نُونْ وَ مَا يَسْطُرُون فصحى, حر, خواطر, نثر, قصة,أمثال وحكم, مقالة

 
كاتب الموضوع محمدالروقي مشاركات 1 المشاهدات 631  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 10-06-2005, 01:20 PM   #1
معلومات العضو
لاشئ...يستحق
رقم العضوية : 1657
تاريخ التسجيل: Jul 2005
مجموع المشاركات : 211
الإقامة : حزب الـ أنقيـــاء
قوة التقييم : 20
محمدالروقي is on a distinguished road
Post " زاوية خامســــــة "

" زاوية خامسة "








إحتياجي ::

القرية التي تخرجتي منها و زفتك للمدينة أول مرّة تضجُ بالحنين ، تكتم الشوق و اللوعة و تود لو صافحت قدميك من جديد ، كما كنتِ تفعلين سابقاً ، وكما كنتُ أنا أيضاً أعدو بلهفة نحو وجع تركه رحيلكِ .. لم أعتد أن أواجه كل هذه الكميّة من الحنين الخجول ؛ يخجل أن يبوح بضعفهِ فيلجأ للحيلة كنوع من محاولة مد الأيادي ، على أمل أن تعيدي لي عنجهيتي الزائفة تلك التي تقتلكِ و تحييك في آن معاً.
حنيني ايضـاً لا يستطيع التعبير عن ذاته أو ركوب موجةٍ جريئة كما أنا مع الآخرين الأغراب ؛ صبــور جداً حينمـا تأتي ساعـة اللجوء فأكتمه بين أسوار قلبي ولا أبوح بهِ لأحد ، حتى أنتِ احياناً كثيرة تفشلين في إداراكِ مـا لا أقوله ، او لعلكِ بمكـر حواء تريدين مزيدا الضعف حتى وانا أرتق أعلاي لأصعد نحوَ أسفلكِ .

يا آخر النساء و أول الملائكة :
أحتاج كثيراً ان تعبريني كسحابة صيف ، وأحتاج إحتياجاً صوفيّاً يلهج بقرب لقاءكِ ، فقد تعبت من أسلاك البعدِ و حروفٍ لا تغني حنيني ولا تشبعه من جوع ..


بلادتكِ ::

ببلادة متناهيـة تسعيـن لإرغامي بالوقوف تحت سياطِ غنجكِ ، وببلادة متناهية أيضاً أقف أنــا كمتسول أمام أبوابكِ العصيّة ؛ لا تحتاجين كثيرا لتتهاوي بين يدي لكنك تحتاجين للكثير كي تتجرأي و تقفي أمامي كما أفعل أنا كل ليلة ..


بلادتي ::

أعلمُ أني " معفّن " و فوق عفني تراكمات عاطفيّة و غيرة قاتلة تجعلني وحشاً أو عربجيّاً في نظــركِ ، بيّد أني _ومن أحسن خلقكِ و خُلقكِ_ أحبك محبة لو وزعّت على أهل الأرضِ لكفتهم!

هذا قسمٌ / إعترافٌ لو تعلمونَ عظيم.

ليس من السهلِ على من هو مثلي أن ينسكب كله هكذا ، أو أن يعتذر ، أو يتوسل ، أو يخّر باكياً ، أو حتى شاكياً غير أن الزمن و أنـأ و مشروعي الدراسي قد وقفوا جميعاً في وجهِ قلبي ، فصببتُ جام غضبي و عنفواني وغيرتي و إنكساري و خيبتي فيكِ ، فكنتِ كالمظلوم القابع خلف قضبان السجنِ تنتظرين سيف الجلّاد ، و يالي من جلّادٍ خائب ، أرفع سيفي ليدمي خاصرتي و يقتادني كالشاة نحوَ نهاياتي ..

أيــا إمرأةً قدّت من عنادْ:

آمـا آن لـكِ أن تقرّي بين أحشائـي ، أو أن تأخذيني عطراً يتسللُ إلى المستعصي منكِ و ينزوي في ركنٍ قصيّ منه لا يمسسه أحد كما لم يمسسكِ أحدٌ من قبل.
أعتـرف بخيبتي العظمى و بقسوتي العظمى و بحبكِ الأعظم! فأغفري لي طعناتي وأغفري لي زلّاتي و أدمحي _من أجلي_ كل أخطائي.


