هذا مقال للدكتوره / نوره السعد
مقالة الدكتورة نورة السعد
الموقف الحاسم من الفرقان الحق..
ما نُشرعن ما يُدعى بالقرآن الجديد (الفرقان الحق) الذي كتبت عنه مجلة الفرقان التي تصدرها أسبوعياً جمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت هو أمر مفزع إذا ما قورن بردود أفعالنا البطيئة والمتخاذلة مقارنة أيضاً برد الفعل الساخن الذي يشعل مانشيتات الصحف ويهز القنوات الفضائية عندما يتم اعتقال أحد رجال الاستخبارات الأمريكيين المنتشرين في العراق!! أو البريطانيين أو يتم قتلهم!! فهل بلغ بنا الهوان أن نرضى بهذا التدخل السافر والامتهان لدستورنا وقرآننا الكريم بهذا الأسلوب وهذه البشاعة؟؟ وكيف تجرؤ دارا النشر الأمريكيتان أوميجا 2001وواين برس Omega 2001، وwine Press على إصدار هذا الكتاب بكل ما تضمنه من تلاعب في الآيات وأسماء السور وتم في تقديمه في إهدائهم بأنه للأمة العربية خصوصاً وإلى العالم الإسلامي عموماً.. وكما ذكر عنه أنه يقع في 366صفحة من القطع المتوسط ومترجم إلى اللغتين العربية والإنجليزية وأنه وزع في الكويت على المتفوقين من الطلاب في المدارس الأجنبية!! لإحداث التأثير المطلوب وبث ثقافة الاستسلام في أذهان الأجيال القادمة.. هذا الكتاب تم تنفيذه وفق خطة جهنمية مدروسة وتم تقديمه في هذه المرحلة من التمزق والتشتت والهجوم على الإسلام عقيدة ومنهاج حياة.. بعد اتهامه بالإرهاب ومع هذا الغثاء الفكري الذي لا يزال يلوث مناخاتنا الثقافية والفكرية بل والعقدية بعد أن أطلق الزمام لأصحاب الفحيح في المجتمعات الإسلامية الذين ما فتئوا يناهضون هذا الدين وهم من بنيه للأسف بل أصبح بعضهم أشد عداوة لهذا الدين وتطبيقه في المجتمع من أعداء الدين الأصليين المعروفين.. هذا الكتاب الجديد فيه تحريف وتدليس ويتألف من 77سورة مختلفة وخاتمة ومن أسماء تلك السور؛ المفتراة والمزعومة (الفاتحة، المحبة، المسيح، الثالوث، المارقين، الصلب، الزنا، الماكرين، الرعاة، الإنجيل، الأساطير، الكافرين، التنزيل، التحريف..... وهكذا نجد أن الأسماء المطروحة قريبة المعنى مناقضة له ومبتذلة المحتوى.. بل إن البسملة التي يفتتح بها هذا الكتاب تتمثل في (بسم الأب الكلمة الروح الإله الواحد الأوحد، مثلث التوحيد موحد التثليث ما تعدد). ومن اطلع على ما نشر عن هذا (الفرقان) يجد أخباراً يشيب لها الرأس ويصاب بالدوار من به ذرة عقل.. ليس لسوء ما تضمنته هذه العبارات فحسب، بل لهذا الصمت الذي قوبل به هذا الرصيد من الخروج عن المنهج المستقيم وهذا الإجرام الذي يمارسه الأعداء تجاه قرآننا الكريم ونحن نمتهن (الفرجة) أي المتابعة دون تدخل لإيقاف هذا الإجرام الذي هو إرهاب حقيقي لا يمس إيذاء البشر أو أمنهم فقط بل ينخر في صلب عقيدتهم.. فمن إنكار لوحدانية الله سبحانه وتعالى كما جاء في ما يدعونه سورة الثالوث، (ونحن الله الرحمن الرحيم ثالوث فرد إله واحد لا شريك لنا في العالمين)!! بل نجد إنكاراً سافراً لأسماء الله الحسنى وصفاته العلى بقولهم كفراً: (إن أهل الضلال من عبادنا أشركوا بنا شركاً عظيماً فجعلونا تسعة وتسعين شريكاً بصفات متضاربة وأسماء للإنس والجان يدعونني بها وما أنزلنا بها من