[align=center]
تحيه عطره بورد الجوري ..
موضوع شدني كثيرا لما يحويه من معاني رائعه ... احببت نقله لكم كما هو للفائده ..
قبل أيام كنت قد وقعت ضحية للبراءة الإلكترونية , فجلست أكتب لصاحبي اعتذاراً أبرر فيه موقفي , ليس لأني تنبهت متأخراً ولكنها رسالة وصلتني وقرأت فيها كلمات حفت بتهجم صارخ, نعم إنها خرجت من قلب مفجوع .
تفاجأت بالرسالة وقد حطت رحالها عندي , شخصت العينان , وبردت اليدان , وثقل اللسان , توقف الدم في عروقي للحظات , أوشكت بالهلاك من قوة الكلمات والتهجم على من يظن أنه أخطأ , كل ذلك تضمنته تلك الرسالة والكثير والكثير .
سكت قليلاً , لا أدري ماذا أصنع . ولكن السؤال الذي يطرح نفسه .. ماذا فعلت لكي أنال كل هذا الجزاء ؟؟
قرأت الرسالة مرة ثانية , حاولت أتذكر ماذا صنعت وماذا أخطأت في حق صاحبي .
بعدها مرت على ذاكرتي نقطة حمراء متسترة بالسواد من حياء ما صنعت , حاولت تعريتها عن ذلك الجلباب الأسود , نجحت ويا ليتني لم أفعل ... نعم تذكرت ذلك الخطأ .
لم أتوقع ولم أتصور في يوم من الأيام أن أجازى على خطأ لم أقصده , ولكنها الدنيا تفاجئك بالمستحيل وكأنه أمر معتاد عليه البشر .
قلت في نفسي أكل ذلك يستطيع حمله ابن آدم , محاسبة لهذا وعقوبة لذاك وصراخ مباشر على هذا . وكأننا نعيش في زمن نسي التغابي في الأمور وغض الطرف عن سفاسف ا لأمور .
ليس الغبي بسيد في قومه *** ولكن سيد قومه المتغابي
ولا تظن أنها دعوة للسكوت عن من أخطاء في حقك أو شتمك أو حاول الانتقاص من ذاتك .
ولكنها دعوة لكي ترفع من قدرك وتعز به نفسك بكلمات ترد به الاعتبار لشخصيتك وذاتك ولا تنتقص فيه من خصمك مهما تكلفت في كتابة رسالتك .
إنها دعوة لكي ترسل رسالتك محفوفة بالورود والزهور والسؤال عن ما تريد بكل أدب ولطف .
تذكر أن إثبات شخصيتك على من تريد لا يكون بعبارات الجفاء ولا بعبارات الانتقاص من خصمك .
تذكر أن شخصيتك يقرأها كل فرد من موضوعاتك وردودك .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وللعودة إلى ما تعرضت إليه من صاحبي , فأقول لم يقتصر سامحه الله على عبارات الهمز واللمز وكأنني فعلته عن قصد وإرادة بدون أدنى التماس لعذر أو إحسان للظن , ومع كل هذا فلم تكن عندي مشكلة في هذا الأمر, مادام أنه محاسبة على خطأ صدر مني .
لكن الذي وقع على رأسي وصدمت لقراءته ألا وهي عبارات التشكيك والانتقاص من الشخص .
فأقول ليس محاسبة الأشخاص هي ضوء أخضر للشتيمة والانتقاص .
تذكر أنه مادام أن لك ذاتاً وشخصية فالناس كذلك , ومادام أن لك لسان تدافع به عن نفسك فللناس ألسن .
وهذه قصاصة من كتاب " تقدير الذات " ذكر فيه مؤلفه كلاما نادراً أنقل لكم بعض منه ( لكي تكون أقرب إلى المثالية , يجب أن توجه التعاطف نحو الآخرين كما توجهه لذاتك . وقد تجد في الوقت الحاضر أن فهم وقبول الآخرين والصفح عنهم أسهل من فهم وقبول ذاتك والصفح عنها ....... )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وها أنا أنثر لكم أسئلة أرى أنها من الأهمية بمكان :-
س / ماذا يعني لك التغابي في بعض الأمور ؟؟
س / لو تعرضت لهذا الموقف ماذا سيكون ردك " علماً أنك لم تقصد الإساءة وإنما صدرت عفوياً من جنابك " ؟؟
س / هل تعد قوة العبارة والجفاء في الأسلوب وتعرية الخصم أسلوب للدفاع عن النفس واثبات المكانة ؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي ختام هذا الموقف المأسوي أقول " تغابى ... حتى تسعد في حياتك !!!
منقوووول بالحرف الواحد ..
الشامخهـ ..[/align]