[align=center]كم عدد الشماعات في حياتنا التي نعلق عليها ما وصلنا إليه سواء كان سلبيا أم إيجابيا؟
كم مرة نقف ونعلن بملء أفواهنا أننا دُفِعْنَا دفعًا إلى أن نسلك طريقًا خطأً، ولم تكن لنا يد في ذلك، ولكن الظروف والحياة والناس من حولنا هم الذين دفعونا؟
كم مرة استعبدتنا عادة فتحركنا معها كالأسرى، ثم حين وصلنا إلى نقطة النهاية اتهمنا الأصدقاء، ووسائل الإعلام، والدنيا كلها
كم مرة قلت لنفسك:
يستحيل أن أجد فرصة عمل تناسبني؛ لأن الأعمال كلها بالوسائط.
إذا كانت إجاباتك عن كل ما سبق:
إنها كثيرة (عدد المرات)،
هناك شخص واحد فقط يستطيع أن يكون سببًا في تغيير حياتك على النحو الذي يرضيك.. هذا الشخص اسمه "أنت".
الحرية : اعتقاد فقرار فحرية مطلقة.. فحرر نفسك من الآن من أَسْر أن السبب في أي شيء وصلتَ إليه هو الآخرون؛
فالآخرون أيضًا يعتقدون أنك السبب فيما وصلوا إليه،
العالم الروسي وحكايته مع كلبه،
كان "بافلوف" يملك كلبًا جميلا، وكان الكلب يسكن بحجرة في أعلى المنزل وكان "بافلوف" يصعد إليه بالطعام في كل مرة عبر دَرَج خشبي إحدى درجاته مكسورة، وكلما صعد عليها "بافلوف" أحدثت صوتًا زززززززززززز، وكلما قدم "بافلوف" الطعام لكلبه سال لعاب الكلب. إلى هنا والحكاية عادية، إلا أنه حدثت واقعة غيَّرت من مجرى الأحداث؛ صعد "بافلوف" في يوم إلى حجرة كلبه، وضغط على الدرجة المكسورة فأحدثت نفس الصوت زززززززززززز، فسال لعاب الكلب،
ومن يومها صارت لعبة لصاحبنا يتلهى بها؛ يضغط على الدرجة، فتحدث صوتًا فيسيل لعاب الكلب.
انتهت القصة وبقيت الدهشة،
ترى لماذا يسيل لعاب الكلب عندما يسمع صوت الدَّرَجة؟
لا بد وأن هناك رابطًا ما ربط بين الصوت واللعاب..
كان الرابط هو أن الصوت هو المثير الذي يثير الكلب ليستعد للطعام،
والاستجابة المبرمجة داخل الكلب أعطت إشارات بأن يسيل اللعاب عندما يسمع الصوت.
وهكذا تولدت نظرية (المثير والاستجابة) أو (الاستجابة الشرطية) كما يسميها البعض؛
وهي ببساطة: أن هناك مثيرًا خارجيًّا (فعل) يحدث فتتولد لدينا استجابة (رد فعل)،
ولكن كيف يحدث المثير؟ وكيف تحدث الاستجابة؟
مثال:
شابين ابني مدمن مخدرات
المثير أن أباهما كان مدمنًا للمخدرات وكانت الاستجابة مختلفة، أحدهما رأى أنه مثل والده ولم يتحمل المسئولية وربما عاب على المجتمع والناس والحياة،
والآخر رأى أنه مسئول عن تغيير وضعه إلى الأفضل فنجح.
نحن نحتاج إلى أن نكون دومًا فاعلين لا ردود أفعال.
المبادرة والإيجابية هما اللذان نحتاج إليهما لكي نقتل الشماعات داخلنا، وأن نتقدم بخطى ثابتة في أي موقف من مواقف حياتنا؛
لا نتهم أحدًا بلا نقولها بكل ثقة:
أنا المسئول. ولكن كيف سيحدث ذلك؟
عندما نتوقف في الطريق بين المثير والاستجابة.