سلطان.. وافتروا علينا كذباً بأنا الجبار المنتقم المهلك المتكبر المذل، وحاشا لنا أن نتصف بإفك المفترين ونزهنا عما يصفون)!! وكما جاء في مجلة الفرقان عن هذا الكتاب الجديد الذي تمخضت عنه آلة الكره والحقد الدفين تجاه الدين الإسلامي.. وتجاه المسلمين أن هناك في سورة (الموعظة)!! ما يؤكد توافق هذه الحرب على الإسلام والاستماتة في استسلامنا لهم ونشر ثقافة الذل والخنوع لجبروتهم والتخاذل أمام سطوتهم وإجرامهم ما جاء في ما يدعون زوراً أنه آيات في هذه السورة التي يقولون فيها: (زعمتم بأنا قلنا قاتلوا في سبيل الله وحرضوا المؤمنين على القتال وما كان القتال سبيلنا وما كنا لنحرض المؤمنين على القتال إن ذلك إلا تحريض شيطان رجيم لقوم مجرمين) ومن يقرأ هذا الغثاء ويقارنه بما يسطر يومياً في الصحف التي تدافع عن هؤلاء الأعداء سيجد مقاربة واضحة بين ما تدعو إليه هذه الآيات الكاذبة وبين ما يتناثر من أفواه المنافقين والأدعياء الذين يتكاثرون كالحشرات في كل موقع تمتد إليه يد وسلطة هذا العدو الذي ينشر سمومه إعلامياً وثقافياً وفكرياً في كل موقع ولا يكتفي بالآلة العسكرية والترهيب والترغيب للجبناء المتخاذلين.. وكي يمرر استراتيجية تحسين الصورة له في بقاع المسلمين وخلخلة نموذجهم العقدي فيما يتعلق بالولاء والبراء فهم ضمنوا هذا الكتاب ما يتفق والسياق العقدي المرغوب فيه الخالي من أي موقف ديني صارم تجاه أعداء الإسلام فيذكر في سورة ما يقال عنها الصلاح المكذوبة من نفي لمعاداة الكافرين والبراءة من الضالين والملحدين بقولهم: (يا أيها الذين ضلوا من عبادنا هل ندلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تحابوا ولا تباغضوا وأحبوا ولا تكرهوا أعداءكم فالمحبة سنتنا وصراطنا المستقيم... وسكوا سيوفكم سككاً ورماحكم مناجل ومن جنى أيديكم تأكلون).. ويستمر الإجرام في منهجيته في الآيات المزعومة القائلة: (وكم من فئة قليلة مؤمنة غلبت فئة كثيرة كافرة بالمحبة والرحمة والسلام).!! وهكذا تستمر هذه الآيات الكاذبة على هذا المستوى من الكذب والافتراء والدناءة والخسة.. لم تترك مستوى دينياً أو سلوكياً تختص بالزواج أو الحرب أو العلاقات الإنسانية إلا وتدخلت في سياقه وعصفت بمضمونه الإصلاحي أو التوجيهي أو العقدي.. وسيّرته وفق تثبيت تهمهم ضد الإسلام من امتهان لكرامة النساء مثلاً أو ما يرتبط بعلاقة السلم والحرب مع أعداء الدين. هذا الكتاب لم يصدر في يوم وليلة.. إنه عمل وجهد أسهم فيه أعداء الإسلام بل أعداء الحياة الشريفة أعداء الإنسانية أعداء الحق والعدالة.. أعداء الأمن والأمان.. فلماذا هي ردود أفعالنا اقتصرت على استنكار من هنا وشجب من هناك.. بينما لو تمت الإساءة إلى مسؤول عربي لاهتزت المقاعد وعمن عليها!! المطلوب هو موقف صارم من الحكومات الإسلامية والهيئات الإسلامية العالمية ووزارات الشؤون الإسلامية بل وجميعنا جماعات وأفراداً أن نسهم جميعاً في محاربة هذا التدخل واتخاذ جميع الوسائل القانونية لمنع توزيع هذا الكتاب ومحاسبة من أسهم في توزيعه ومن أعده أيضاً. أما الاستسلام فهو الموت لهذه الأمة التي أعزها الله بالإسلام وإن هي تخلت عن هذه العزة فمآلها خنادق الذل.. والهوان.