منتدى أخبار القبيلة لمتابعة الجديد من أخبار القبيلة

 
كاتب الموضوع السعار مشاركات 14 المشاهدات 2380  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 10-19-2007, 06:13 PM   #1
معلومات العضو
عضو مميز
رقم العضوية : 495
تاريخ التسجيل: Mar 2004
مجموع المشاركات : 1,855
قوة التقييم : 24
السعار is on a distinguished road
اساس المزاين سليم المبداء

الله يمسيكم بالخير ياعتيبه وهذا ماكتبه الكاتب الدكتور عبدالمحسن العتيبي عن مبداء مزاين الابل ولكن لي رجعة على الموضوع الذي اعتقد انه تعدى الاهداف المرجوه منه مع احترامي للدكتور كاصديق وكاتب مبدع.. واليكم المقال ارجو التفاعل معه بجدية.

د.عبد المحسن العتيبي

تظاهرة مزاين الابل شأنها كشأن باقي التظاهرات التي عرفتها المدنية الحديثة. فهناك جائزة افضل مثقف ومفكر او متبرع وجائزة أحسن مدينة وجائزة أفضل شاطىء وغيرها من الجوائز التي تقام على المستوى الوطني والإقليمي والغالمي وعلى مستوى المدينة الواحدة وكل أهدافها تسمو إلى رفع درجة التنافس الشريف بين الناس للرفع من مستوى أدائهم أو رعاية مدنهم أو شوارعهم أو شواطئهم او ثقافتهم وهو نوع من التشجيع على أن يضطلع المواطن بدور بناء تجاه المجتمع. يأتي بعد هذه المسابقات مسابقات حسنة في مقاصدها كسباق الخيول العربية الأصيلة والذي يهدف منه للاهتمام بأفضل مرابط الخيل والعناية بها والحفاظ على الحصان العربي كنوع نادر ومتميز وكعنصر هام في الحياة في مستقبل يصعب التكهن به حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة. كما ان الامر بأتخاذها زينة نص عليه القرآن صراحة في قول الحق تبارك وتعالى (لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون).

فبالإضافة لاتخاذ هذه المخلوقات كوسائل نقل منذ بدء الخليقة فإنها أيضاً وسائل للزينة حيث يجد الإنسان في الطبيعة من حوله ما يشبع جوع روحه التواقة للبهاء والجمال في هذه الطبيعة. وحب الزينة طبيعة بشرية يجب ترشيدها وتوجيهها بشكل لا يقتل الغريزة البشرية ولا يتسبب في الضرر للإنسان. وربط الزينة بالتعبد أصل عظيم في الإسلام -ليس في النوافل فحسب بل في الفرائض أيضا- حيث يقول الله جل وعلا: يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد، في إشارة لعدم التناقض بين الممارسة الدينية والزينة والاهتمام بها بشكل عام. ومن هنا فإنه إذا كان التأمل في مخلوقات الله أمراً مستحباً والزينة هي أيضاً من الأمور المستحبة فإن هذه المهرجانات مزاين الإبل توفي بهاتين الميزتين الشرعيتين.

