حطّي كولونيا.. حطّي غاتوه!
لا اظنها تخفى عليكم مظاهر تلك المصيبة التي اصبحت تخيم على اكثر البيوتات العربية، واعني بها تحديدا: تلك المصيبة التي تسببها النساء المتسكعات في بيوتهن، اللاهيات الساهرات، الموجودات الغائبات، المنهمكات في (طرح) الاكياس، و(ضرب) الاخماس دون الحاجة الى آلة حاسبة، ثم التفرغ لمتابعة السوبر استهتار أو دمار اكاديمي، او للهذرة والسهر حتى مطلع الفجر، ويكون ختامها (مسخ). فإذا بزغت الشمس واستيقظ الانس.. قمن متثاقلات ثم تسللن الى فرشهن منهكات، فإذا استيقظن ظهرا.. ( تكومن) حول السفرة واكلن الاخضر من العود واليابس من الحلويات، وبينهما صحن ارز كامل الدسم، ثم ذهبن (يضحكن) على انفسهن ببضعة كيلومترات من المشي المغنج والشاي المثلج، او(ردبل يللي بيعطيكن جوانح!!). اما الزوج فمحبط، اذا رأيته حسبته مالك الحزين، حتى صار بعض الازواج يتمنى لو تظل زوجته نائمة ابدا، ولا تستيقظ، لانها اذا قامت ( قامت القيامة)! وقد يصدق فيها القول: وراء كل رجل (عديم) امرأة، واين حال هذا الصنف من النساء من ذلك الواقع الذي قصه عمر الفاروق حينما وصف حاله مع زوجته: اليست هي من يكنس بيتي ويطبخ اكلتي ويغسل هدمتي ويطأ فرشي، أفلا أكرمها وأصبر على بعض أذاها؟ أما الآن فالخادمة تقوم بكل ذلك، والزوجة مهملة ( متبهدلة) في بيتها، كأنها شجرة الزقوم وكأنما (مالت على وجهها) اطلال عاد وتجاعيد ثمود، فإذا حان وقت الخروج.. جلست والخوف بعينيها، تتأمل مكياجها المخلوط، قالت يا وجهي لا تحزن، فـ (الصبغ) عليك هو المظبوط يا وجهي.. يا وجهي! ثم شمرت وتسمرت امام المرآة، وبدأت في (لخبطة) وجهها حتى تصبح كالمهرجين، واستمرت في سكب العطور عليها وهي تدندن: (حطي كولونيا.. حطي غاتوه)، واما العين فـ ( مشفرة) في الداخل و( مفتوحة) لجمهور المشاهدين في الخارج، فما الذي يحببها الى زوجها والحال هذه؟ وكيف تأمن (الا يميل) بل اقصد الا يميل قلب زوجها ناحية الخادمة بسبب كثرة رؤيته لها، وقلة جلوسها هي بقربه وعدم مشاطرته احزانه وافراحه، فهل من علاج لما يعانينه من (وضع) خطير ام انهن في حاجة الى (عملية قيصرية) حتى يعود اليهن (وعيهن) ويعدن الى اسرهن التي طال انتظارها لهن؟ نصيحتي لك ايتها الزوجة المحترمة ان تفكري جيدا في المسألة وتأخذي العبرة مما جرى لغيرك، والا تنتظري حتى يأخذ غيرك العبرة من مصيبتك.
المصدر:جريدة العرب الدوليه:الشرق الأوسط
للكاتب :محمد عبد الله علي ـ البحرين
الجمعـة 25 رمضـان 1426 هـ 28 اكتوبر 2005 العدد 9831