بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعريف الأد ب :
هو اجتماع خصال الخير في العبد فهو كما قال محمد بن القصاب :أخلاق كريمة ظهرت في زمان كريم ؛ مع قوم كرام ؛ ومنه المأدبة وهي الطعام الذي يجتمع عليه الناس ؛ ولا يتكامل الأدب في العبد الا بتكامل مكارم الأخلاق .
وقال المناوي : الأدب رياضة النفوس ؛ ومحاسن الاخلاق .
قال الله تعال : ياأيها الذين ءامنوا قوا انفسكم و أهليكم نارا و قودها الناس و الحجارة ) قال ابن عباس و غيره : أدبوهم وعلموهم ؛ والفرق بين الأدب و التعليم أن الأدب يتعلق با لمروءات ؛ والعلم بالشرعيات ؛ أي الأول عرفي والثاني شرعي ديني
مكانة الأدب :
قال عبد الله بن المبارك : من تهاون بلأدب عوقب بحرمان السنن ؛ ومن تهاون بالسنن ؛ْْْ
عوقب بحرمان الفرائض ومن تهاون بالفرائض عوقب بحرمان المعرفة ؛ لأن النفس مجبولة على سوء الأدب ؛ والعبد مأمور بملازمة الأدب و النفس تجري بطباعها في ميدان المخالفة والعبد يردها بجهده الى حسن المطالبة ؛ فمن أعرض عن الجهد فقد أطلق عنان النفس ؛ وغفل عن الرعاية و مهما أعانها فهو شريكها .
أنواع الأدب
1-أدب مع الله .
2-أدب مع رسوله صلى الله عليه وسلم .
3-أدب مع خلقه .
الأول الادب مع الله ثلاثة أنواع :
1-صيانة معاملته أن يشوبها بنقيصة .
2-صيانة قلبه أن يلتفت الى غيره .
3-صيانة ارادته أن تتعلق بما يمقتك عليه .
ولا يستقيم لأحد قط مع الله الا بثلاثة أشياء :
1-معرفته بأسمائه و صفاته .
2-معرفته بدينه و شرعه و ما يجب و مايكره .
3-نفس مستعدة قابلة للحق علما و عملا و حالا .واذا كان التأدب مع أصحاب الفضل واجبا ؛ فان من أوجب الواجبات التادب مع الله سبحانه و تعالى ) فهو سلوك الأنبياء الصالحين
من صور التأدب مع الله ما يلي :
1-فالمسلم ينظر الى ما لله تعالى عليه من منن لا تحصى .
2-وينظر المسلم في عمله الى الله تعالى واطلاعه على جميع أحواله فيمتلئ قلبه مهابة منه و نفسه له و قارا ؛ و تعظيما ؛ فيخجل من معصيته ؛ و يستحي من مخالفته ؛و الخروج عن طاعته ؛ فيكون هذا أدبا منه مع الله .
3- كذلك ينظر المسلم اليه تعالى : وقد قدر عليه ؛وأخذ بناصيته ؛ وأنه لا مفر له ولا مهرب ولا منجا و لا ملجأ منه الااليه ؛ فيفر اليه ؛ و يفوض أمره اليه ؛ و يتوكل عليه ؛ اذا ليس من الأدب في شيئ الفرار ممن لا مفر منه ؛ ولا الاعتماد على من قدرة له ؛ قال تعالى ( ففروا الى الله )
4- كذلك ينظر المسلم الى لطف الله به في جميع أموره .
5- ومن الصور الاخلاص له سبحانه في العمل ؛ ويقول الحسن البصري رحمه الله : (لا يزال العبد بخير اذا قال لله؛ واذا عمل عمل لله )
6- استشعار مراقبة الله لك في السر و العلانية ؛ و أنه مطلع عليك و أنت في ملكه و قبضته
(و الله عليم بذات الصدور )
7- عدم القول على الله بغير علم : (أتقولون على ما لا تعلمون )
8- دعائه ؛والتضرع اليه .
9- عدم القنوط قال تعالى : (ولا تيئسو ا من روح الله .)
10- حسن الظن به
11- أن تحكم شرعه و أمره في شؤون حياتك .
12- أن تحبه ؛ و تحب من يحب ؛ و تعادي من يعادي وأن يكون و لاؤك له سبحانه و لدينه وأهل دينه .
13- ومن الأدب مع الله السكون في الصلاة ؛ وقال تعالى (الذين هم على صلاتهم دائمون )فالدوام هو سكون الأطراف و الطمأنينة . كما أن الأدب في الركوع أن يستوي الراكع و يعظم الله حتى لا يكون في قلبه شئء أعظم منه ؛ و من الأدب الوضوء ؛و غسل الجنابة ؛و التطهير من الخبث حتى يقف بين يدي الله ؛ و رحم الله ابن القيم حيث قال : (الأدب هو الدين كله ). وقد كان لبعض السلف حلة بمبلغ عظيم من المال ؛ وكان يلبسها و قت الصلاة و يقول (ربي أحق من تجملت له في صلاتي )
14- ومن الادب مع الله الاستماع للقرآن و التأدب عند قراءته قال تعالى : (و اذا قرئ القرآن فاستمعوا له و أنصتوا لعلكم ترحمون ). و قد قال ابن مسعود رضي الله عنه : (ان هذا القرآن مأدبة الله تعالى فتعلموا من مأدبته ).
و سيأتي الباقي و اوله: مراتب النفس في التأدب مع الله
من رسالة للأستاذة الفاضلة ميادة الماضي