله "كله تمام" وأخيراً يضيف بشيء من الاهتمام المصطنع "تبون شئ ناقصكم شئ؟" أو في أحيان أخرى يسأل وهو يفتح باب البيت ويهرع الى الخارج "محتاجين شئ اجيبه لكم وانا جاي؟" . . وقبل أن يتلقى الإجابة يصفق الباب خلفه، وتتسارع قدماه قافزة الدرج في نشاط وحيوية.
تلك كانت صورة قلعية للزوج الهارب من بيته . . الزوج الضيف الذي لا يكاد يعرف شيئاً عن أحوال أسرته . . الزوج الزائر الذي يتفقد أرجاء الغرف والحجرات ويستفسر عن "أخبار" أبنائه وبناته تماماً مثل زائر غريب عن البيت!
تراني قد بالغت في وصف صورة الزوج الضيف الذي يمكث نصف ساعة فقط في بيته؟ أم تراني قد أصبت الهدف في الصميم؟
نعم أن تلك الصورة سوف تغضب الأزواج وسوف تثير أيضاً الخلاف والشجار ولكن كمايقولون لا يصح إلا الصحيح . . الأب – سادتي – ليس مجرد حافظة تزخر بالنقود والأموال . . والزوج ليس رجلاً يحقق فقط الأمان المادي للزوجة . . إنه أكثر من ذلك بكثير . . أنه ضلع أساسي في مثلث الأسرة . . ذلك المثلث الذي لا تستقيم أحواله إلا بأضلاعه الثلاث: الأب، الأم، الأبناء، إنه أولاً وأخيراً زوج يغمر زوجته بحنانه وحبه واهتمامه. . أب يرعى أبناءه يسهر لراحتهم ويسعد لرؤية طرحه الأخضر الندى ينمو ويترعرع أمام عينيه. .
تقول زوجة تعيش في خضم المجتمع المخملي الناعم "لا أكاد أراه .. لا أكاد أقابله سوى مصادفة في البيت . . ربما وهو يتناول بعض الكلمات العابرة . . يسألني عن أحوالي وأخبار الأولاد . . وفي أحيان أخرى يترك لي نقوداً ويستفسر عما إذا كنت أحتاج الى المزيد . . ماذا أقول . . أنه لا يفهم ولا يقدر أنني أحتاجه هو معنا في البيت مع الأولاد . . في حياتنا . . نعم لدي كل ما تحلم به أي امرأة في هذه الدنيا، ولكن ليس لدي زوج يشاركني عاملي وحياتي!"
التواصل . . بالمحمول!
وتقول زوجة أخرى والمرارة تسكن ملامح وجهها: "تصوروا لولا اختراع اسمه المحمول لما تمكنت يوماً من أن أتواصل مع زوجي . . لما استطعت أن أعرف أخباره ومشاريعه . . في السابق كنا نتبادل الاحاديث في فترات رغم انها قصيرة لكنها افضل من لاشئ .
أما الآن وبعد ظهور "الموبايل" في حياتنا صرنا نتبادل كلمات سريعة يومية . . يسألني عن الأخبار والأحوال وفي بعض الأحيان يستفسر عن أمور الأولاد . .
تصوروا سألني مرة وهو يضحك وكأنه يقول دعابة "هي البنت تدرس اي صف؟ في الابتدائية صح؟ صمت برهة قبل أن أجيبه . . كنت أعرف أنه لا يمزح وأنه لا يعلم حقاً في أي سنة دراسية ابنته!!"
كالزوبعة . . يأتي !!
ولم تختلف كلمات زوجة في الأربعين وأم لثلاثة أبناء في مراحل التعليم المدرسي المختلفة عن الكلمات السابقة. .
كانت المرارة قاسماً مشتركاً لحديثهما . . تقول وهي تضرب يداً على يد "إنه مجرد ضيف في بيته .. زائر عابر يزورنا في الظهيرة ليتناول طعامه أو ربما ليستريح قليلاً ليعادو الخروج، أو يأتي الينا في المساء ليخلد فقط الى النوم . .
وحينما يتكرم ويمنح بيته دقائق سريعة لاهثة يثير المشاكل ويلاحق الأولاد بالاستفسارات والأسئلة، ويقلب نظام البيت وقوانينه رأساً على عقب، ثم يمضي في طريقه ولا يحفل بتلك الزوبعة التي أثارها خلفه!
