[align=center]أقبلت ... وكأنها فكر هزه الشوق إلى ميدان الجدل ...
فقالت : جميع قصص الحب الخالدة لم تنتهي باللقاء ...
قلت : لاستمرار نار الشوق بين العاشقين بالتوقد
فهم في غرام وهيام
وخوف وملام
وبعد وقرب
وسلم وحرب
ومؤامرة عذول
ورحمة مرسول
ووصل وصد
وهزل وجد
ولحظات وّد
يتبعها هم وسهد
ورضا وخصام
وراحة وآلام
فما كان حالهم إلا كذلك حتى أطفئ نار شوقهم رماد أجسامهم .
قالت : وماذا تقول في غيرها ؟
قلت : يخطأ من يظن الإعجاب حباً وإنما هو خطوة في طريق الحب .
وعادة ما يخبوا هذا الإعجاب - وفعله بالقلب - عند ظروفٍ
تكاد تكون سخيفةً
إذ ليس في القلوب له جذور تغذيه وتقويه بل هو كالنباتات السطحية
التي ليس عمق في الأرض .
قالت : فإذا ترسخ في القلوب حتى أصبح حباً ؟
قلت : يأخذ حكم أمثاله .
قالت : وما ذلك الحكم ؟
قلت : عادة يخبو الشوق إذا التقى العاشقان .
وليس ذلك من قلة في المحبة بل من رتابة الحياة بينهما
وهذا في حق القلوب التي تعزف على رتم واحد.
وهذا النوع تظهر قوة الحب فيه عند الشدائد .
وهناك حب يتحول بعد اللقاء إلى مقت .
وهذا يرجع السبب فيه إلى التنافر في النفس والفكر .
وهناك حب يولد بعد اللقاء .... وأعتقد أنه أقوى أنواع الحب ...
إذ أنه لا يحصل إلا بعد التوافق بين الشخصين دون مؤثرات فكل واحد منهما عرف الآخر على حقيقته ومن ثم ولد بينهما الحب ...
وهناك حب التعود والألفة
وهذا منتشر في الأجيال التي سبقتنا أكثر من جيلنا ....
وأما بيت القصيد :
فهو الحب المتجدد :
ولا يكون ذلك إلا بين قلبين وعقلين يدركان معنى الحب ومعنى الحياة .
ويتقنان العزف على جميع أوتار المشاعر .
فهما يرعيان حبهما ويتعاهدانه فهو دائما
مشرق الوجه من أثر صحته ....
قالت : وأي نوع منها في قلبك ؟
قلت : ربما اجتمعت كل أنواعها في قلب الشقي ....
ورحلت ... وكأنها شمس تداعب أمواج البحر ....[/align]