عثرت الجهات الأمنية بمحافظة الطائف أول من أمس على رأس لجثة شاب في العقد الثاني من عمره في نفايات الطمر الصحي.
وفي التفاصيل أنه في أثناء جمع النفايات من جميع أحياء محافظة الطائف كانت قد أوصلت كميات كبيرة إلى موقع الطمر الصحي ثم قامت شركة النظافة بتفريغها تمهيداً لطمرها وكان اثنان من الجنسية الإفريقية ينبشون في مكب النفايات.
وفي أثناء مواصلتهم النبش وجدوا أحد أكياس النفايات مربوطاً وهموا بتفكيكه وتفاجؤوا بعثورهم على رأس آدمي وقد ابلغوا على الفور سائق الشيول الموجود بمنطقة الطمر الذي بدوره أبلغ الجهات الأمنية.
وعلى الفور باشرت الجهات الأمنية الحادثة متمثلة بقسم المباحث الجنائية والأدلة الجنائية وكان على رأسهم اللواء مغرم العمري والدوريات الأمنية وتمت معاينة الرأس المنزوع عن الجسد، وتم رفع البصمات حيث وجد رجال الأمن رأساً منزوعاً بداخل كيس للنفايات وملابس عبارة عن ثوب مملوء بالدماء من دون العثور على باقي الجسد، وتم التحفظ على الإجزاء الموجودة من الرأس وتصوير الموقع بكل جوانب حادثته.
وقد أمر مدير شرطة الطائف اللواء مساعد بن ناهس اللهيبي بسرعة القبض على الجاني لتسليمه الى العدالة.
وقد سلمت القضية لشعبة البحث والتحري وتم التعرف إلى هوية صاحب الرأس المنزوع عن باقي الجسد وبعد عمليات بحث شاقة تمكن رجال الأمن من التعرف إلى الجاني في وقت قياسي ولم يمض على الجريمة إلا أقل من 48ساعة.
وفي خبر جريدة "الرياض" والذي نشر بعدد اليوم أن الجاني سلّم نفسه واعترف بما بدر منه ودل الجهات الأمنية على مكان بقية الجسم، واتضح ان الجاني قتل ابن أخيه ونزع رأسه عن جسده، ودفنه في موقع الطمر الصحي، فيما حمل بسيارته الكرسيدا باقي الجسد ووضعه في كيس للنفايات وأودعه خلف قاعة الملكة بطريق الشفا الطالع، ووضع عليه ركاماً من الأحجار.
وعند اعترافه بجريمته توجه رجال الأمن إلى الموقع الذي أشار إليه الجاني، وكانت فرقة من الأدلة الجنائية وفرقة من البحث وعدد من رجال الأمن قد توجهوا مباشرة إلى الموقع ومعاينته، وقد وجدوا باقي جسد الشاب موضوعاً داخل كيس للنفايات وعليه ركام من الأحجار.. ورفعت الأدلة الجنائية البصمات وتم التصوير، فيما تولى قسم شرطة النزهة بالطائف القضية والتحقيق مع المذكور الذي تم تحويله إلى مستشفى الصحة النفسية بالطائف للتأكد من سلامة عقله.
وأفاد المتحدث الرسمي بشرطة الطائف "النقيب تركي الشهري" أن جريمة القتل التي هزت محافظة الطائف أصبحت في حكم المعلوم فيما سلم الجاني نفسه واعترف بجريمته الشنعاء.. وأشار إلى موقع باقي الجثة الذي عثرت عليه الجهات الأمنية صباح أمس ولا تزال التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات القضية
وأكد المواطن سعيد الحارثي والد القتيل محمد الحارثي، الذي عثر على رأسه مفصولا عن جسده وملقى في منطقة الطمر الصحي بشرق محافظة الطائف أن الأسرة كشفت هوية الجاني بشكل مفاجئ، حيث اتضح أن الجاني هو شقيق والد القتيل. وذكر الحارثي أن شقيقه انهار صباح أمس، واعترف بقتل ابنه في الوقت الذي كانت الجهات الأمنية تواصل تحرياتها عن القاتل. وبين الحارثي أنه لم يكن شقيقه محل شبه، وبعد اعترافه لأحد أشقائه بجريمته دل على موقع الجثة، التي كانت الجهات الأمنية تبحث عنها، حيث كان قد وضعها داخل كهف على طريق الشفا.