خيوط العنكبوتيه طوت زوجي :
المشكلة التي طغت على السطح الآن ادمان المتزوجين للنت واهمال واجباتهم المنزليه والاسريه من أجله
ومن هذا الواقع المؤلم تقول زوجة : كنت اعيش مع زوجي في حياة هنيئه مليئه بالحب والاحترام لكن منذ أن اقتحم زوجي خيوط العنكبوتيه وطوته بين شباكها وصارت شغله الشاغل فهو لا يرى هماً ومتطلباً الا هذه الشبكة يغوص في اعماقها ولا نراه الا أوقات الاكل والنوم فقط وبدأ السهر وضياع الأوقات حتى فصل من عمله ولم يأبه بذلك وقمت أنا بشؤون المنزل نيابة عنه بحكم أنني موظفة وبحكم أن وجود اطفال لدي يحتم علي الصبر .
الاستراحة والاصدقاء خطفوا زوجي :
للاسف أن بعض الازواج حياته بعد الزواج هي نفس الحياة قبل الزواج والجدول والروتين لم يتغير البته مابين السهر وضياع الأوقات وساعات العمل وساعات النوم فقط لا غير ولا يعرف المنزل الا وقت النوم والمأكل فقط يسير في حياته بدون هدف .
كثير من الزوجات يشتكين من هذا الواقع المؤلم فزوجة تشتكي وتقول : زوجي يقضي غالب الوقت في الاستراحة وعندما نريد أمراً يقول ( اتصلي على اخوك فلان خليه يجيبه ) وتقول الاخرى : انها في احدى المرات احست بالتعب واتصلت بزوجها تشكي له وانها مريضة تحتاج الى طبيب وكان هو يقبع بالاستراحة مع الاصدقاء فقال لها ( خذي ليموزين ) والساعه تشير الى الثانيه عشر ليلاً قلت : صعب الوقت متأخر فجاء الرد : اذن انتظري حتى اعود , ولم يعد الا الساعه الرابعه فجرا وبقيت اصارع الألم 4 ساعات متتاليه لايكون الألم في النهائة عبارة عن زائدة دودية كادت أن تنفجر لولا لطف الله .
هذا شئ من واقع الكثير من الازواج للاسف وهذه قضية واحده من الآف القضايا خلف أبواب المنازل .
قضية خطيرة جدا أن يقضي كثير من الازواج جل وقتهم خارج المنزل ولا يعيرون زوجاتهم شيئاً من الاهتمام ويرون أن المرأة مجرد آلة مهمتها العمل دون كلل ولا ملل وعليها تنفيذ الاوامر والسمع والطاعة دون نقاش البته . وعندما تأتي هذه المسكينه الى زوجها وتقول له : انني بحاجة اليك محتاجة القرب منك .
يأتي الرد القاسي المتعارف عليه لدينا ( انتي وش ناقص عليكي لابسه أحسن لبس وآكله احسن أكل وخدامه وانترنت وجوال وش تبين بعد ) ويقضي بعد ذلك كل الوقت خارج المنزل متنقلا مابين الاستراحات والمقاهي والخروج بدون هدف والبعض الآخر اخذته مشاغله المالية عن المنزل بعيداً فهو لا يعلم عن أهل بيته شيئاً سواء زوجته أو اولاده وهذه مصيبه كبرى .وفي الحقيقة الأسباب التي اودت الى هذه المشكلة كثيرة ومنها:
1- النظرة الدونية للمرأة في مجتمعنا والنظر اليها انها مجرد آلة فقط .
2- التربية الأساسيه التي ولدت هذه النظرة وهذا التعامل .
3- في الحقيقة وربما لا ترضي الرجال أن السبب الرئيسي في هذه المشكلة أن هناك رجالاً ليسوا اهلاً لتحمل مسؤولية اسرة وزوجة واطفال .أما الآثار المترتبة على هذه القضية وهي من واقع ماشاهدت بأم عيني وسمعت وقرأت :
1- الخيانة الزوجية لان كما ذكر ابن الجوزي في صيد الخاطر عن ذلك : أنه في حالة الجفاء العاطفي فان الطرف الآخر يبحث عن بديل يعوضه عن ذاك الجفاء .
2- ازدياد حالات الطلاق ولقد سجلت خلال السنوات الخمس الأخيرة الاحصاءات أن حالات الطلاق ثلاث اضعاف حالات الزواج .
3- انحراف أحداث السن خاصة من الذكور لأن الذكور دائماً لا تستطيع الأم التحكم فيهم ومسؤوليتهم تقع على الأب وعند غياب المسؤول فان النتيجة بلا شك الضياع .
اعتذر عن الاطالة وأتمنى أن اكون قدمت شيئاً مفيداً
وتقبلوا فايق تحياتي واحترامي[/align]