نُونْ وَ مَا يَسْطُرُون فصحى, حر, خواطر, نثر, قصة,أمثال وحكم, مقالة

 
كاتب الموضوع الدَعْجَانِـيـْةِ مشاركات 14 المشاهدات 1650  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 09-08-2007, 06:01 AM   #1
معلومات العضو

كـــاتبــة قــديـــرة

رقم العضوية : 4905
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مجموع المشاركات : 3,915
الإقامة : السعودية
قوة التقييم : 27
الدَعْجَانِـيـْةِ will become famous soon enoughالدَعْجَانِـيـْةِ will become famous soon enough
Unhappy *·~-.¸¸,.-~*أحلامٌ ضائعة*·~-.¸¸,.-~*

وفاء كانت فتاة بسيطة مادياً ،ولكنها تمتلك اكبر الرصيد في بنك الجمال، وطيبة القلب ،والأخلاق الرائعة
.
.

أحلامها كانت بسيطة .
أحلامها كانت عادية.
تنحصر في فارس أحلام شجاع ،حنون.
بيت ترفرف عليه السعادة.
أولاد وبنات رائعون.

،
،

في يوم من الأيام كأن أول أحلامها بدأ يتحقق ،،، قُرع باب منزلهم المتواضع من سيدة اتضح من هيئتها أنها من وسط راقي ومجتمع مخملي .
جاءت هذه السيدة خاطبة،، جاءت تطلب يد وفاء لأبنها الذي ربته "أحمد" فهو ابن لها بالتبني
تبنته وربته حسب معتقداتها وخلفياتها السابقة .

غرست فيه الاعتزاز بالنفس فوصل حد الغرور والغطرسة ، غرست فيه حب جمع المال وتكديسه ،فانصرف إليه وبخل به. وغُرِس فيه ما لم تستطع أن تخرجه من أعماقه وهو شعور دفين بالنقص.

غُلف كل ماسبق بالوسامة والجاذبية والروح الساخرة المتهكمة حد الإيلام ..

تقدمت تلك السيدة بطلبها، صُعِقت هذهـ الأسرة بمجرد طرق أم أحمد لبابهم، فلما هم بالذات ؟ !
ولكن بساطة هذه الأسرة وإيمانها بالقدر أزاح ظلال التعجب وأبعدها .

طارت وفاء فرحاً بمواصفات خارجية مغلفة "بسولفان" لامع غطّى كل العيوب وأخفاها ،
لم تدرك ما وراء هذهـ اللمعة التي أجهرت عيناها.
فرحت أم وفاء ووالد وفاء ،، فهاهي ابنتهما الجميلة ، الخلوقة ، المطيعة ترزق بعريس لم يزرهم بمواصفاته حتى في أحلامهم.

تمت كل الأمور بسرعة الصاروخ ،، وجاءت ليلة الزفاف ،، وتعالت الزغاريد ،، ولبس الأطفال أجمل الملابس
وخضبت الجميلات أيديهن فرحاً بزفاف وفاء.
نثرت الأم دموعها فرحاً وكاد قلب الأب أن يتوقف من عظيم سعادته.. وتمت مراسم الزفاف..

وطار أحمد بعروسة لقضاء شهر العسل ، قضيا شهر من ليالي ألف ليلة وليلة من ليالي الأساطير الشهيرة مملؤة بالحب والسعادة .
رأت وفاء في هذا الشهر من عجائب الدنيا الكثير ، فهي للمرة الأولى تخرج خارج حدود البلاد ، كانت مبهوته مما تراهـ ، مندهشة مما تشاهد . فكأنها كانت مغيبة وليست من هذا العالم .

عادت وفاء إلى أرض الوطن محملة بالهدايا لوالدتها ،وأبيها، ولأم زوجها " كانت هديتها لها من باب رد الجميل "على خطبتها لأبنها فلقد شعرت إنه هبة من الله اختصها به .

بدأت الأيام تتوالى والشهور تتعاقب وبين التوالي والتعاقب بدأت تتعرف وتكتشف زوجها أكثر وأكثر وبدأ يتضح الوجه الآخر والجانب المظلم لذلك الوسيم ، بدأت تسقط ورقة التوت ، وبدأ ينكشف أمامها.
وعرفت أنها قد تزوجت شخصاً بارعاً في التمثيل والتلوّن ويمتلك قدرة كبيرة على الخداع .
وبدأت معاناتها وباءت كل محاولاتها للإصلاح بالفشل الذريع .فكل محاولاتها تصطدم بصخرة غروره وصلفه وجشعه .
ومع هذه الصدمة والفاجعة وكل الاضطراب في علاقتهما . شعرت وفاء بشئ ما يتحرك في أحشاءها وبدأت حياة أخرى تنمو في داخلها .
_ إنه حلمها ا لثاني بدأ في التحقق
ولكنه بدأ مع ظهور الشروخ على بنيان حلمها الأول وتصدعه.
.
.
شعرت وفاء أن شمعة أُضيئت في طريقها المعتم وربما تساعدها على اجتياز الطريق
فرحت بهذا القادم أيما فرح وأصبحت تعد الأيام والشهور وتستعد لاستقباله ، وفي الطرف الآخر من الطريق كانت علاقتها بـ أحمد من سيئ لأسوء واستمرت ومضت الشهور بين لحظات انتظار الحلم القادم ، وانتظار إصلاح أحوال زوجها .

.
.

جاء اليوم المنتظر وشعرت وفاء بآلام الولادة ،، بحثت عن أحمد في كل الأمكنة لم تجدهـ وعلى كل الأرقام لم يكن يرد . فلقد كان في أجواء غير الأجواء وكان يغوص في عوالم القمار وما يصاحبها وكان يعربد هنا وهناك مع فتيات الليل ويعاقر الخمرة التي أذهبت عقله و.... و....

.
.

ومع مرور الوقت تزداد حالة وفاء خطورة وتزداد آلامها فلم تعد تعرف كيف تتصرف فـ الآلام شلت تفكيرها .

تناولت عباءتها وتحاملت على آلامها وهاهي تنزل من درج بيتها تنزل درجة ولا ترى الأخرى ، فدموع الألم ودموع الخوف ودموع القهر حجبت الرؤيا أمامها .وهاهي تتعرض للسقوط وتتدحرج على الدرج .

.
.

كل الآلام تحالفت وتكاثفت ضدها وهاهي تغزوها بلا هوادة ولا رحمة فلم تستطع النهوض ،هاهي تزحف حتى وصلت للباب الخارجي

.
.

هناك شاهدوها الجيران فأسرعوا لحملها إلى المشفى كانت كل دقيقة تمر تزداد فيها سوء ويتردى فيها وضعها وصلوا للمشفى وحملتها الأيدي وأسرعوا بها أدخلوها للطوارئ ومن هناك جاء رد الطبيب المناوب

(عظّم الله أجركم )

وأُسدل الستار على أحلامٍ لم تكتمل

هناك ضحايا ،،، هناك مذنبون ..

وتستمر الحياة على إيقاع الألم


*·~-.¸¸,.-~*بقلمي المتواضع*·~-.¸¸,.-~*

الدَعْجَانِـيـْةِ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها