هذه القصه جرت مع الشاعر / غازي بن مهنا الشيباني ويرويها كالأتي يقول كنت وانا ابلغ من العمر 15 سنه ابحث عن بعض الابل الضائعه بالفلاه وطال بي المسير من بداية النهار حتى نهايته ولم اشاهد أي انسان بل اض قاحله خاليه من الناس وقد اشتد بي العطش والجوع وانا اسير على الاقدام متوغل في الصحراء بحثاً عن الابل الضايعه وفي وقت فوجئت بكلب يسير بجمبي وفي نفس اتجاهي وقلت لعهله كلب ضائع واخيراً اخذني الشك انه ذئب ينوي مرافقتي وقد سمعت سابقاً بأن الذائب اذا صادف انسان في الخلاء يرافقه فمضيت في طريقي وعند اقتراب غيوب الشمس فإذا بخويي الذئب يقترب مني وكأنه ناوي شر واخيراً تنقض علي كاشراً عن انيابه فضربته بعصى معي ضربه ضعيفه فتزحزح عني واراح لجبل صغير واخذ يعوي ويعوي فإذا بذئب ثاني وثالث جايين له وعند ذاللك عرفت انه يلزمني التفكير في حيله تمنعني من خطر الذئاب الجايعه واخيراً ذهبت لشجره عاليه لها ساق طويل وفروع متعدده فتمكنت من الصعود بأعلاها بكل سرعه وحذر وعند ذلك انقضت الذئاب نحوي ولكن من دون جدوى لانني قد تعليت ساق الشجره فأخذت الذياب تهر وتعوي وتحفر عن جذع الشجره وانا في مكاني بين اغضانها امن وبعد دخول الليل بالضلام فوجئت بشي يندفع الي ويصدر صوت غريب لم افهمه فقاومت هاذا الشيء وفر نهائياً وبعد فتره عاودني كذالك وثالنيه وثالثه حتى الصبح فقات انه جني ومسكت مكاني حتى الصبح فإذا به نسر له على احد فروع الشجره عش وفيه بيض له وعند الصبح ولت الذائب وطار النسر وانفرجت لي عند ذلك قلت هذه الابيات :
الذئـب فـي راس الطـويلـه حـدانـي *** بـارضٍ خلا مالي مـن النـاس فـزاع
في الطلحه أم الساق عالي مكاني *** فـي راسهـا رفعـت رجلي عـن القاع
أخـذ يـجـر أعـواه ثـم جـاه ثـانـي *** يكـشـر بـنـيـبـانـه ويـقـرب بـعـد جـاع
مامن أسلاح أفتك ابـه يـوم جاني *** والطرق ضاقت بي بعد كانت اوساع
رقــدت نـوم بـراسـهـا مـاهـنـانـي *** صـابـر ولـو اني من الخـوف مرتـاع
والـحـمـد للرحمن حيـثـه كـفـانـي *** وتفرجت مـن بعـد ضـيـعـت الاسـنـاع
*
*
*
تقبلو تحياتي