[align=center]صحافة بلا هوية
كثيرةٌ هي الممارسات والسلوكيات الخاطئة في الوسط الرياضي التي قد تؤثر سلباً في تطور الرياضة والرياضي، خاصة عندما تتجاوز تلك الممارسات حدود الأدب الإسلامي والذوق العام الذي من المفترض أن ينتهجه الرياضي في مسيرته الرياضية.
ويعود السبب الرئيسي في ذلك غياب الرقيب الذاتي الذي يمنع صاحبه من تلك التجاوزات .
كذلك غياب الموجه الذي مهمته الأولى توجيه السلوك وتقويمه وهذا الدور مناط بعدة جهات لعل من أهمها الإعلام الرياضي الذي من المفترض أن يناقش كل الممارسات الخاطئة في الوسط الرياضي ويبحث في مسبباتها وطرح الحلول الصحيحة للحد منها .
فرسالة الإعلام الأولى هي التوجيه والتقويم كما ذكر ذلك البروفيسور البريطاني ديفيد جون في كتابه (هوية الإعلام ).
لكن للأسف أن إعلامنا الرياضي في الخليج انتهج سياسة الصحافة الصفراء التي شغلها الشاغل تتبع تلك الممارسات وفضحها من أجل الكسب المادي والجذب الجماهيري بطريقة تسيء أولاً وأخيراً لتلك المطبوعات وهي حينئذ تفقد ثقة القارئ في متابعتها .
فالقارئ الخليجي أصبح أكثر وعياً من ذي قبل فأصبح لا تستهويه صحافة الفضايح رغم أنه يبحث دائماً وأبداً عن الإثارة التي فشلت تلك الصحف في الوصول إليها بالطرق الصحفية الصحيحة والسليمة والمتمثلة في الخبر وما وراء الخبر وكذلك التحقيقات الصحفية والحوارات المثيرة ويعتبر هذا ضعفاً في الكادر الصحفي في تلك المطبوعات .
إنه لمن المفترض أن تفرض وسائل الإعلام عموماً والصحافة خصوصاً هيبتها وتوضح هويتها الصحفية من خلال القوة في الوصول للخبر الذي يهم القارئ فليست الهيبة في قوة نشر الفضايح والتسابق عليها فهي بذلك أصبحت صحافة بلا هوية.
أما بالنسبة لمن يقوم بتلك الممارسات التي قد تكون سبباً في خسارة موهبة رياضية ينتظرها مستقبل كبير ويحذوها الأمل والطموح كما يحذو الجماهير والمتابعين وبالتالي تذهب تلك الموهبة أدراج الريح بتصرفات مسؤولة وغير مسؤولة، فمن المفترض اتخاذ إجراءات وعقوبات صارمة حتى لا تستفحل تلك الممارسات وتصل لحد الظاهرة ولا بد من إدارات الأندية والاتحادات الرياضية أن تنزل أشد العقوبات على من يصر على ممارستها أو من يقوم بتأييدها.
بقايا نبض
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا [/align]