كينونتي ::

كُلمــا شعرتُ بالإستقلال ، عادت جيوش إبتساماتكِ لتكرب قيادي ..
لستُ أفهم كيف كُتب علي البقاء تحت ظلالِ ضحكاتكِ ، كما اني لم أستوعب بعد كيفَ لي _بعد أن لاح عارضي شيباً_ القعود على أملِ أن تهاتفيني ، كي أنطلق مجدداً في البحثِ عن كينونتي بين هذه الأفـواه الجائعة التي لا تكل ولا تمل ولا تعرف كيف تسمو قليلاً ؛ ما زلتُ لا أفقه الســبب الذي يجبرني على اللـجوء لذاكرتنا المُشتركة كي أتنفس .
عُـذراً أيتها الحياة ، فلا حياة لي بعدْ ؛ ما زلتُ في طورِ النــمو و مازلتُ كائناً مؤجلاً ، على إعتبــار أن كينونتي بيــدكِ و مستقبلي مرهون بسماعِ صوتكِ.


وجعي ::

ما زلنا نقرضُ الذاكرةِ بحثاً عنّا ، نتسابقُ سويّاً للخطيئةِ وتمنعنا المشيئة .. وربما الغدُ الآثمْ .
قطعاً تدركينَ الآن أنّـا حكايةٌ لا نهايةَ لها ، وربما في نهايتها تبدأ مسيرة جديدة على خُطى الدفء الذي نتمنى ..

أيا شهوتي المؤجلة :

قد كنـا و النوى من حولنا نخضع الآلام طوعاً ، نهـرع نحـو الأمواتِ أن قوموا فـرحاً ، فكفـوف الزمنِ خُضّبت بالحنانِ ! وأن جـدّفوا بأيديكم فالغدُ باتَ بحارٌ من الآمالِ لا تعـرف اليباس .. وها نحنُ نلوك المرارة ، نتجرع السموم و نختبيء من عيونِ القدرِ كالمذنبينْ .

عفوك يا حبُ !:

ما هكذا كنتَ من قبلُ!، فما الواشي غير سواد يأكل سواداً و ستذروه الرياح كالرمادْ ، فمالي أراكَ تدفع الغضبَ دفعاً في أوردتي ؟


بلادتي مجدداً ::

ها هنا..
حيثُ فتنة حضوركِ نحوي في ظلامِ لا يشي بآهاتِ الشوقِ ، ولا يفضح نظراتَ الرجاء في عينيكِ ، كنتُ أرتب فوضويتي على هامش أناقة عطركِ الشارد .. لا نور إلا نوركِ ولا ظلٌ يسبق دهشتي فيكِ إلا ظلُ نهديكِ ، لن أدخلَ سريرَ أحلامنا إلا وأنا بكاملِ قواي القلبيّة.

و ها هنا ..
حيثُ الرمقِ الأول من أنفاسِ الحُب تموت على شهقاتكِ ، كنتُ أتذوق بشراهة ما تبقى من شهدٍ علق بكفيّ ذاتَ تلاحم طفيف سلبكِ الصراخ و تركَ على وجهي آثار دهشة! ..
تمنيت ساعتها أني رسام كي لا أحرم الآخرين متعة النظرِ إليكِ ؛ الظلام لا يجدي مع رجلٍ إعتاد منذ صغرهِ على دلوف الأماكن المحظورة ، فلا تلوذي بهِ لتحرميني رؤية خجلكِ فأنا الذي صنعه أولَ مرّة ! ، وأنا من يعيد صياغة ملامحةِ على وجنتيكِ متى ما أرادت ساديتي ذلك ..

أنا الموبوء بالأنا ، أعشقكِ ..
لا أعرفُ كيفَ أسكبها بحنانِ على مسامعكِ ولا أدرك سبيلاً آخر لإيصالها لكِ غير إمتطاءكِ بهمجيّةِ " آتيلا " وصلابةِ " جدي "..
جدي لأبي ليس همجيّاً مثلي ، لكنه أيضاً ليس رومانسيّاً تعشقه النساء ؛ قال لي قبل وفاتهِ بسنين " أن الرجل قليل كلام حاد النظرات " ، عجزتُ عن السكوت فتشبثت بالنظرةِ الحادة وأنا أتتبع آثار الدمِ في رقبتك تاركاً لحنجرتي حريتها في نشرِ الخبرِ وإفشاء سرنا المميت .. << أميرة تعشق عبدُها >> !

لا أجيد الصمتَ في حضرتكِ ..

منذ تركتكِ البارحة وأنا أحلمُ بريحٍ تطرد شبح الوشاة عنكِ ، وعني أيضاً ..
فجأة! تذكرتُ أني الرجل وأني من يجبُ أن يأتي و يمضي بدّقة و حرصٍ شديدين ، لم أكن كذلك ليلة البارحة ..
وكنتِ أنتِ الرجل و الأنثى في آنٍ معاً .. تارة تكتبيني قصيدة

وتارةً .. تغنيني أغنية !

التوقيع : محمدالروقي
أتعلم .. أي .. حزن يبعث المطــر !!؟
محمدالروقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المشاركه الأولى في منتداكم ياعتيبه """""""" عبدالرحمن الميموني منتدى قصائد الأعضاء 14 10-19-2006 04:02 AM




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها