توكأ ظهري المجهد ...
طوال ساعات الشروق الماضية ...
على قطع أخشاب الشجر المصفوفة ...
فكانت كأنها ((كف الحنونة)) و أنا ذلك ((الرضيع)) ...
شموخ الأيادي أفرز لي تباعدها الى المشرق والمغرب ...
وعيناي تكتب بلغة ((الصمت الدامع)) ما آرى ...
يضج المكان بالمناظر الخلابة ...
وتتسابق المشاهد الى ناظري ...
تعاونت سبابتي وابهامي لكي تعيد جلوس نظارتي على وجهي الأسمر ...
ولم أجد النظارة ...
ولم الغــــــــرابة ...
فأنا لا ألبـــــــس تلك الطبـــــية أصلاً ...
ولا الشمسية ولا حتى القمرية ...
تلال الزهور ...
عناق الشجر ...
نداء الطيور ...
هتاف القمر ...
جليد العمر ...
تذكرني بــ ((.... الحــب ))
هيــــــــام الربيع ...
حقول الزهور ...
تنادي الشموخ ...
شموخ الرسالة ...
أي رسالة
رسالتها ...
فقد أضنى هتاف المودة بقية العمر ...
سحاب الوادي ...
وبرد الشتاء ...
وموقد الدفيء ...
وحطب الليل ...
يناجي تلك الأيادي ...
هل بقي ((للمحبين حبراً عندكم))
صدى صوتي ...
تناثر بين أرجاء الوادي ...
كأنه حبات الشذر أو الخرز القرمزية ...
على سطحٍ لاتتماسك عليه حبات الرمل ...
أنتظر نبضات الحروف ...
وشظايا الحبر ...
على ورق الياسمين ...
بروح تمردت على العشق ...
وأخيـــــــــــراً ...
نعم أخيـــــــــــــراً ...
هلت بشائر الآطلال ...
تنفست الرياح ...
وأدبرت لي الأحزان ...
تعانقت الألحان ...
بأشجان الخريف ...
فقد أهلت ((ورقة)) بغلافها الوردي ...
نفس ((لون)) غلاف رسالتي التي بعثتها ((إليه)) ...
ياله من ((إنسان)) يرد لي برسالة بنفس ((لون الظرف)) ...
لكي يؤكد لي قرب المسافات وتقارب الأرواح ...
مزقت الغلاف وأطراف الورقة ...
تسارعت دقات قلبي ...
وأنا ألتهــــــــــــــــــم ...
الرسالة التالية ((
أصدق معاني الطبيعة ..
أجمل من سحر الليل ..
أعذب من صوت البلبل ..
أنعم من روح الطفولة ..
أنتي لست إنسانة بل إلانسانية نفسها ، أنتي لستِ إنثى بل قلب الانوثة ، أنتي لستِ بريئة بل البراءة التي ننسب لها البراءة ، أنتِ لستِ ناعمة فالنعومة هي أبسط معاني نعومتها .
سقطت منها معاني الجمال فما استطاعت هذه المعاني أن تحلق معها في قمــة قمم الجمال .
قــد يكون لي لقـاء بك يوماً من الأيام وأتمنـى ذلك ولكن مالا أتمناه هو أن لا أقول لك هذه الكلمات لأن نطقي بهـا يخدش صدق و جمال و عذوبة و نعومة و أنوثة و براءة و جمال التي أمامي فأنتِ أعلى من كلماتي السابقة يا ((... الحـب )) كل عام وأنتِ بخير وسنة حلوة ياحلوة )) .
لقد كانت ((هذه رسالتي)) التي بعثتها لها ...
ردت اليّ ...
بدعوى ((تم تغير عنوان المرسل إليه)) ...
زرعت ((حقول الألم)) والحسرة ...
وتنفست ((صقيع حظي العاثر)) ...
وعدت لأكتب ...
لابناظري كما في أول قصتي ...
عدت لأكتب هذه المرة ...
ما أحس به ...
ولكـــــن بنفس اللغة ...
الصمت الدامع ...