وذكر الحارثي أن شقيقه أثناء ذلك كان يعاني من ظروف نفسية سيئة للغاية حيث تم نقله بواسطة شقيقه لمستشفى الصحة النفسية. وتم الكشف عليه من قبل الطبيب الذي ذكر أنه يعاني من انفصام وجداني حاد استدعى تنويمه في المستشفى. وأشار إلى أن القاتل كان إماما لمسجد الهادي، وقارئ رقية، وقد لفقت حوله تهمة باطلة أثناء قراءته على شاب في المسجد، حيث تم القبض عليه من قبل البحث الجنائي والتحقيق معه، ولم يثبت بحقه أي شيء. وقد أدت هذه التهمة إلى إحداث ضجة لدى المصلين الذين يؤمهم مما اضطره إلى ترك المسجد ولم يعين في مسجد قريب، ففضل البقاء في غرفته التي حولها لمكتبة دينية تحتوي على كمية كبيرة من الكتب. وقد زادت البطالة من سوء حالته النفسية فتقدم للشؤون الاجتماعية طالبا مساعدة مادية حيث قرر له مبلغ بسيط عبارة عن 700 ريال فرفضها، وبقي حبيس مكتبته وساءت حالته النفسية إلا أن علاقته بأشقائه وأبنائهم كانت ممتازة جدا. وأضاف الحارثي أن شقيقه قرر خلال الفترة الأخيرة السفر إلى سوريا للعلاج، وبقي هناك إلى يوم الجمعة المنصرم الذي حدثت فيه الجريمة، حيث عاد ليستقبل أبناء أشقائه بالهدايا. وقد أحضر هدية للقتيل عبارة عن شرشف وخاتم. وذكر الحارثي أنه لم يكن يشك في شقيقه، ولكن يبدو أنه خرج عن طوره لظروفه النفسية فأقدم على فعلته بدون وعي. كما أبدى الحارثي استياءه من تسرب مقطع فيديو عبر الأجهزة المحمولة وصورة نشرتها بعض الصحف لرأس ابنه وهو ملقى في الطمر الصحي مما تسبب في آثار نفسية له ولوالدة القتيل، وكافة أسرته. وطالب الحارثي الجهات الأمنية بالتحقيق في كيفية تسريب هذا المشهد المؤلم خاصة أن مسرح الجريمة كان من المفترض أن يمنع الوصول إليه.
وتحدث الحارثي عن ابنه القتيل مشيرا إلى أنه كانت تربطه علاقة بعمه القاتل وكافة أفراد أسرته، وكان بارا بوالديه وهو خريج ثانوي وعاطل عن العمل.
وأضاف أثناء حديثه لـ"الوطن" نشر في عدد اليوم أنه اشترى لابنه القتيل سيارة قبيل عيد الفطر المبارك. كما كشف الحارثي عن إصابة شقيق آخر له غير القاتل بمرض الفصام نتيجة البطالة وعدم حصوله على وظيفة حتى إنه بعد أن يئس من الحصول على الوظيفة قام بتمزيق شهادة الثانوية العامة، وبقي في المنزل.
من جهته، تحدث فهد الحارثي شقيق القتيل موضحا أن والده كان في مصر يعالج من آثار جلطة أصابته. وذكر أنه شاهد شقيقه مساء يوم الجمعة الماضي وقت صلاة العشاء حيث قابله ثم غادر المنزل وعاد في تمام الساعة الثانية عشرة منتصف الليل حيث قام بفتح الباب له، وعندما علم القتيل بعودة عمه صالح، ذهب إليه في غرفته وسلم عليه وبقي يتحدث معه. وأضاف فهد أنه في الصباح لم يجد شقيقه نائما بجانبه فاستغرب وذهب للكلية، وبقي إلى المساء. وقال إنه اتصل في المساء بعمه محمد الحارثي وأخبره بذلك، فطلب منه البحث عن شقيقه في أقسام الشرطة. وبالفعل تم ذلك إلا أنه لم يجد له أثرا، وفي الصباح قام هو وعمه بالذهاب لمدير البحث الجنائي من أجل الإدلاء ببلاغ عنه. وكانت المفاجأة أن مدير المباحث عرض عليهما صورة لشاب عثر عليه مقتولا وكانت الصورة لشقيقه.
كما أبدى سعد الحارثي خال القتيل، استياءه مما نشر حول العثور على جزء من جسد القتيل غير الرأس في نفس المنطقة، مشيرا إلى أن الجسد عثر عليه كاملا ما عدا الرأس. وذكر أن أسرة القتيل سوف تقاضي كل من أساء لها في هذه القضية، وسوف تقاضي من قام بتسريب مقاطع الفيديو من موقع الحادث. وذكر الحارثي أن القاتل أدلى بشهادته لدى البحث الجنائي عن اللحظات الأخيرة التي شاهد فيها القتيل، لكنهم لم يكتشفوا أنه القاتل إلا بعد أن اعترف هو بنفسه لأسرته. وذكر أن الجاني قام بقص سجادة الغرفة بعد ارتكاب الجريمة، وتخلص منها. وقد أثار ذلك شكوك أسرته إلا أنهم لم يتوقعوا أنه القاتل؟؟
وتمت الصلاة عليه اليوم : الخميس 27/ 10/ 1428هـ ظهراً