عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : بينما رسول الله صلى
الله عليه وسلم في بعض أسفاره وامرأه من الأنصار على ناقة
فضجرت فلعنتها فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
(( خذوا ماعليها ودعوها ، فإنها ملعونه )) قال عمران : فكأني
أراها الآن تمشي في الناس مايعرض لها أحد فتركت حتى ماتت !
وهذا بسبب شؤم المعصيه ويقاس على ذلك كل شيء يلعنه إبن آدم
عياذا بالله .
اللعن هو السمه الغالبه في أكثر حديث الناس وهذه من البلايا التي
عمت وطمت ،
وقد يصدق علينا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل
عن الصقارين قال ]: (( نشء يكونون في آخر الزمان ، تكون تحيتهم
بينهم إذا تلاقوا : التلاعن )) .
وانظر إلى شؤمها في الحديث عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم :(( إن العبد إذا لعن شيئا" صعدت اللعنة إلى
السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض ، فتغلق
أبوابها دونها ، ثم تأخذ يمينا" وشمالا" ، فإذا لم تجد مساغا"،
رجعت إلى الذي لعن، فإن كان لذلك أهلا" وإلا رجعت إلى قائلها ))
بل يتعدى هذا الشؤم إلى حرمانه من الشهاده والشفاعه كما في
حديث الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(( لايكون اللعانون شفعاء ولاشهداء ))
ويتناوله شؤم المعصيه حتى ولو كان الملعون غير عاقل ،
كما في حديث ابن عباس في الرجل الذي لعن الريح فقال النبي
صلى الله عليه وسلم (( لاتلعنها فإنها مأموره وإنه من لعن شيئا"
ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه )) .
يكفينا ذنوب ومآثم ولنترك المعاصي قدر مانستطيع ولنحفظ ألسنتنا
من اللعن الذي يعد من الكبائر ونحن نتهاون به وهو ينزع البركه
من كل شيء حولنا لاحول ولاقوة إلا بالله ،
ربنا لقد ظلمنا أنفسنا ظلما" كثيرا" وإن لم تغفر لنا وترحمنا
لنكونن من الخاسرين .