المنتدى العام المواضيع العامة والمنقولات والحوادث اليومية وأخر المستجدات العربية والدولية

 
كاتب الموضوع انا عتيبي مشاركات 4 المشاهدات 664  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
قديم 02-27-2007, 08:33 AM   #1
معلومات العضو
عضو نشيط

رقم العضوية : 4977
تاريخ التسجيل: Oct 2006
مجموع المشاركات : 233
قوة التقييم : 18
انا عتيبي is on a distinguished road
كرامة مصر المهدورة

كرامة مصر المهدورة




عبد الباري عطوان


مصر الكنانة مشغولة هذه الايام بقضية مصيرية ، تهدد مستقبلها وكيانها ، واجيالها الحالية والمقبلة وهي قضية مذيعة تلفزيونية هالة سرحان في قناة عربية متهمة بفبركة برنامج عن الدعارة في مصر من خلال دفع مبالغ لفتيات عاديات للقيام بدورالداعرات بعد ان تعذر عليها الإتيان ببنات هوى حقيقيات.

واعتبر الكثير من الاقلام المصرية الخوض في مثل هذه المواضيع اهانة لمصر وتشويهاً لصورتها وطالب بالحديث عن الدعارة في بلد القناة الفضائية التلفزيونية المذكورة اي المملكة العربية السعودية كرد اعتبار لكرامة مصر وشرفها.

اختصار كرامة مصر ، وشرفها ، في قضية ملفقة يتناولها برنامج تلفزيوني يتعمد الإثارة ومخاطبة الغرائز ، في استجداء مسف لجذب اكبر عدد من المشاهدين هو أحد مؤشرات الانحدار الذي وصل إليه هذا البلد العظيم هذه الأيام ويبدو انه انحدار بلا قاع فعلا.

ما يشوه مصر وصورتها وتراثها الحضاري العريق ليس وجود منحرفات فيها ، فلا توجد مدينة فاضلة في العالم محصنة من مهنة الرذيلة وإنما تحول هذا البلد الرائد إلى كم مهمل بدون أي دور فاعل في محيطه يعشش الفساد في قمته وتحكمه مجموعة من المنحرفين وطنياً وأخلاقياً تنهب ثرواته في وضح النهار وتعيش عالماً خاصاً بها يعزلها كلياً عن السواد الأعظم من الشعب الذي يكدح من أجل لقمة عيش شريفة كريمة وبالكاد يجدها.



أربعة تطورات رئيسية وقعت في الأسابيع القليلة الماضية تكشف عن مدى تآكل الدور المصري واقترابه من درجة الصفر تقريباً، يجب أن تثير قلق النخبتين السياسية والإعلامية :

الاول

اتفاق مكة الفلسطيني الذي رعته المملكة العربية السعودية، وانتزعته من قلب دائرة النفوذ المصري ، فمصر التي قدمت آلاف الشهداء من أجل القضية الفلسطينية، عمق أمنها القومي، ورعت أشهراً من الحوارات بين أطراف الخلاف الفلسطيني ، وجدت نفسها مهمشة كلياً، لتأتي المملكة العربية السعودية وتحصد ثمار جهودها في غمضة عين.



الثاني

اعتماد الإدارة الأمريكية الأردن، وليس مصر كمحور ارتكاز لتحركاتها في المنطقة ، فقد شاهدنا الرئيس جورج بوش يختار العاصمة الأردنية للقاء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ، وتابعنا كيف حرصت السيدة كوندوليزا رايس وزيرة خارجيته على لقاء قادة مخابرات أربع دول عربية هي مصر والأردن والسعودية والإمارات في العاصمة الأردنية نفسها للمرة الثانية لتنسيق مواقف دول ( محور المعتدلين ) وتحركاتهم تجاه الملفين العراقي والإيراني.