هناك عناوين جاهزة دائمًا لدى (الردفعليين) عندما تسألهم:
لماذا اتخذوا هذا الطريق، وتتلخص في ثلاث نقاط:
1- هذه صفات ورثناها لا نستطيع التخلص منها.
2- هذه عُقَد نفسية من أثر تربيتنا وتنشئتنا.
3- هذه أمور تفرضها علينا البيئة المحيطة.
بيد أن الله -تعالى- قد منح البشر ملكات إنسانية خاصة ليتعاملوا مع أحداث حياتهم بفاعلية، وبقدر ما نستخدم هذه الملكات بقدر ما نقترب من روح المبادرة والإيجابية، وبقدر ما نبتعد بقدر ما نقترب من روح الأعذار ورمي المواضيع على (الآخر)،
وهذه الملكات هي:
1- الإدراك الذاتي: وهي أن تكون واعيًا بما يدور حولك مدركًا له، مثل صاحبنا في المثال السابق؛ لقد أدرك الناجح أن أباه لم يكن يسير على الطريق المستقيم، وأنه لو تصرف بنفس تصرفاته فسوف يجني النتائج نفسها، وبالتالي كانت نعمة الإدراك عنده مستخدمه.
2- الخيال: وهو القدرة على تجاوز حدود الحاضر والتجارب الشخصية. فقط تخيل العواقب التي سوف تجنيها عندما تتصرف برد فعل تجاه أي استجابة تجبرك على أن تكون سيئًا.
3- الضمير: وهو القيم والمبادئ التي تقوم عليها نفسي، فغريزة الجنس مثلا هي غريزة أساسية ويمكن أن تحدث لنا إثارة منها، ولكن ضميرنا الممثل في القيم والمبادئ التي نحملها تمنعنا من اتخاذ سلوك غير سوي إزاء هذه الغريزة.
4- الإرادة المستقلة: ويعني هذا أن تكون لدينا القدرة على التصرف بحرية بعيدًا عن المؤثرات الخارجية، كيف يحدث هذا؟
تخيل أن أحدهم يقول لك: إنك دائمًا تعطلنا عن العمل.
هذا هو رأيه، ولكن ما رأيك أنت؟
إن إرادتك المستقلة سوف تجيب عن هذا السؤال بالطريقة التالية:
اخرج خارج الدائرة المشتعلة في الحديث واسأل نفسك:
هل صحيح أنني أعطلهم؟
وسوف تكون الإجابة واحدة من ثلاث:
(نعم – لا – أحيانًا)،
إذا كانت الإجابة نعم فاعتذر فورًا (قمة الإيجابية)،
وإذا كانت الإجابة لا فوضح الأمر أو اتركه لحاله،
وإذا كانت الإجابة (أحيانًا) فادرس الموضوع،
واعرف لماذا تحدث هذه العَطَلَة،
وبالتالي سوف تصبح في كل الأحوال القائد لزمام الأمور.
oـــ لا تعتبر كل رأي يوجه إليك رأيًا شخصيًّا، ولكن حَكِّم عقلك وتجاربك وتخيلك في كل ما يعرض عليك،
ومن قبلها ضميرك الممثل في القيم والمبادئ التي تحملها.
وبعد..
عندما نكون فاعلين فإن الحياة يصبح لها طعم آخر.. حركة أخرى.. رؤية جديدة. بادر من الآن إلى ما تبحث عنه أنت، لا ما أراده لك غيرك.
علق على جدار الزمان لافتة مكتوبًا عليها اسمك دون أن تكون متأثرًا بأحد؛ فأنت كنت ولا زلت وستظل نسيجًا وحدك.
عندما تحب أحب بالفعل، عندما تعمل اعمل بالفعل.
اكتب ورقة واحدة تستند فيها على مبادئك واكتب فيها:
ماذا أخذت من العالم اليوم، وماذا قدمت له؟[/align]