يكون يوم الخميس المقبل يوماً عادياً في تاريخ الكرة الأفريقية ، فهو يجمع أفضل 4 منتخبات في القارة في لقائين كبيرين ضمن نصف نهائي البطولة الأبرز كأس الأمم الأفريقية السادسة والعشرين عام 2008 في غانا ، وسيجمع اللقاء الأول منتخبي الكاميرون وغانا حيث يملك كل منهما في رصيده 4 ألقاب في هذه البطولة حيث يتخلفون عن المنتخب المصري حامل اللقب بفارق بطولة واحدة ، بينما يملك المنتخب الإيفواري في جعبته بطولة أفريقية واحدة.
إلا أن المواجهة الثانية والتي ستجمع بين ساحل العاج والمنتخب المصري فستكون هي الأكثر ندية برغم قوة اللقاء الأول ، حيث أن ساحل العاج سيثأر لهزيمته في نهائي البطولة السابقة أمام المنتخب المصري.
إلا أن النهضة الأفريقية التي حدثت أوائل العام 2005 -وجاء على إثرها تأهل 4 منتخبات لكأس العالم لأول مرة في تاريخ القارة هما توجو وأنغولا إضافة لغانا وساحل العاج المتأهلين لنصف نهائي هذه البطولة- جاءت لتغير من ملامح القارة كثيراً حيث أنها في البداية حرمت منتخبات كبيرة مثل الكاميرون والسنغال ونيجيريا من المشاركة بكأس العالم 2006 وأثرت لتشمل البطولة السابقة في مصر بتأهل ساحل العاج من جديد للنهائي ، إلا أنها بدت واضحة أكثر وأكثر في البطولة السادسة والعشرين في غانا بتأهل غينيا وأنغولا وساحل العاج وغانا لربع النهائي إضافة لتأهل الأخيرين لنصف النهائي.
"كلاكيت خامس مرة" هو العنوان الأمثل الذي يمكن أن نطلقه على المواجهة المصرية الإيفوارية "بعد النهضة الأفريقية" التي تحدثنا عنها ، فبرغم أن مواجهات الفريقين السابقة في كأس الأمم الأفريقية جاءت جميعها مصرية عدا لقاء كأس الأمم السابعة عشر عام 1990 والذي انتهى بفوز عاجي بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد إلا أن لقاء الخميس سيكون هو الخامس فقط من نوعه بين الفريق العاجي الحقيقي ونظيره المنتخب المصري بعد النهضة التي تحدثنا عنها.
فاللقاء الأول كان ضمن تصفيات كأس العالم 2006 في القاهرة وتمكن المنتخب العاجي من تحقيق فوز صعب على المنتخب المصري بنتيجة هدفين مقابل هدف وحيد ، وفي لقاء الإياب في أبيدجان لم يكن الأمر صعباً على الإيفواريين في تحقيق الفوز وبهدفين نظيفين.
وبعد هذه المباراة ب6 أشهر وتحديداً في الدور الأول من بطولة كأس الأمم الأفريقية 2006 تمكن المنتخب المصري من تحقيق الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد ، وكان اللقاء الرابع والأخير في نهائي البطولة حيث تمكن المنتخب المصري من الفوز بركلات الجزاء وتحقيق اللقب الأفريقي الخامس في تاريخ "الفراعنة".
وبعد هذه اللقاءات الأربع والتي كانت جميعها إما في مصر أو في ساحل العاج فإن اللقاء الخامس ربما يكون الأقوى نظراً لقوة المنتخب العاجي وتفوق المنتخب المصري كما أنه سيكون خارج حدود البلدين والطريق نحو نهائي كبير أياً كانت أطرافه نظراً لقوة الفرق الأربع في نصف النهائي , فهل 90 دقيقة كافية لإنهاء "الحرب الأفريقية"؟ ولمن تميل الكفة : هل لأفيال أفريقيا أم لأبناء وادي النيل؟