قبل أن نتعرف على بعض بطولات وأبطال المتأخرين , علينا تذكر أن هؤلاء الأبطال و بطولاتهم قد اخبر النبي عليه السلام بحقيقتها فمن ذلك قوله عليه السلام :
((ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات ..) ( وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان) (لتستحلن طائفة من أمتي الخمر باسم يسمونها إياه) ( إنها ستأتي على الناس سنون خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة) ( لاتقوم الساعة حتى يكون اسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع) ولكع بن لكع هو ردئ الحسب والنسب والأحمق. ( لاتقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة رذالها) ( إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة).
الأحاديث السابقة وغيرها تبين لنا من هم أبطال آخر الزمان وما بطولاتهم ؟؟ فالمرأة العارية الباغية تظهر في فلم أو مسلسل ويقال : بطولة فلانة ؟؟ ولكي يغيظونك سيقولون : بطولة الفنانة القديرة ؟؟؟؟ تصوروا أن أمثال ليلى علوي وإلهام شاهين ونادين وباسكال وعجرم أصبحن من الأبطال ؟؟ أما أمي وأمك اللاتي تعبن وشقين وسهرن على راحتنا وعلى تمريضنا وتربيتنا فهن متخلفات؟؟
وانتقلت الناس في بضع سنين من حياة الكدح والجهد والمشقة ليتطاولول في البنيان ويتفاخر به , ولهذا لاتسمع من الأعراب في مجالسهم إلا الحديث عن إنجازاتهم في العمران , والويل لك إن لم يكن لك مثل إنجازاتهم ؟؟ وكم ننفق من الريالات على الكماليات العمرانية؟ والبطل الهمام الذي فاز وتجاوز الأقوام , هو من يزخرف عمارته ويزركشها ويجعلها اكثر ارتفاعا واتساعا... وفي الختام تظل العمارة في قريتة قاعا صفصفا لايسكنها إلا الشياطين والجن ؟؟ لكن المهم أنه حقق بطولة يذكره الناس بها ؟ بينما بيت النبي عليه السلام كان يلامس سطحها بيده وإذا سجد أزاحت عائشة رضي الله عنها قدميها ليسجد, وكان ينام على الحصير... نعم نحن في خير ولله الحمد, لكن كارثة كبيرة أن نستغل هذا الخير للمكابرة والتفاخر ؟؟
وإن كنت تريد التعرف على نوع آخر من الأبطال فهم من يدخنون أو يشربون الخمر ويتهجمون على الدين وثوابته ودعاته ويرون ذلك حرية شخصية , وهذا تحريف لكلمة حرية, لكن لابأس بذلك لديهم, فقد حولوا الخمر إلى مشروب روحي والربا إلى فائدة, والرشوة إلى عمولة , والدين إلى تخلف ورجعية , ولهذا لاتستغرب عندما تسمع بعضهم يقول بكل وقاحة انه : علماني –ليبرالي – تنويري - ... بينما لايحبون لفظ (مسلم)؟؟؟ , وقد أخبر النبي عليه السلام أن الناس كما دخلوا في دين الله أفواجا فسيخرجون منه في آخر الزمان أفواجا, وهاهم والله بدءوا يخرجون ,,, لكن وسائل الإعلام تتلقف هؤلاء الأبطال وتعطيهم الفرصة ليقولوا ما شاءوا , فتهجموا على الدين والصالحين والمصلحين , ثم يتم وصفهم بعد وقاحتهم هذه أنهم كتابا ومفكرين ومصلحين ومنظرين, أما غيرهم فيُعدون من ذوي الفكر الرجعي وأحادية الرأي, وضيقي الأفق....الخ
ومن البطولات الزائفة أن نحول الغناء إلى فن؟؟ ثم نطبل للفنانين ونعشقهم ونتعشقهم وندافع عنهم وندفع نقودنا لأجلهم؟؟؟ فما نفعهم وجدواهم لمجتمعنا وامتنا؟؟ ولا تنسوا أن الفنان كان محترما فيما سبق رغم حرمة فعله أما اليوم فهو يتمايل يمنة ويسرة ولإكمال احتقارنا وعدم تقديرنا لابد من وجود حسناء بجواره يلاعبها وتلاعبه؟؟ وكم يتم افتتاح الكثير من المسارح ليتغنى فيها المغنون ويرقص فيها المتأنثون , ثم نسمي ذلك سياحة وطنية, وانفتاحا وتطورا, بل ربما تسمعهم وهم يسألون الله أن يمن علينا بزيادة الوعي والتطور والمشاركة في هذه الأعمال التي تعد شكلا من أشكال التقدم والعصرنة (والانفتاح)؟؟؟ ألا فلينفتح هؤلاء كما يشاءون أما نحن معاشر المنغلقين المتخلفين فنحمد ربنا تعالى على مانحن فيه من الانغلاق,( لكن لاتنسوا انه لايجوز بل يحرم تهنئتهم بانفتاحهم ومشاركتهم فيه)؟؟
ومن البطولات الزائفة (نجوم) الرياضة , فهذا( نجم) رغم انه لايحمل شهادة المرحلة الابتدائية وأينما توجهه لايأتي بخير؟؟ وذاك ربما لعب كرة (مبرومة) أو سجل هدفا خدمته الصدفة وخذلان الآخرين فقالوا عنه : النجم العالمي, وأصبح في عداد الأبطال, ويمثل ثروة وطنية , يجب حملها فوق الرأس, وأي تعد أو نقد لذاك البطل يعتبر تعدٍ على المصالح الوطنية, ولا تسأل أيها القارئ الحبيب عن أخلاقيات وسلوكيات ومظهر أكثر اللاعبين**** ولحصد أضواء البطولة لابد من الاستئثار بالكرة اكبر قدر من الوقت لتضل الكمرة مسلطة على هذا البطل ولابأس من التلاعب حتى ولو بلاعب واحد لايفقه أبجديات الكرة؟ وإن لم تصب المراوغة في المرة الأولى, فستصيب المرة القادمة وسيسجل التاريخ له هذه (التسحيبات) التي يسألون الله تعالى أن تكون نالت رضا واستحسان المواطنين؟؟
مع شديد الأسف تم خداع الناس بكلمة بطولة, حتى تشربها صغارنا , فأصبح التافهين هم الأبطال, والرجال الأفذاذ هم الأوغاد المتخلفين, وإذا ما طالبت أصحاب الأعمال من ممثلين أو مغنين أو لاعبين باحترام عقول الناس وتقديرهم, سيقولون : الجمهور عاوز كده , ولو ما عملتش كده حخسر؟؟ ثم تزداد بهم الوقاحة عندما يضحكون علينا بقولهم : أنا حياتي ليست ملكي بل ملك الجمهور ؟؟ وإياك يارعاك الله أن تفهم أوتظن عندما تسمع كلمة الجمهور أنه يقصد (جمهور العلماء) لأنك إن ظننت ذلك فهذا يعني انك من المتخلفين المتحجرين المنغلقين والذين لهم توجهات رجعية أثرية؟ بل المقصود جمهور آخر رضع هذه البطولات الزائفة حتى سمى أصحابها أبطالا, ولهذا يقضون أوقاتهم وينفقون أموالهم لتسقط أخبار الأبطال وتتبعها؟؟ .. ختاما إن أردت فضح أحد هؤلاء الجماهير المغلوبة على أمرها فاسأله السؤال التالي : هل محبتك للمطرب أو اللاعب الفلاني في الله ؟؟ عند ذلك سيتم فضح البطل وبطولته , وفضح المحب وحبيبه..؟؟