نفهم أن تأخذ المملكة العربية السعودية دور مصر الإقليمي، فهي تستضيف أقدس المقدسات الإسلامية على أرضها

علاوة على دخل نفطي يفوق المائتين مليار دولار ولكن ما لا نفهمه أن يتقدم الأردن البلد الصغير الذي يعتاش على المساعدات الأمريكية على مصر الدولة الإقليمية المحورية في العلاقات مع الولايات المتحدة، فهذا يعني نجاحاً لافتاً للدبلوماسية الأردنية، وفشلاً مخجلاً للدبلوماسية المصرية ، مع أن البلدين حليفان رئيسيان لواشنطن وموقعان على معاهدات سلام مع إسرائيل ويتلقيان مساعدات أمريكية سنوية.



الثالث

أن تغيب مصر عن قمة دارفور التي رعتها القيادة المصرية، وهي قمة تبحث أوضاعاً ملتهبة في منطقة سودانية تقع على حدود مصر ويمكن أن تنعكس التطورات فيها، سلماً أو حرباً على المصالح الإستراتيجية المصرية وربما الأمن الداخلي المصري أيضاً. فعندما يتم تجاوز مصر في الملف الفلسطيني وتتحول إلى دولة تابعة ثانوية في الملفين العراقي والإيراني وتتغيب بدون أي تفسير منطقي عن الملف السوداني الذي يشكل عصباً رئيسياً لقوت سبعين مليون مصري ( الشراكة في مياه النيل ) فإن هذا يعني أن هناك خللاً كبيراً يتفاقم ويهدد حاضر هذا البلد ومستقبله.



الرابع

استضافة باكستان يوم غد اجتماعاً لوزراء خارجية سبع دول إسلامية سنية رئيسية هي : مصر والسعودية وتركيا وماليزيا واندونيسيا والأردن ، علاوة على الدولة المضيفة لبحث القضية الفلسطينية والتطورات الأخرى في العالم الإسلامي مثل التمدد الشيعي ـ الإيراني. وهذا المؤتمر الذي سيمهد لعقد اجتماع على مستوى القمة لزعامات الدول نفسها هو تجاوز اشد خطراً على دور مصر واستيلاء على مرجعيتها السنية الإسلامية بعد أن تم تهميش مرجعيتها العربية والإفريقية ، فباكستان ليست معروفة بدورها كمرجعية للإسلام السني ولا يوجد فيها الأزهر الشريف، ولم تكن في أي يوم من الأيام عاصمة لأي إمبراطورية إسلامية ولم ينطلق منها صلاح الدين الأيوبي والسلطان قطز والظاهر بيبرس للتصدي للصليبيين وتحرير القدس. المسئول عن حدوث كل هذه التجاوزات والتراجعات هو الذي يسيء إلى سمعة مصر، وينهش كرامتها ويستبيح شرفها، وينتهك عرضها وليس مقدمة برامج، ما كان لها أن تصل إلى ما وصلت إليه لولا ضياع البوصلة السياسية والأخلاقية في بلدها وسيادة السخافة والتسطيح في معظم أوجه الحياة فيها وخاصة مواطن الإبداع في مختلف فروعه والثقافة على وجه الخصوص.



نكتب عن مصر لانها القاطرة التي يمكن أن تقود المنطقة إلى بر الأمان ولكن عندما يغيب الربان الذي يستحق قيادتها ويملك المؤهلات اللازمة، ويجعل من مصالح شعبها الفقراء قبل الاغنياء قمة انشغالاته وهمومه فإن حالها، والأمة الاسلامية من بعدها، تصبح على الدرجة من الانهيار التي نراها حالياً.


قلناها في الماضي، ونكررها، وهي ان السمكة تخرب من رأسها ، ومن المؤسف ان الكثيرين في مصر العزيزة ينشغلون بالذيل، ولا يقتربون مطلقاً من الرأس.

مصر بحاجة الى قيـــــادة شابة تنهض من قلب المعاناة ، تهدم كل ما هو قائم وتعيد البناء على أسس جديدة مـــن الشفافية والعدالة والمساواة واحترام حقوق الانسان ، والديمقراطية الحقة ، قيادة تعيد لمصر دورها الريادي الحقيقي وكرامتها المفقودة، ومكانتها التي تستحقها


*****

التوقيع : انا عتيبي
انا عتيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والتعليقات على الأخبار والردود المطروحة لا تعبّر عن رأي ( منتديات قبيلة عتيبه ) بل تعبّر عن رأي كاتبها