فمسابقة مزاين الإبل إذن فيها خصلتان هامتان إحداهما أنها ترفع من درجة الاهتمام بهذا المخلوق الجميل الذي يميز الثقافة العربية ويرمز إليها وبالتالي فإن التشجيع على امتلاكه والعناية به هو محافظة على أحد الرموز الهامة للهوية العربية. وثانيهما حين جاء الإسلام رفع من شأن الإبل بما هو أهم وأعظم من مجرد النفع الدنيوي فجعل الله في التأمل فيها والنظر إليها وسيلة لمعرفة عجائب قدرته وجعل النظر الى كيفية خلقها مقدما على التأمل في السماء والجبال والارض وهذا مدخل الى الايمان الخالص بقدرة الله وجميل صنعه. ففي سورة الغاشية قال تعالى : (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت. والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الارض كيف سطحت). والنظر ومشاهدة الإبل كان من الأمور السهلة والممكنة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم حين كان الجمل جز اًء من حياة كل إنسان في الجزيرة العربية. لكن عندما أفاء الله علينا بالنهضة والمدنية صار الجمل يقل وجوده إلا في أسواق بيع المواشي من أجل اللحوم أو في مهرجانات نادرة جداً، وصار مبدأ التأمل في الإبل أمراً عسيراً، خاصة على الأطفال والنساء وأبناء المدن الذين لا يكادون يرونه إلا وهو يذبح في المجازر. فلا يكاد يتحقق مبدأ التأمل في الجمل إلا بمثل هذه المهرجانات التي تعنى بالإبل وتشجع المهتمين بها على اقتناء الأجمل والأفضل من السلالات. وهذا عمل خلاق ويحسب لحكومتنا الرشيدة التي دأبت على الحفاظ على الهوية الثقافية العربية رغم الهجمات الشرسة الرامية لاستئصال وتذويب الهوية المميزة لهذا الشعب ولهذه الأرض، في زمن نجد فيه الناس من حولنا يحتفون بكل خصائص ثقافاتهم فمثلاً نجد الشعب الهندي يؤمه كافة السواح من الشرق والغرب ليشاهدوا مهرجاناً للفيلة ويتعرفون عليها عن قرب ويعرفون كل ما يتعلق بهذا الكائن من عوامل ثقافية تتعلق بالإنسان والأرض.

ومثلما أن العناية بالفيلة في الهند، أو دول آسيوية أخرى كتايلاند، لم يعتبره أحد عائقاً حضارياً للتنمية والمدنية،كما يزعم بعض المنادين بإيقاف مهرجانات مزاين الإبل في المملكة، فإنه من واجب دول الخليج العربية ااإعتناء بالحيوان الذي يرمز لجزيرة العرب وتراثها العريق، وعدم الإنصات للأصوات التي تحارب هذه التظاهرة الوطنية الشعبية التي يتضح أن أكثر مناهضيها هم الذين لا يعرفون عن الإبل شيئاً يكفي ليجذب تعاطفهم مع هذه الظاهرة المهمة لأكثرية الشعب الخليجي.

وما من شك أنه إذا أحسن استخدام هذه التظاهرة، وترشيدها بحيث لا ضرر ولا ضرار، فإنها بحق تعبر عن (رسالة اجتماعية وطنية) للجميع في الداخل وفي الخارج، وربط الناس بالتراث الجميل ونبذ ما يتعارض معه هو من مسئولية الجميع حكومة وشعباً. والقول بأن جائزة أجمل ناقة أو أجمل شاطىء أو أنظف مدينة هي شيء من البدع والابتداع في الدين فهو قول يشوبه بعض المبالغة من ناحية أن المقاصد لهذه الجوائز لا تتعارض مع الشرع بل توافق روح الشرع. وإذا كان هناك تبعات ومخاوف من سلبيات فهي ليست حكراً على مهرجان بعينه بل قد تحدث في كل مكان وليس أوضح من مثال التعصب في كرة القدم وغيرها والتي ليست عيباً في كرة القدم نفسها بقدر ما هي استغلال أحيانا لهذه اللعبة. وهي وإن كانت سلبيات مرفوضة فإنها تظل قابلة للمعالجة دون الحاجة لمحاربة الفكرة الإساسية والتي أراها دليلاً على خصوصيتنا الثقافية بعيداً عن تقليد الآخرين ونقل قوالب أفكارهم ومهرجاناتهم. فهذه المهرجات الشعبية، الدينية في أصلها، السلمية في طبيعتها. وا لوطنية في توجهاتها، تشخص إليها أبصار الملايين من حولنا وفي وطننا الغالي، لمشاهدة محاسن الإبل، وطبائعها، وخصائصها وقيمتها لدى الإنسان العربي. بل إن هذه التظاهرة هي بحق انتصار ثقافي لا يجدر إجهاضه بعد أن تحقق على أرض الواقع، محققاً أهدافاً مهمة هي شئون الدنيا والدين معا.

والله من وراء القصد،،،

التوقيع : السعار
كتبت وقد ايقنت حين كتابتي ** بأن يدي تفنى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستجزى بمثله **وان كتبت شراً عليها حسابها
السعار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
"]ياسلامي سليم محمد الطرقي منتدى المحاورة الشعرية 39 09-19-2006 01:28 PM




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها