السـلام عليكـم ورحمــة الله وبركـاتــه
تضعف النفس البشرية أمام إغراءات الهوى ...وتزيين الشيطان فتنسى كل شيء إلا تحقيق ما تريد ..وتسعى للتواري والتخفي عن أنظار كل البشر ...ففطرة الإنسان أبدا لم تتعود على الإباحية المعلنة ولو تجرأ عليها سفلة الناس أحيانا .
ومع ذلك ينتاب العاصي الخوف من وجود كاميرات للمراقبة أو التسجيل فتجده يلتفت يمينا وشمالا تحريا وتوجسا من مراقبة أي أحد من الناس
وما تلك الصورة التي سجلها جهاز المراقبة في إحدى المستشفيات الأجنبية لطبيب جهاز التخدير وكيف تخفى وتستر للاعتداء على تلك المريضة وهي فاقدة للوعي إلا أنا الكاميرا كانت له بالمرصاد ...ولم تكن فضيحته على مستوى المستشفى بل حتى على مستوى العالم كله .
ورصد الكاميرا لتلك الفتاة المسلمة المسكينة التي لقيت حتفها أمام شاشات البالتوك إلا لحظة مهولة يقشعر الجلد منها - رحمها الله وتجاوز عنها -
ما أصعب تلك اللحظة التي يقف الإنسان فيها أمام القاضي يحاكمه على جريمة فعلها وهي موثقة بالصور واللقطات الحرجة لجريمة السوداء .....
تصور كم تتمزق نفس ذلك العاصي من داخلها حرجا وحياء وخسّة لما اقترفت يده . مع أن كاميرات المراقبة لم تسجل إلا لحظة الجريمة فقط.... أما التخطيط والإعداد فلم تتوصل إليه ...بل لازال مستورا .
إذا تصورت هذه المعاني التي أسعى لتصويرها عبر كلماتي البسيطة هذه ...
فلك أن تتصور كاميرات المراقبة التي نشرها الله تعالى في كل مكان تصور جرائم العاصين وإن أتقنوا التخفي عن أنظار الناس
في ظلام البيوت وسكون الغرف وهدوء الحركة ....
كاميرات المراقبة تلك خطيرة جدا ...
محكمة الصنع ..فعالة التسجيل ولو طال الوقت والزمن .....
إنها كاميرات إلاهية ربانية : ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ) ...
( وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء )
يجعلها الله تشهد عليك بكل ما صنعت
لحظة بلحظة .....وحركة بحركة .....وهمسة بهمسة
يا الله ....ياالله ....يالها من لحظات خزي وعار .....
فضيحة ترسم معصية العاصي من بدايتها وحتى آخر لحظاتها ....
السماء تشهد بما فعلنا تحتها
الأرض تشهد بما صنعنا فوقها
الجمادات تشهد بما جاورها
أجسادنا تشهد بما أخذت ولامست ودفعت
وأمام من ؟ ؟ ؟
ليتها أمام القاضي .... ليتها أمام الشرطة ....ليتها أمام الأهل ....
بل أمام الله
...الله ...الذي لا تخفى عليه خافية ....
الله العظيم الذي تزلزلت الأرض بأمره ...
وخسفت الشمس والقمر بأمره ...
وحصل الطوفان السونامي بأمره
تخيل ذلك العاصي يقف بين يدي الله .......والله تعالى يسأله أمام العالمين يا فلان لما فعلت كذا .... فيكذب المسكين وينكر فيقول الله له كفى بنفسك اليوم حسيبا
فتشتغل كاميرات المراقبة والجميع يشاهد .....
وماذا يشاهدون ....؟ ؟ ؟
يشاهدون تاريخا مكشوفا عاريا لجرائم ومعاصي جمعها المسكين لتفضحه أمام رب العالمين .................... يا الله سترك فلا تفضحنا بما كسبت أيدينا وعيوننا ...بل وأجسادنا .
ثم تأتي فلانة .....الجميلة الرشيقة ......نعم كانت محط أنظار الشباب والشابات ...
كلهم يرونها ملكة الجمال ....إلا في هذه اللحظة الحرجة ....
يسألها الله العظيم .....يا فلانة .....( غادة ...رهف .....وتلك الأسماء الجميلة ...) لماذا فعلت كذا وكذا ..... فتراوغ وتحاول الإنكار ولكن ....كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ....
وتشتغل كاميرات المراقبة ....فتبدأ التصوير لتلك اللحظات المهولة ...
ابتدأ من رنة الهاتف ....ثم زيارة مشغل الكوفيرا للتجميل ....
وحتى تلك اللحظات المشينة في أحضان الرذيلة .
ولكن آخر تلك اللحظات ليست أمام الأب أو الزوج أو الشرطة
إنها أمام الله ...
الله الذي لا تخفى عليه خافية.............
والناس جميعا يشاهدون سجّل تلك الفتاة الرشيقة الجميلة في الدنيا وما كانت تفعله في الليل النهار بروائحها الزكية أو روائحها النتنة العفة .
هذه رسالة عاجلة للجميع ...لكل من عزم على فعل أمر لا يفوت على تلك الكاميرات
لكل من عزم خيرا أن يثبت فإنه محفوظ
ومن عزم على شر فاحذر فإنه محفوظ
احذر تلك الكاميرات ...........وتفكر في تلك اللحظات ..................أمام الله ملك الخلق والأرض والسماوات
اللهم سترك فاسترنا به .............. اللهم سترك فاسترنا به يا رب العالمين.........اللهم سترك فاسترنا في الدنيا والآخرة يا أكرم الأكرمين.